الواجهة الرئيسيةشؤون عربية

خلافات السراج ومعتيق تكشف عن تعمق الفساد في ليبيا

كيوبوست

بشكل معلن عادت الخلافات بين رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج، ونائبه أحمد معتيق، بعدما اتهم الأخير السراج باتخاذ قراراتٍ منفردة خلال الفترة الماضية، مؤكداً أن رئيس الحكومة، وفق اتفاق الصخيرات، لا يملك صلاحيات مطلقة؛ ولكن القرارات التي يوقعها لا بد أن تكون بموافقة مجلس الوزراء، داعياً إلى التظاهر ضد الفساد.

وهذه ليست المرة الأولى التي ينتقد فيها معتيق السراج علناً؛ بسبب القرارات المنفردة التي يتخذها، لكن هذه المرة وجَّه معتيق إلى السراج اتهاماتٍ بالفساد المالي؛ نتيجة سلطة الفرد المطلقة في وقتٍ يعتقد فيه أن سبب تفجر الخلاف هو معاملات مالية شابها فساد واضح بالمؤسسة الليبية للاستثمار؛ وهي الصندوق السيادي لليبيا الذي يدير مليارات الدولارات.

اقرأ أيضاً: أردوغان يواصل مغامرته “المتهورة” في ليبيا

تساؤلات مشروعة

رمزي الرميح

السؤال الذي يفرض نفسه وبقوة الآن، حسب المستشار رمزي الرميح، رئيس المنظمة الليبية لدراسات الأمن القومي، هو: ما سبب تحدث أحمد معتيق الآن عن الفساد بعد نحو 5 سنوات قضاها في منصبه كنائبٍ لرئيس المجلس الرئاسي؟! مشيراً إلى أن عدة أشخاص استقالوا من المجلس أو امتنعوا عن العمل معه منذ بداية 2016؛ بسبب الفساد، وخرجوا وتحدثوا في هذا الأمر علانيةً.

وأضاف الرميح أن تحركات معتيق الآن جاءت بعد تزايد الغضب؛ ليس فقط بسبب الفساد، ولكن لتورطه مع السراج في إدخال مرتزقة إرهابيين إلى ليبيا؛ وهو ما لا يقبل به بعض الجهات الوطنية في مصراتة، والتي تأكدت من أن البقاء دعماً للسراج سيضر بها وباسمها كمدينة، ومن ثمَّ وجد في التبرؤ من قراراتِ السراج فرصةً حقيقيةً لمحاولة التهرب من تهمة الخيانة العظمى التي ستلاحق كل مَن تورَّط في قبول إدخال هذه الميليشيات.

شاهد: فيديوغراف.. خبراء أمميون يؤكدون تورط تركيا بتجنيد المقاتلين ونقلهم من سوريا إلى ليبيا

وتواصل تركيا إرسال المرتزقة السوريين والمقاتلين الأجانب إلى طرابلس؛ من أجل مساعدة ميليشيا الوفاق في مواجهتها مع الجيش الوطني الليبي، وسط دعم عسكري تركي بموجب اتفاقية لم يصدق عليها البرلمان الليبي وقِّعت بين السراج وأردوغان العام الماضي.

مقاتلون سوريون مدعمون من تركيا – وكالات

وأشار رئيس المنظمة الليبية لدراسات الأمن القومي إلى أن ما يحدث يؤكد وجود خلافات وانشقاقات بين ميليشيات مصراتة، وميليشيات طرابلس، بالإضافة إلى صدام بين المجلس الأعلى للدولة المدعوم من تركيا وحكومة السراج، مشدداً على أن هذه الصدامات تأتي بسبب تضارب المصالح؛ مما سيؤدي إلى إضعاف جبهتهم الداخلية بشكل كبير خلال الفترة المقبلة.

تعزيزات عسكرية لحكومة الوفاق من تركيا – أرشيف رويترز

أهداف سياسية

إبراهيم بلقاسم

ما يحدث اليوم هو الصدام الثالث في أشهرٍ قليلة بين السراج ومعتيق، حسب المحلل السياسي الليبي إبراهيم بلقاسم، الذي أكد، في تعليق لـ”كيوبوست”، عدم استقرار العلاقة بين السراج ونائبه منذ أبريل الماضي؛ وتحديداً بعد زيارة خارجية قام بها معتيق إلى إحدى الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، واتفق خلالها على تحقيق مصالح شخصية له، ووُعِد بالحصول على منصب رفيع في المستقبل.

وأضاف بلقاسم أن السراج علم بتفاصيل ما قام معتيق بالاتفاق عليه، وسحب اختصاصاته بالكامل. وعندما حاول الخروج في مؤتمر صحفي للهجوم على السراج من داخل ليبيا، تم منعه أيضاً، مشيراً إلى أن أحمد معتيق دخل الصدام الأخير؛ بسبب شعوره الأساسي بالتهميش وعدم وجود دور في اتخاذ القرار بالمجلس الرئاسي، فضلاً عن بقائه طوال الأشهر الأربعة الماضية دون صلاحيات.

وأكد المحلل السياسي الليبي أن معتيق ركن رئيسي في المجلس الرئاسي؛ لكونه ممثلاً عن قوة مصراتة السياسية والعسكرية، مشيراً إلى أن حديثه عن الفساد مرتبط بالبحثِ عن مصالح شخصية؛ لكن في المقابل أي تحقيق جدي عن الفساد سيكون أحد المتورطين فيه بشكلٍ رئيسي، من خلال منصبه، ومواقفه السابقة.

اقرأ أيضًا: الليبيون يطالبون بتدخل الجيش المصري لمواجهة “العثمانيين الجدد”

وأشار بلقاسم إلى أن الخلاف السياسي والتقاطعات الموجودة بين مصالح أعضاء المجلس هي السبب الرئيسي في تصدير ملف الفساد إلى الواجهة، مشدداً على أن درجة الفساد الموجودة الآن أصبحت أكبر من أي وقت مضى، وأنتجت حالة من الاحتقان في الشارع بصورة غير مسبوقة منذ 2011 يمكن أن تكون لها تبعات خطيرة؛ لا سيما حال تحرك الشارع بشكل غير منظم، مما يهدد بحدوث فراغ مفاجئ في السلطة.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة