شؤون عربية
خفايا تحرير ألمانيا أسيرتين داعشيتين من سجون العراق سرًا
العراق تحظر سفر رجال تحقيق ألمان بعد تحريرهم "داعشيتين" دون استشارتها

كيو بوست ـ أحمد نمر
فرضت الحكومة العراقية حظرًا على سفر رجال التحقيق الألمان إلى العراق، بعد قيام رجال الشرطة الألمانية الاتحادية بتحرير “داعشيتين” ألمانيتين من سجن كردي دون استشارتها، حسب صحيفة “فوكوس”.
الصحيفة قالت إن “الشرطة الاتحادية الألمانية نفذت نقل الامرأتين، المصنفتين في قائمة (أخطر الخطرين) في ألمانيا، بعملية سرية لم تستشر فيها الحكومة الاتحادية أو وزارة الخارجية الألمانية”.
اقرأ أيضًا: مترجم: تركيا توفر لسجناء داعش الرفاهية الكاملة!
وذكرت الصحيفة أن العملية السرية أدت إلى أزمة، لأن الحكومة العراقية المركزية لم تعرف بالموضوع، وتشعر بأنه تم تجاوزها، مشيرة إلى أن بغداد قررت حجب التأشيرة عن رجال الشرطة الاتحادية الذين يحققون مع السجناء الداعشيين في العراق، بحسب طلب المحكمة الاتحادية العليا في كارلسروه، كما وجهت الحكومة العراقية رسالة شديدة اللهجة، إلى وزارة الخارجية الألمانية تشير فيها إلى أن تحقيقات جزائية جارية في العراق حول الداعشية زابينه أولريكه ش. التي وصلت إلى ألمانيا في نيسان/أبريل الماضي”.
ووصف موظف بارز في وزارة الخارجية الألمانية، في حديث هاتفي مع “فوكوس”، العملية بـ”الغباء” و”التجاوز” على السلطات الألمانية، مشيرًا إلى أن “وزارة الخارجية كانت الوسيط في إرسال وفد المحققين مع الامرأتين الداعشيتين إلى كردستان”، كما نقل موقع “السومرية نيوز”.
تفاصيل العملية السرية
ونفذت الشرطة الألمانية الاتحادية عمليتها السرية في نيسان/أبريل الماضي، ونقلت الامرأتين من مطار أربيل إلى مطار فرانكفورت، ومثلت المرأتان في الحال أمام قاضي المحكمة الاتحادية، إلا أنه لم يصدر أمر اعتقال بحقهما من المحكمة آنذاك، مما جعل الشرطة الاتحادية تضطر إلى وضعهما تحت رقابة دقيقة بالنظر لخطورتهما على الوضع الأمني.
اقرأ أيضًا: القضاء التركي يطلق سراح عناصر من داعش
وكانت النيابة العامة الاتحادية في ألمانيا قد أعلنت عودة داعشيتين ألمانيتين من سجون العراق إلى ألمانيا، وأشارت إلى صعوبة إصدار أمر اعتقال بحقهما، لكنها لم تشر في بلاغها الصحافي إلى الطريقة التي تم فيها نقلهما إلى ألمانيا، ثم أصدرت بعد شهرين (في حزيران/يونيو) أمر اعتقال بحق زابينه أولريكه ش. بتهمة العضوية في تنظيم إرهابي أجنبي.
من هما الداعشيتان؟ وما التهم الموجهة لهما؟
تدور القضية حول “الداعشيتين” الألمانيتين أولريكه (31 سنة) من مدينة راستات في ولاية بادنفورتمبيرغ، والتركية الأصل سيبل هـ. (30 سنة) من مدينة أوفنباخ في ولاية هيسن، وكلتاهما مصنفتان في قائمة (أخطر الخطرين) في ألمانيا.
والتحقت أولريكه بتنظيم “داعش” في أيلول/سبتمبر 2013، وتزوجت قياديًا من التنظيم وأنجبت طفلين، قبل أن يقتل زوجها في المعارك عام 2016. وأعلنت على صفحات الإنترنت نيتها تنفيذ عملية انتحارية، كما كانت تروج لأفلام الفيديو الدعائية للتنظيم الإرهابي التي تظهر عمليات إعدام.
اقرأ أيضًا: داعش يمنح النساء دورًا عملياتيًا أكبر في ظل انهيار “الخلافة”
أُسندت لها مهمة إدارة موقع على الإنترنت للترويج للتنظيم، واعتقلت في أيلول/سبتمبر 2017 على أيدي المقاتلين الأكراد، وكانت تحمل سلاحًا ناريًا، وكانت عائلتها تتلقى دعمًا قدره 100 دولار من التنظيم شهريًا.
أما سيبل فانضمت عن قناعة أيديولوجية إلى تنظيم “داعش”، بحسب مصادر النيابة العامة الألمانية، والتحقت مع زوجها الأول علي س. من أوفنباخ بالتنظيم الإرهابي عام 2013، ثم عادت إلى ألمانيا عام 2014 بعد مقتل زوجها الأول في المعارك في العراق وسوريا، ثم تزوجت من الداعشي دينيس ب. من مدينة فرانكفورت، عام 2016 ورحلت معه مجددًا إلى مناطق القتال في سوريا والعراق.
وألقي القبض عليهما في المعارك ضد التنظيم الإرهابي في العراق، واعتقلا في سجون أربيل.
وكانت سيبل برفقة طفل عمره سنة واحدة، عندما كانت في سجن تلعفر في شمال العراق، ثم ولدت طفلها الثاني في كانون الثاني/يناير الماضي، حيث كانت في هذا السجن. ونجحت وزارة الخارجية الألمانية بنقل ابنها من زوجها الثاني إلى ألمانيا.
اقرأ أيضًا: عرائس المجاهدين: 800 امرأة داعشية تحت قبضة القوات الكردية شمال سوريا
الزاملي: يجب محاسبة كل من ساهم في العملية
من جانبه، أكد رئيس لجنة الأمن والدفاع والنيابة العراقية السابق حاكم الزاملي أن على الحكومة فتح تحقيق جدي بعملية تهريب داعشيتين ألمانيتين من سجون إقليم كردستان، لافتًا إلى أن تلك العملية تمت بالتنسيق ما بين الأجهزة الأمنية في الإقليم، وعدد من المحققين والشرطة الألمان، مشددًا في الوقت ذاته على ضرورة توقيف ومحاسبة كل من ساهم أو شارك في هذه العملية، داعيًا الحكومة الألمانية إلى إعادة المعتقلتين وتسليمهما إلى السلطات الاتحادية في العراق.
وحذّر الزاملي من تكرار تهريب عناصر عصابات “داعش” الإجرامية من السجون العراقية، قائلًا إن سجون إقليم كردستان تضم أكثر من 5 آلاف إرهابي داعشي، مبينًا أن هؤلاء الدواعش يصنفون من بين أخطر وأكبر مجرمي التنظيم الإجرامي من الأجانب والعرب والعراقيين.
كما أعرب الزاملي عن “أسفه بأن تجري عملية تهريب إرهابيتين خطيرتين إلى خارج العراق على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية العراقية”، محذرًا من “تكرار تهريب المجرمين الدواعش من السجون العراقية”.
وأضاف أنه “طالب الحكومة الاتحادية في وقت سابق باستلام الدواعش المسجونين في الإقليم”، موضحًا عدم وجود جدية وحزم باستلام هؤلاء المجرمين الذين تم القبض عليهم خلال عملية تحرير مدينة الموصل عام ٢٠١٧.