الواجهة الرئيسيةشؤون دولية

“داعش” في سريلانكا برعاية القرضاوي!

زهران هاشم المتهم في تفجيرات سريلانكا قابل يوسف القرضاوي في قطر ثم عاد بعدها ليكوِّن جماعة التوحيد الداعشية

كيوبوست

شهد العالم هذا الأسبوع إحدى أبشع الجرائم الإرهابية خلال السنوات الماضية؛ حيث تعرَّضت دولة سريلانكا لثمانية انفجارات استهدفت 3 كنائس في كوتشيكادي بكولومبو ومدينتَي نغومبو وباتيكالوا في أثناء الاحتفال بعيد القيامة، وشملت أيضًا التفجيرات أربعة فنادق في العاصمة كولومبو، وقد وصل عدد الضحايا إلى 359 قتيلًا وأكثر من 520 جريحًا.

وقد أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن التفجيرات الإرهابية ردًّا على هجمات ضد المسجدَين في نيوزيلندا. وأكد وزير الدفاع روان ويغيواردين، أن هناك صلةً بين تنظيمَي جماعة التوحيد الوطنية وجمعية ملة إبراهيم بالتفجيرات.

اقرأ أيضًا: العائدون من داعش .. الخطورة والمصير

ويبلغ عدد المسيحيين في سريلانكا 7.4% من السكان الذين يبلغ عددهم 22 مليون نسمة، ويبلغ عدد المسلمين 9.7%، بينما البوذيون تبلغ نسبتهم 70%، ودائمًا ما يتعرَّض المسلمون والمسيحيون لهجمات من البوذيين المتطرفين، وهذه أول مرة تستهدف جماعات إسلامية متطرفة مسيحيي سريلانكا. وقد أدان جميع دول العالم الحادث الإرهابي، وقد وصفه البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، بأنه “أعمال إرهابية وأعمال غير إنسانية لا يمكن تبريرها”.

وأكد رئيس سريلانكا مايثريبالا سيريسينا، أنه سوف يقوم بتغيير قادة القوات المسلحة في البلاد؛ لفشلهم في منع العمليات الإرهابية على الرغم من توافر معلومات من مخابرات دولة أجنبية، وقدَّمت الولايات المتحدة الأمريكية المساعدة في التحقيقات، وأنها سوف ترسل عملاءً من مكتب التحقيقات الفيدرالي “إف بي آي”؛ لمساعدة الشرطة السريلانكية في التحقيق، وأن مكتب التحقيقات الفيدرالي قدَّم مساعدة في فحص المتفجرات.

والمفاجأة أن التسجيل المصور الذي بثَّه “داعش” عبر وكالة “أعماق للأنباء” التابعة له، ظهر فيه ثمانية رجال؛ منهم سبعة ملثمون وهم يقفون تحت راية التنظيم السوداء معلنين البيعة لزعيم التنظيم أبي بكر البغدادي.

 الشخص الوحيد الذي ظهر بوجهه في التسجيل يُدعى زهران هاشم، وهو داعية سريلانكي معروف بآرائه المتشددة، كان قد قابل يوسف القرضاوي منذ فترة، كما أكد لـ”كيوبوست” ماهر فرغلي، الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة.

ويقول فرغلي: “في بداية التفجيرات كانت جميع الدلائل تشير إلى جماعتَين فقط؛ الجماعة البوذية المتطرفة وجماعة التوحيد الداعشية؛ لأن الجماعتَين لهما مصلحة كبرى من وراء هذه العمليات الإرهابية ضد الكنائس والفنادق، وقد صرحت الحكومة السريلانكية بأنه كان هناك مخابرات دول حذَّرت من وقوع عمليات إرهابية في سريلانكا”.

ماهر فرغلي

وعن إعلان “داعش” مسؤوليته عن التفجيرات الإرهابية، أكد الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة أن “داعش”، بمساعدة أجهزة أمنية دولية، استطاع -كما يزعم- الرد على العملية الإرهابية في نيوزيلندا.

وتابع فرغلي بأن سريلانكا توجد بها جماعة التوحيد السلفية الإسلامية، قائلًا: “إن أعضاءها هم مَن قابلوا يوسف القرضاوي -ومنهم زهران هاشم المتهم الرئيسي في العملية- قبل ذلك، وخرج منهم 35 فردًا انضموا إلى (داعش) في سوريا، وكونوا بعدها جماعة التوحيد الداعشية، وهذه أول عملية إرهابية لهم في سريلانكا. وبسبب أن (داعش) قد خسر السيطرة المكانية على الأرض بعد نجاح العراق وسوريا في الحرب ضده سوف يرجع التنظيم إلى أسلوبه القديم من عمليات: المقاتل الشبح، والخلية المختفية، والانتشار في مناطق رخوة؛ لهذا يجب على جميع الدول الحذر الأمني”.

اقرأ أيضًا: ترامب ينسحب.. و”داعش” لم ينتهِ.. والجيل الجديد قادم

وفي تعليقه لـ”كيوبوست”، قال الدكتور عبد الكريم الوزان، الكاتب الصحفي العراقي: “على الرغم من اعتراف (داعش) أنه وراء هذه العمليات؛ فإنه لابد من النظر إلى مَن يساعد (داعش) من دول وأجهزة مخابرات”.

عبد الكريم الوزان

وأكد الوزان أن الإرهاب يستهدف كل الأديان السماوية، وكل البشر بالعالم مهددون من الإرهاب، وقد عانت سريلانكا حوادث دموية حتى 2008؛ لكنها استطاعت أن تدخل مرحلة الاستقرار والسلام، ولكن هناك مَن يريد لهذا الاستقرار أن يزول، وعند النظر إلى التصريحات التي قالها رئيس الوزراء السريلانكي من توافر معلومات عن وجود عمليات إرهابية، نراها معلومات استراتيجية وليست تكتيكية؛ بمعنى أنه لم تتوافر معلومات عن خطة الإرهابيين ولا هناك معلومة بالمكان والزمان أو الجهات. وأوضح الكاتب الصحفي العراقي أن العملية ليست عملية عشوائية، ويبدو فيها تورط أجهزة مخابراتية دولية تعمل ضد سريلانكا أو ربما دول تريد مصالح معينة ربما اقتصادية؛ لأن أفضل عامل لتغيير الوضع بالدول هو إثارة التوتر الداخلي والطائفية، وهذا ما يفعله “داعش” في محاولاته الدائمة لتغيير البناء الاجتماعي للدول.

وفي تصريح لـ”كيوبوست” قال الدكتور سعود الشريفات، مدير مركز شُرفات لدراسات وبحوث العولمة والإرهاب، عمان الأردن: “إلى الآن لم يقدم (داعش) دليلًا على القيام بالعملية كأدلته السابقة، سوى صور الانتحاريين وصورة لمَن يشتبه في أنه أمير

د.سعود الشريفات

جماعة التوحيد الوطنية.. على أية حال هذه العملية هي بمثابة فشل أمني واستخباراتي في المقام الأول؛ فالأنباء الواردة من سريلانكا تؤكد أن هناك ثمة تحذيرات وصلت إلى الحكومة السريلانكية من جهاز الأمن الهندي عن عملية مزمع ارتكابها في سريلانكا، لكنها تحذيرات لم يتم التعامل معها، فالصراع بين رئيس الدولة ورئيس الوزراء جعل كليهما يحجب المعلومات عن الآخر؛ مما مكَّن المنفذين من القيام بجريمتهم بشكل شبه كامل”.

وأضاف الشريفات أن اختيار “داعش” سريلانكا ليس له سبب معين، فالفرضية السائدة هي أن “داعش” يبحث عن الأهداف السهلة الرخوة لتنفيذ علمياته؛ لإثبات الوجود أولًا، ولرفع الروح المعنوية لأعضاء التنظيم ثانيًا، وتنفيذًا لتهديده السابق بالانتقام لضحايا العمل الإرهابي في نيوزيلاندا.

وفي تصريح لـ”كيوبوست” قال عمرو فاروق، الكاتب والباحث في الحركات الإسلامية والمتطرفة: “إن عدد السريلانكيين المنتمين إلى “داعش” والذين شهدوا معارك في سوريا والعراق يبلغ نحو 400 فرد؛ هؤلاء شكلوا نواة قوية للجماعة الجديدة التي بايعت أبا بكر البغدادي.

عمرو فاروق

وأضاف الكاتب والباحث في الحركات الإسلامية والمتطرفة: “(داعش) يتبع سياسة العمل وَفق غرف تُدير الفروع، ففي آسيا توجد غرفتان؛ الأولى في الفلبين بالتعاون مع جماعة أبي سياف، وتتم المعسكرات تحت رعايتها هناك، والغرفة الثانية في منطقة حدودية بين أفغانستان وباكستان وقريبة من الهند؛ وهذا يفسر لماذا علمت الاستخبارات الهندية بالعملية قبل السريلانكيين”.

وفي إشارة إلى الفشل الأمني، قال فاروق إنه يعود إلى حالة التراخي الأمني، فالقيادتان السياسية والأمنية كانتا تحسب نفسيهما بعيدتَين عن استهداف “داعش”.

اقرأ أيضًا: ”تنظيم داعش” يغادر الجغرافيا.. وثروته تبقيه كمصدر تهديد دائم.

اتبعنا على تويتر من هنا

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة