الواجهة الرئيسيةشؤون خليجية

 “داخل القصر”.. وثائقي جديد يكشف المستور عن شقيق أمير قطر

فيلم وثائقي عرضته قناة "العربية" تمكن من الولوج إلى العالم الخفي لخالد بن حمد.. الملاحق في الولايات المتحدة بتهم تتعلق بالقتل والفساد المالي والانتهاكات الجسدية

كيوبوست

تحريضٌ على القتل، وفساد مالي، وانتهاكات جسدية، وقضايا إدمان.. كلها جرائم ارتكبها شخص واحد هو خالد بن حمد، شقيق أمير قطر، الذي يواجه دعوى قضائية تتضمن 799 اتهاماً أمام إحدى المحاكم الأمريكية في ولاية فلوريدا؛ وهي القضية التي ظهرت تفاصيل جديدة بخصوصها من خلال وثائقي بثته “العربية” يحمل عنوان “داخل القصر”.

أمير مجنون

بحلول عام 2009، بدأت الدوحة الاهتمام بالمجال الرياضي؛ سعياً لتحسين صورتها عالمياً. حدث ذلك من خلال الاتجاه إلى سباقات السيارات التي كان خالد بن حمد، شقيق أمير قطر، هو واجهة النظام القطري المسؤول عن تحسين الصورة في الولايات المتحدة وأوروبا، غير أن تطرفه في التعامل مع الملف جعل صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، تقول عنه في مانشيت شهير لها: “أمير مجنون من قطر ينفق الملايين للسيطرة على الرياضة”.

اقرأ أيضًا: قضية شقيق أمير قطر في الولايات المتحدة تدخل فصلاً جديداً

لم تكن “وول ستريت جورنال” فقط هي التي وجهت انتقادات إلى شقيق أمير قطر؛ بل قالت عنه “الديلي ميل” أيضاً، في عام 2015، إنه “فتى قطر المستهتر”، وذلك على خلفية ارتكابه تجاوزات ومخالفات كبيرة أثناء لهوه بسيارته في بيفرلي هيلز في ولاية لوس أنجلوس الأمريكية؛ وهي الحادثة التي كانت بوابة تعرُّف الأمريكيين والمجتمع الدولي لاحقاً على تجاوزات الأمير القطري.

في الوثائقي الذي استمر 35 دقيقة، وحمل عنواناً فرعياً “روايات الضحايا وشهود العيان.. انتهاكات ارتكبها شقيق أمير قطر”، تقول إيرينا تسوكرمان، وهي محامية متخصصة في مجال حقوق الإنسان: “إن خالد بن حمد يمثل فساد عائلته”، مطالبةً بفتح تحقيقات موسعة تخص الأنشطة الحقيقية التي تقوم بها الشركة التي يملكها والتي تشمل أنشطتها عمليات دفاعية، مؤكدةً أن إدارة خالد بن حمد للشركة ليست أكثر من واجهة فقط لأعمال أكثر خطورة تدبر في الخفاء.

إيرينا تسوكرمان خلال عرض الوثائقي

تفاصيل جديدة ومروعة كشف عنها ماتيو بيتارد، الحارس الشخصي السابق لشقيق أمير قطر، والذي كان واحداً من اثنين رفعا قضية ضد خالد بن حمد، أمام إحدى المحاكم في ولاية فلوريدا الأمريكية، قائلاً: “المرة الأولى التي طلب منه الأمير القطري أن يقتل أحدهم كانت بسبب امتلاك هذا الشخص صوراً فاضحة لابن حمد، أثناء حفلات ومناسبات خاصة في لوس أنجلوس”، غير أن بيتارد تواصل مع الرجل ليفهم القصة كاملة وحاول معالجتها؛ ما أغضب خالد بن حمد منه، وهو الغضب الذي تأجج عندما كرر طلبه بقتل أحدهم، ولم يستجب له حارسه الأمريكي أيضًا للمرة الثانية.

“إنه بحاجة إلى مساعدة نفسية”.. يقول بيتارد عن خالد بن حمد، ضارباً مثالاً بأنه كان يتابع أحد المسلسلات الحربية بولع شديد “وكأنه فرد من القوات الخاصة الأمريكية، أو وكالة الاستخبارات”، مؤكداً أنه يعيش في عالم بعيد تماماً عن الواقع الذي حوله.

اقرأ أيضًا: تحقيق استقصائي يكشف تفاصيل مثيرة بقضية خالد بن حمد

في الدوحة، عرف بيتارد أن هناك مواطناً أمريكياً آخر هو ماثيو أليندي، محتجز بأمر ابن حمد، وهو ما دفعه للذهاب إليه محاولاً إنقاذه؛ ما أدى إلى تفاقم الأمور وسوء العلاقة بين بيتارد وشقيق أمير قطر الذي هدده بقتله هو وعائلته ودفنهم في الصحراء.

في النهاية، نجح بيتارد في مغادرة الدوحة مجرداً من كل متعلقاته الشخصية، بعد لقاء هدده فيه نجل أمير قطر السابق بالقتل.

ماثيو بيتارد خلال عرض الوثائقي

استمرار التجاوزات

لم تتوقف خروقات خالد بن حمد عند هذا الحد؛ بل كانت له قصة أخرى مع ماثيو أليندي، مسعفه الأمريكي الخاص الذي التحق بالعمل معه في أعقاب تعاطيه جرعة زائدة من المخدرات، والتي كان مدمناً عليها.

يقول أليندي، خلال الوثائقي، إنه شاهد عالماً كاملاً من العقاقير التي لا تُمنح إلا بواسطة الطبيب، وهي على شاكلة مخدر الأفيون، والتي كان يتعاطاها خالد بن حمد، ويقول: “كان يحمل دائماً حقيبة فيها عقاقير مخدرة، وكنت أشاهده بنفسي يتناول الحبوب، ثم يتحول بعدها إلى شخص لديه كل مواصفات مدمن المخدرات”.

اقرأ أيضًا: المخابرات القطرية متورطة في قضية خالد بن حمد

ولأن خالد بن حمد كان يحب أن يقع طوال الوقت تحت تأثير المخدرات، اضطر أليندي إلى متابعة نسبة الأكسجين في دمه باستمرار، للتأكد من إذا كان نائماً أم في حالة إغماء، وهي تعليماتٌ مشددة من شقيق أمير قطر الذي كان ينبه دائماً: “تأكدوا من سلامتي إذا كنت نائماً أنني لا أزال أتنفس”.

بعد إلحاحٍ طويل، وافق ابن حمد على أن يغادر أليندي القصر، غير أنه وفي طريقه إلى الباب استوقفه جندي مسلح رافضاً مروره، مؤكداً له أن خالد بن حمد غيَّر رأيه، وأن ماثيو لن يكون بإمكانه المغادرة، ولكن أليندي حاول الهرب بطريقته: “بعد عشرين دقيقة من النقاش، هرولت مسرعاً وقفزت من فوق السور؛ لكنني سقطت على جانبي الأيمن وكسرت ساقي وفشلت محاولتي في الهرب”.

ماثيو أليندي خلال الوثائقي

غادر أليندي الدوحة بقدمٍ معطوبة، غير أنه لم يصل إلى الولايات المتحدة إلا وفوجئ بتعرض صديقته للاغتصاب؛ الأمر الذي دفعه للتصريح إلى صحيفة “الديلي ميل” بأنه “يخشى من أن يكون الحادث مرتبطاً بقضيته ضد خالد بن حمد، خصوصاً أنه يطالبه بتعويض مقداره 34 مليون دولار”.

حسب ريبيكا كاستانيدا، المحامية الأمريكية التي رفعت الدعوى القضائية للرجلين ضد ابن حمد، فإن شقيق أمير قطر يواجه اتهاماتٍ تتنوع بين الإيذاء الجسدي، وتأخير الرواتب، والاحتجاز القسري لمواطنين أمريكيين، وعدم مراعاة حقوقهم كعاملين؛ لا من حيث المعاملة اللائقة ولا من حيث احترام الخصوصية.

ريبيكا كاستانيدا خلال الوثائقي

وتعود إيرينا تسوكرمان لتؤكد أن قطر اشترت ولاءات العديد من المؤسسات الحقوقية والإعلامية، ضاربةً المثال بصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية التي تربطها علاقات خفية وتمويلات ضخمة بمؤسسة قطر الخيرية. وبسبب قدرة الدوحة على إسكات عديد من المنظمات الحقوقية حول العالم مستغلةً المال السياسي، لم يتم تناول القضية على مدار عام كامل.

اقرأ أيضًا: هل يسلم تميم شقيقه خالد بن حمد ليمثل أمام القضاء الأمريكي؟!

قضية ماثيو بيتارد، وماثيو أليندي، شجعت أحد الموظفين السابقين لدى خالد بن حمد على أن يتقدم إلى المحامية ريبيكا كاستانيدا، بتفاصيل لرفع دعوى أخرى ضد شقيق أمير قطر، متهماً إياه بقتل سائق، بعد تعذيبه من قِبل رجاله، مؤكداً أنه رأى السائق مقتولاً بعينيه.

كما انضم أربعة مواطنين أمريكيين آخرين إلى قائمة الدعوى المرفوعة ضد خالد بن حمد، والمتضمنة 799 اتهاماً؛ من بينها فساد مالي، وتحريض على القتل، وانتهاكات جسدية.

ولست مرات، حاولت كاستانيدا التواصل مع السفارة القطرية في واشنطن؛ للاستفسار حول هذه الاتهامات بشأن أحد رعاياها، غير أن التجاهل كان هو الرد المشترك دائماً.

 اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة