الواجهة الرئيسيةشؤون خليجية

خطر الحوثيين على السلم العالمي ونشأة ما بعد داعش

الحوثيون على خطى جماعات التكفير

خاص كيو بوست – كتب: محمد الحسين

إن الاستقراء والحصر لأعمال ومبادئ الحركة الحوثية وحقيقتها، ومدى تأثيرها على السلم والسلام العالمي، أصبح دليلًا يقينيًا وقطعيًا على أن هذا الفكر المسمى الصفوي الذي تتبناه الحركة الحوثية هو فكر منحرف يتبنى التكفير.

إذ يقوم هذا الفكر على تصور تقسيم العالم الكوني إلى فسطاطين: فسطاط الكفر، وفسطاط الإيمان، في استجلاب للنصوص الغيبية، وفي استغلال مفضوح لركيزة إيمانية لدى المسلمين بما يُسمى بعلامات القيامة الآخروية، والأحداث التي تسبق تلك العلامات، وتوظيفها لأغراض سياسية إيرانية من قبل رؤوس السياسة الإيرانيين، وربط ذلك الإنسان اليمني البسيط “المراد إيقاظه” من قبل المرشد الأعلى و”سيدي عبد الملك” الحوثي بأن حربهم هي قتال طاعة لله، وأنه لم يكلف بالنصر، وأن أمم الكفر اجتمعت عليه، ويقرر أنه الفائز بكل حال مع كثرة المصائب والقتل والنوائب، وأن اجتماع الكفار فيه دلالة واضحة وضوح الشمس على أنه وجماعته ودولته الطائفة المنصورة، وذلك حتى يكتمل الفسطاطان الوهميان، ثم يُكرر بضعف مشوب بحذر بأن يُخاطب العامة، ويقصد به جنوده، وذلك سوف يتأكد في كل أطروحاتهم الإعلامية.

تأطير المؤامرة وعقيدة الخلاص

لذا فإن الاستماع لأي أطروحة من أطروحات الحوثيين الإعلامية توضح بجلاء أن هذا الحوثي الهيمان في أتون العظمة، يصور لأتباعه أنه كلما ازداد القتل والحصار يزداد النقاء عن دولتهم المزعومة، وأنها سوف تلفظ عنها المنافقين في معركة حرب أمم الكفر ضد أمة الإسلام، معركة الكفار جميعًا ضد المسلمين جميعًا؛ فهو يصور ويتصور ويتخيل ويتوهم ويوهم أنه يمثل أمة الإسلام، لذا فإنه واجب على كل مسلم تأدية فريضة الجهاد في سبيل الأمة الحوثية، ودفاعًا عن مبادئ الثورة الإيرانية الخمينية الصفوية. لذا، فإن عصى فعليه السخط وغضب الله، وهذا يوضح الضعف الذي تخلل صفوف ما يسمى بالحركة الحوثية.

إن العبث الإيراني من قبل مصدري الثورة الخمينية، ومن أصبح على شاكلتهم، امتدادًا من حزب الله لبنان شمالًا، حتى الحركة الحوثية جنوبًا، وامتداداتها بقضية فلسطين ودولة إسرائيل فيُلقي التهديد والوعيد والثبور، ويوظف الآيات والنصوص كي يجعل من جماعته الإسلام، وأن من يقاتلونه يُعادون الإسلام. كما يصور نفسه أنه شرع الله، وأن الحرب عليه وعلى منظمته هي حرب على الإسلام وعلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وأن من يشك في ذلك يقع في ضلال، ويقف في صف الكفار.

النهج التكفيري ما بين الحوثي وجماعات الجهاد والتكفير 

في الواقع، يمكن القول أن المنهج الحوثي الصفوي هو بعينه المنهج التكفيري الذي تؤسس له جماعات الجهاد والتكفير، وذلك حتى يتم استسهاله وجعله مستساغًا من أجل أغراض وأهداف سياسية وشخصية بحتة، هي أهداف وأغراض دولة إيران الصفوية الدينية الاثني عشرية، وهذا لا يمت للإسلام ولا الجهاد ولا قيم الدين الإسلامي بأي صلة، بل هو تلاعب بالدين والتاريخ والقيم وأركان ومبادئ الإسلام. بل إن كثيرًا من التحليلات السياسية بدأت تربط بين الاعتقاد اليقيني لدى المذهب الصفوي الاثني عشري (التقية – وهو إظهار خلاف ما يبطن الإنسان)، وبين تلاعب الحوثيين والإيرانيين في كل المفاوضات، وهذا ما لم يُرده الأوربيون أن يظهر على السطح، وهذه حقيقة يقينية.

يتوجب أن يكون التعامل مع الإيرانيين والحوثيين على التأسيس لنقض هذا المبدأ؛ لأنهم في كل اتفاق أو اتفاقية سوف يخرقونها، لا محالة، وإن الإبقاء على التمسك ببنودها دونه خرط القتاد.

تهديد السلم العالمي

لذا، فإن إبقاء الحركة الحوثية في استيلائها على المنافذ البحرية العالمية سوف يستنفر المتطرفين جميعًا في كل مكان، ويطلب منهم النفرة للجهاد والقتال من أجل نصرة العصابة المسماة الحركة الحوثية (التي تُقاوم الأمريكان وإسرائيل) –وهم يعلمون علم اليقين أن هذا الزعم هو كذب رخيص- وسوف يجعل هذا الإبقاء للحوثيين من السيطرة على المنافذ البحرية العالمية بؤرة حقيقة لإعادة انتشار الأفكار الجهادية الشيعية والسنية، وسوف تكون محطة حقيقية للحركة التي ينتظرها العالم عندما يطرح كل الإعلاميين الغربيين والعرب عن ماهية الحركة الجهادية القادمة التي سوف ترث داعش.  

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة