شؤون عربية

داعش يتقلص في مناطق ويتمدد في أخرى!

مخاوف من تجدد روح تنظيم داعش وتحقيقه مزيدًا من الانتشار

كيو بوست – 

تلقى تنظيم “داعش” هزائم كبيرة خلال آخر سنتين، ما دفع بوجوده على الأرض في سوريا والعراق إلى التلاشي والانتهاء تقريبًا، لكن تقارير حديثة تشير إلى أنه رغم ذلك فإن التنظيم لا يزال “باقيًا ويتمدد”، وهو الشعار الذي أطلقه عناصر التنظيم إبان بداية سيطرته على مناطق شاسعة في سوريا والعراق.

مجلة “ناشيونال إنتريست” الأميركية تساءلت في تقرير لها، إن كان تنظيم “داعش” سيظهر مجددًا في مكان آخر، بعد خسارته أهم معاقله في العراق وسوريا، خلال الفترة الماضية.

المجلة رجحت أن يكون المكان الجديد لعودة ظهور “داعش” هو ميانمار، التي يتعرض فيها مسلمو الروهينغا بإقليم أراكان لهجمة وحشية على يد قوات جيش البلاد ومليشيات بوذية.

وقال كاتب التقرير كولين كليرك، إنه على الرغم من انهياره في الموصل والرقة، فإن التنظيم لا يزال يحظى بآلاف من المؤيدين والموالين له هناك، ويسعى إلى التوسع في أماكن أخرى.

 

أماكن الانتشار الجديدة

يقول كليرك إن أزمة الروهينغا يمكن أن تكون عاملًا محفزًا لتنظيم داعش بالتوسع في جنوبي وجنوب شرقي آسيا.

في هذا الصدد كشف كليرك عن اعتقال سلطات ماليزيا في كانون الثاني الماضي مواطنين إندونيسيين، قالت إنهم مرتبطون بـ”داعش”، ويخططون لقتل رهبان بوذيين انتقامًا لمسلمي أراكان.

وخلال الأشهر الأخيرة، يمكن رصد تواجد التنظيم في مناطق عدة بدول عربية؛ ففي صحراء سيناء توجد تشكيلات مهمة تابعة للتنظيم، إضافة إلى انتشاره في مناطق في ليبيا ونيجيريا واليمن وأفغانستان وروسيا.

وفي آخر تطور، تبنّى تنظيم “داعش” مسؤولية الهجوم بإطلاق النار على كنيسة في داغستان شمال إقليم القوقاز جنوبي روسيا، في هجوم أدى إلى قتل 5 أشخاص وجرح اثنين.

بيان التبني للهجوم ورد عبر وكالة “أعماق” التابعة للتنظيم، بينما انتشر بيان مطوّل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ذكر فيه بأن الهجوم نفّذ على يد “أحد جنود الدولة الإسلامية”.

كما يشير تقرير كليرك إلى أن التنظيم حقق تقدمًا في جنوبي شرقي آسيا، خصوصًا في الفلبين.

“بعد هزيمته العسكرية عاد تنظيم داعش الإرهابي إلى العمل كمنظمة إرهابية عابرة للحدود، ولهذا علينا العمل لوقف قدرات تمويله الذاتي؛ لأن في ذلك خطرًا على أمننا”، قال وزير الخارجية الإيطالي أنجيلينو ألفانو.

وتنقل صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، عن تقارير استخباراتية، أن كثيرًا من مقاتلي التنظيم فروا من سوريا باتجاه جبهات أخرى، على حد وصف تلك التقارير، وأن بعضهم استقر قرب دمشق، بعد أن تسللوا من مواقع القتال.

وتؤكد التقارير الاستخبارية، أن مقاتلي التنظيم دفعوا آلاف الدولارات للمهربين من أجل إجلائهم خارج الحدود إلى تركيا، ومن هناك انطلق الكثير منهم فى رحلة العودة إلى أوطانهم، خصوصًا إلى أوروبا.

وتشير وكالة الأنباء الألمانية إلى أن حوالي 5 آلاف مقاتل عادوا إلى بلدانهم في أوروبا خلال العام الأخير. 

 

فكر داعش لم يهزم

قد يكون التنظيم فقد هيكليته على الأرض، لكن تقارير غربية تبدي مخاوف من أن فكر التنظيم المتشدد والإجرامي لا يزال يحظى بالانتشار في المناطق التي كان التنظيم يسيطر عليها.

وتسلط الوكالة الفرنسية في تقرير لها على ما يسمى المرحلة الثانية من دحر تنظيم داعش من مدينة الموصل العراقية، تتمثل في تنظيم دورات تثقيفية تهدف إلى نشر مفاهيم التعايش.

ويشارك متطوعون من مختلف الاتجاهات والمهن في الجلسات التي ينظمها “منتدى علماء الموصل”، بهدف تمكينهم من محو تأثير فكر داعش على أهالي المدينة.

ويتولى 5 أساتذة من جامعتي الموصل وصلاح الدين، من المختصين في شؤون الدين والشريعة، إلقاء المحاضرات خلال الدورة التي تمتد أسبوعًا واحدًا.

 

الخارجية الأمريكية: داعش يحاول كسب أراض في مناطق أخرى

في تصريحات له مؤخرًا، قال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، إن انتهاء العمليات القتالية الرئيسة ضد تنظيم “داعش” لا يعني أن الولايات المتحدة وحلفاءها ألحقوا هزيمة دائمة بالتنظيم.

“المتشددون الذين خسروا كل الأراضي التى كانت خاضعة لهم في العراق، وعلى وشك الهزيمة في سوريا، يحاولون كسب أراضٍ في دول أخرى ينشطون بها” أضاف تيلرسون.

وأبدى خبراء عسكريون في حديث لقناة “سي إن إن” مخاوف من أن التنظيم بات يحاول تجديد نفسه عبر تغيير القيادة.

يستدل على ذلك ما نقله الخبر من أن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، تعرض لإصابة شديدة جراء غارة جوية، في مايو الماضي، منعته من ممارسة مهامه 5 أشهر، ما اضطره إلى التنازل عن مهامه إلى إدارة (لم تحددها) تعمل على إعادة تنظيم تحركات التنظيم. 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة