الواجهة الرئيسيةشؤون دولية

“داعش” و”القاعدة” يؤكدان حضورهما إفريقيًّا عبر بوابتَي الصومال ونيجيريا

كيوبوست

شهدت العاصمة الصومالية مقديشو حادثًا إرهابيًّا إثر انفجار عنيف لسيارة مفخخة في منطقة مكتظة بالسكان، راح ضحيته ما يزيد على مئة وخمسين شخصًا ما بين قتيل وجريح.

وحسب “الجارديان“، لقى 79 شخصًا مصرعهم، في حين أُصيب 100 آخرون بسبب الانفجار، وسط اتهامات توجهت جميعها إلى حركة الشباب الصومالية المرتبطة بتنظيم القاعدة، والتي نفذت عشرات الهجمات الإرهابية منذ طردها من البلاد عام 2011، كان آخرها تفجير أحد فنادق العاصمة مقديشو ومقتل خمسة أشخاص؛ بينهم دبلوماسيون، وذلك قبل أسبوعَين من الآن.

اقرأ أيضًا: قطر تستغل هشاشة الوضع الأمني في الصومال لتعزيز علاقاتها مع الميليشيات المتطرفة

وشهد الصومال 13 هجومًا إرهابيًّا منذ عام 2015، وقع 11 منها في مقديشو، وتمت جميعها باستخدام سيارات مفخخة، في حين وقع الهجوم الأكثر دموية في تاريخ البلاد في أكتوبر 2017 في العاصمة الصومالية؛ حيث قُتل 512 شخصًا وأُصيب نحو 295 آخرين. كما كان لتفجيرات مارس الماضي في مقديشو أثر بالغ في توجيه اتهامات واضحة إلى قطر بضلوعها في دعم وتمويل هذه العمليات.

ووَفق مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، فإن حركة الشباب الصومالية تبنَّت عددًا كبيرًا من التفجيرات الإرهابية والعمليات الانتحارية خلال السنوات الأربع الأخيرة، كما قررت الانضمام إلى تنظيم داعش وتأسيس ولاية تابعة له هناك. وفي يناير 2019، قُتل القائد السابق لحركة الشباب يحيى حاجي فيل، الذي انشق وانضم إلى “داعش”، في ضربة أوجعت الحركة.

دورية للشرطة النيجيرية بعد العملية الإرهابية لتنظيم داعش- المصدر: “نيويورك تايمز”

وبالتزامن مع تفجيرات مقديشو، نشر تنظيم داعش الإرهابي في غرب إفريقيا، شريط فيديو مدته دقيقة واحدة، يُظهر قتل أحد عشر مسيحيًّا، شمال شرقي نيجيريا. وكشف تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، عن أن العملية تمت بغرض توجيه رسالة إلى المسيحيين في العالم بمناسبة أعياد عيد الميلاد.

وأشار التقرير إلى أن تنظيم داعش الإرهابي فقد سيطرته على الأراضي التي سيطر عليها لسنوات في سوريا والعراق، وذلك بعد تلقيه ضربات موجعة أفقدته توازنه؛ ما جعله يبحث عن مساحات جغرافية بديلة لإعادة تنظيم صفوفه واستعادة هيبته المفقودة.

اقرأ أيضًا: كيف انخرطت المخابرات التركية في دعم الحركات الجهادية في الصومال وسوريا؟

الدكتور سامي مبيض، الباحث السياسي والمؤرخ السوري، قال خلال تعليقه لـ”كيوبوست”: “إن التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيما داعش والقاعدة، ستتجه إلى القارة الإفريقية؛ لاستهدافها عبر سلسلة من الهجمات الإرهابية خلال الفترة المقبلة، حيث يشكل الفقر وسوء الوضع الأمني هناك فرصة مواتية لتصل هذه التنظيمات إلى أهدافها بكل سهولة، فضلًا عن إمكانية تجنيد كثير من العناصر بأقل جهد مادي ولوجستي أيضًا”.

الباحث السوري سامي مبيض

وتابع مبيض: “لا يجب أن نفصل بين هذه العمليات وما يجري في ليبيا؛ حيث ستزداد هذه العمليات بشكل أكبر ووتيرة أسرع خلال الأيام المقبلة، سواء أكان تنظيم داعش هو المسؤول أم غيره من التنظيمات؛ حيث إن أردوغان يريد نقل الجهاد إلى ليبيا، بعد انهيار مشروعه في بقية الدول العربية، من السودان ومصر وصولًا إلى سوريا. وهو يدرك جيدًا أن إفريقيا تعتبر هدفًا للتنظيمات المتطرفة التي تعتبرها بمثابة أرض جهاد”.

وتوقع الباحث السياسي والمؤرخ السوري أن يكون لقطر دور كبير في المستقبل في ما يخص نشر الإرهاب داخل إفريقيا؛ وذلك بسبب علاقتها مع تركيا، حيث تعد قطر هي الداعم الرئيسي للمشروع التركي، وتعمل حثيثًا على تعظيم دور الإخوان وإنجاح مشروعهم في المنطقة، وذلك رغم ما يُشاع حاليًّا من اتجاه الدوحة لتخفيف حدة المواجهة مع دول الخليج ومصر.

اقرأ أيضًا: لماذا تُهدِّد أنقرة والدوحة دول القرن الإفريقي؟

الدكتورة أميرة عبد الحليم، خبيرة الشؤون الإفريقية بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بمركز الأهرام، قالت في تعليق لـ”كيوبوست”: “إن الضربات التي تلقاها تنظيم داعش في سوريا والعراق خلال الفترة الأخيرة جعلته يتوجه ناحية إفريقيا، وتمثل ذلك في مبايعة جماعة بوكوحرام النيجيرية، لأبي بكر البغدادي في مارس 2015، وكان ذلك المشهد هو بداية التعريف بأن (داعش) في طريقه إلى إفريقيا التي يسيطر عليها تنظيم القاعدة بشكل كبير”.

الدكتورة أميرة عبد الحليم، خبيرة الشؤون الإفريقية

وتابعت خبيرة الشؤون الإفريقية: “حركة الشباب في الصومال لها تأثير خطير على كل ما جرى هناك من عمليات إرهابية؛ حيث تتبع الحركة تنظيم القاعدة بالأساس، غير أن فصيلًا منها انشق في عام 2015 تحت قيادة مؤمن عبد القادر؛ لينضم إلى تنظيم داعش، وهكذا حمي الصراع بينهما لتنفيذ عمليات أكبر وأكثر اتساعًا من ناحية التأثير والنفوذ.. وهناك مزيد من العمليات الإرهابية ستشهدها إفريقيا خلال الفترة المقبلة؛ بسبب أن كلا التنظيمَين سواء داعش أو القاعدة، يعاني التشرذم والتخبط، ويعيش التنظيمان تقريبًا أسوأ فتراتهما، وبالتالي كل تنظيم منهما في حاجة إلى إثبات أنه لا يزال مؤثرًا أمام العالم، فضلًا عن الحاجة الماسة إلى تجنيد عناصر جديدة، ولا يوجد أفضل من إفريقيا للقيام بذلك؛ حيث الظروف الاقتصادية الطاحنة لشعوب هذه الدول، فضلًا عن الثغرات الأمنية الكبيرة”.

اتبعنا على تويتر من هنا

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة