الواجهة الرئيسيةشؤون دوليةشؤون عربية

خريطة التنظيمات المسلحة في ليبيا

كيوبوست

في الوقت الذي يخوض فيه الجيش الوطني الليبي معركة تحرير العاصمة طرابلس؛ لتوحيد الأراضي الليبية تحت قيادة موحدة وبدء مسار ديمقراطي في الدولة التي تعاني اضطرابات منذ الإطاحة بنظام الرئيس معمر القذافي في 2011، يواجه الجيش عددًا من الميليشيات المسلحة التي يلقى بعضها دعمًا من حكومة فايز السراج بطرابلس، والتي سَعَت لتقنين وضع قوات إرهابية.

ويواجه الباحثون في الشأن الليبي إشكالية عدم مصداقية في المعلومات المتاحة من داخل ليبيا، وهي إشكالية مرتبطة بوجود شبكات مصالح كبيرة تموِّل وسائل الإعلام المختلفة؛ مما يجعل هناك تغييبًا متعمدًا لوسائل إعلامية محايدة، بجانب صعوبة وجود الباحثين والصحفيين على أرض الواقع نتيجة الأوضاع الأمنية التي تجعل وجودهم قاصرًا في بعض الأحيان على التعامل مع طرف دون غيره من الأطراف؛ الأمر الذي انعكس على المحتوى الإعلامي والبحثي المرتبط بليبيا في تشابه التقارير الإخبارية من حيث المضمون والصياغة أحيانًا بالمواقع العربية المختلفة.

“كيوبوست” ترصد من خلال التقرير التالي عددًا من أبرز الحركات الإرهابية التي يواجهها الجيش الليبي، وبعضها فقد قدرته بسبب تحركات الجيش الليبي المكثفة خلال الأسابيع الماضية، بينما حاول بعضها الالتفاف على كونه حركات إرهابية بإعلان حل نفسه والاندماج في تنظيمات جديدة تحمل نفس الأفكار الإرهابية، معتمدًا على مراكز بحثية ووسائل إعلامية عالمية وعربية؛ منها مركز أبحاث “إيسبي أون لاين” بإيطاليا، ومعهد “واشنطن لسياسة الشرق الأدنى“، ومشروع مكافحة التطرف، ومركز الاستراتيجيات للدراسات الدولية بنيويورك، و”فورين بوليسي“، ومؤسسة “كارينغي للسلام الدولي، ومعهد “ستوكهولم الدولي لبحوث السلام“، و”فرانس 24“، و”سي إن إن“، و”بي بي سي“، و”سكاي نيوز“، و”العربية“، و”بوابة إفريقيا” الإخبارية.

“داعش”

اعتمد تنظيم داعش في تأسيس نفسه بليبيا على الفوز بالولاء من الجماعات المحلية؛ مثل مجلس شورى الشباب الإسلامي، حيث اعتمد على المجندين الليبيين الذين عادوا إلى بلادهم بعد القتال في سوريا والعراق. بينما قال مسؤولون أمريكيون في 2014 إن “داعش” كان يدير معسكرات تدريب في الجبال خارج درنة، بينما تولَّى وسام الجبوري وهو ضابط سابق بالقوات الخاصة العراقية، مسؤولية إنشاء فرع للتنظيم بطرابلس، حيث تم تقسيم الدولة إلى ثلاث ولايات.

وفي الوقت الذي كان يقوم فيه أفراد التنظيم بالتمدد في ليبيا، شنَّت الولايات المتحدة غارات جوية استهدفتهم وساعدت القوات الليبية في استعادة السيطرة على بعض المناطق؛ ومنها مدينة سرت، حيث كان يُعتقد أن التنظيم استغل موقعه في المدينة وخطط لتنفيذ هجمات إرهابية في أوروبا؛ إذ ظهرت روابط محتملة بين “داعش” ليبيا وهجوم مانشستر الذي وقع في مايو 2017.

مجلس شورى الشباب الإسلامي

هو أول مجموعة إرهابية تعلن ولاءها لـ”داعش” في درنة، وجمعت مقاتلين متطرفين من الجزائر وسوريا ومالي، بالإضافة إلى عدد من الليبيين، وأُعلن عن تأسيسها في 2014؛ لكن في الوقت الحالي تعاني التشرذم بسبب الحملات الأمنية التي جعلتها تفقد كثيرًا من قوتها، وطردها من المدينة بشكل كامل.

وخلال وجودهم في المدينة، أعلن المجلس عبر ملثمين، يرتدون الزي العسكري، ويقودون الشاحنات، ويلوِّحون بقاذفات قنابل تدفعها الصواريخ، والمدافع الرشاشة، ومدافع مضادة للطائرات، أنهم سيشكّلِون القوة الأمنية الجديدة في المدينة ويطبقون فيها حكم الشريعة، حيث قاموا بإجراء دوريات أمنية في أجزاء من درنة، كما قاموا بتطبيق “الحدود” الشرعية.

الجماعة الليبية المقاتلة

ضمَّت الجماعة الأعضاء الليبيين الذين شاركوا في الحرب بأفغانستان؛ حيث قاموا بأعمال عنف خلال التسعينيات تحت حكم العقيد معمر القذافي، إذ جرى توقيع اتفاقية مصالحة ومراجعة فكرية بينها وبين السلطات الليبية في 2007؛ لكن الجماعة التي أعلن أيمن الظواهري أنها انضمت إلى “القاعدة” قبل مراجعتها الفكرية، عادت للتحرك مرة أخرة في 2011.

سيطرت الجماعة في البداية على العاصمة طرابلس؛ حيث كانت تسعى للحصول على دعم خارجي؛ من أجل السيطرة على جميع مناطق البلاد، وحاولت الجماعة الإرهابية من خلال السياسة الوصول إلى السلطة؛ حيث قام أميرها عبد الحكيم بلحاج بتأسيس حزب الوطن، وعمد إلى أفراد جماعته بتأسيس أحزاب؛ لكن هذه الأحزاب بعد فشلها في انتخابات 2012 سَعَت للتحالف مع جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية.

اقرأ أيضًا: مصطفى عبد الجليل: الإخوان والإسلاميون خدعوني وخدعوا جميع الليبيين

ورغم محاولة الجماعة الليبية المقاتلة القيام بإبراء ذمتها من التواصل مع كيانات إرهابية أخرى؛ فإن الصلة بينهما كانت واحدة في تبنِّي نفس الأهداف والسياسات، بينما شهدت الجماعة تراجعًا ملحوظًا في سيطرتها على المواقع بعد هجمات متتالية من جماعات إرهابية أخرى؛ في مقدمتها “كتيبة ثوار ليبيا” والهجمات التي شنها هيثم التاجوري.

وخسرت الجماعة الليبية المقاتلة عديدًا من مواقعها التي اكتسبتها خلال الفترة التي أعقبت الإطاحة بحكم القذافي، وبعدما كانت تطمح في السيطرة على السلطة أصبحت من الجماعات الإرهابية التي لم يعد لها وجود مؤثر على الأراضي الليبية، للدرجة التي دفعت بعض الخبراء إلى توقُّع قرب نهاية الجماعة أو على الأقل اضطرارها إلى الاندماج مع جماعة أخرى تتبنى نفس أفكارها.

سرايا الدفاع عن بنغازي

هي حركة إرهابية تأسست بعدما نجحت قوات الجيش الليبي في طرد الجماعات الإرهابية من بنغازي وأجدابيا وفرض سيطرته؛ حيث ضمت فلول كلٍّ من “مجلس شورى مجاهدي درنة” و”مجلس شورى ثوار بنغازي وأجدابيا”.. وهي الجماعات التي كانت تتبع تنظيم أنصار الشريعة؛ حيث حاولت السيطرة على منطقة الهلال النفطي.

واعتمدت “السرايا” مرجعيتها لدار الإفتاء التي يترأسها الصادق الغرياني، وهو أحد القيادات الإرهابية المُلاحَقَة في عدد من الدول العربية؛ حيث تورطت الحركة في عديد من الأعمال الإرهابية التي وقعت بالبلاد، من بينها الهجوم على قاعدة براك الجوية في مايو 2017، وهو الهجوم الذي أسفر عن مقتل عشرات العسكريين.

ورغم الإعلان من قِبَل قادة الحركة حل أنفسهم؛ فإن الأعضاء بعد تعرضهم إلى هزائم متتالية اتجهوا نحو مصراتة؛ حيث تركزوا في الجنوب، إذ يقومون بالعمل مع جماعات جهادية متطرفة تتبنى نفس أفكارهم، علمًا بأن تحركاتهم في مواجهة الجيش الليبي حصلت على دعم من تنظيم “نصرة الاسلام” بمالي، وهو فرع تنظيم القاعدة هناك، بالإضافة إلى تأييد تنظيم القاعدة المغربي لهم بتصريحات إعلامية منشورة على المواقع الجهادية.

قوة حماية درنة

أُنشِئ مجلس شورى مجاهدي درنة في 2014 من حركات إسلامية ومعارضين لاستعادة وحدة الأراضي الليبية؛ حيث رفض عدد منهم وجود الجيش الليبي، ويضم ضباطًا سابقين بـ”الداخلية” الليبية، وتتبنى غالبية أعضائه الفكر السلفي الجهادي. وكان من بين المندمجين في المجلس تنظيما “أبي سليم” و”أنصار الشريعة”؛ حيث تمت ممارسة أبشع أنواع التعذيب باسم الدين في المدينة.

وعلى الرغم من محاولات التوافق بين التنظيم وأعضاء تنظيم داعش الإرهابي الذي وجد في المدينة تحت مسمى “مجلس شورى شباب الإسلام”، والعائدين من الحرب في سوريا؛ فإنها انتهت بصدام عسكري انتصر فيه المجلس، وقام بطرد أعضاء تنظيم داعش من المدينة إلى أطرافها في أواخر 2014.

وفي مايو 2018، أعلن المسؤول العام للمجلس، عطية الشاعر، حل المجلس وإعادة دمج عديد من أطرافه تحت مسمى “قوة حماية درنة”، وهي القوات التي وجهت إليها اتهامات بارتكاب أعمال إرهابية في الصحراء الغربية المصرية.

المرابطون

تنظيم عسكري اتخذ من درنة مقرًّا له، أسسه الضابط المصري المفصول هشام عشماوي، بعد انشقاقه عن تحالف بيت المقدس؛ حيث بدأ العمل في ليبيا عام 2015، واتُّهم رسميًّا أعضاؤه بارتكاب عديد من العمليات الإرهابية داخل مصر بعد اختراق الحدود الغربية.

وأوقف الجيش الليبي مع وجوده في درنة زعيم التنظيم هشام عشماوي، برفقة مساعده، وجرى استجوابهما لعدة أشهر قبل أن يتم تسليمه إلى مصر. بينما انحصر نشاط التنظيم على أرض الواقع ولم يقُم بأية عمليات إرهابية قوية وسط أخبار غير مؤكدة عن انضمام مَن تبقى في عضويته إلى “قوة حماية درنة” التي وفرت دعمًا لوجيستيًّا للتنظيم وبيئة خصبة للتدريبات التي قام بها وأمدته بالسلاح.

اقرأ أيضًا: لحظة تسلم مصر الإرهابي هشام عشماوي من الجيش الليبي

كتيبة النواصي

يُطلق عليها كتيبة النواصي أو لواء النواصي، وهي من كبرى المجموعات العسكرية المسلحة في طرابلس، وضمت عددًا من الفارين إلى العاصمة بعد سيطرة الجيش الوطني على درنة، كما تحصل على تمويل من المصرف الليبي؛ حيث يحصل أعضاؤها على رواتب مرتفعة من حكومة السراج؛ باعتبارها من القوات العسكرية التي تم دمجها مع قوات المؤتمر الوطني.

ويقوم أعضاء الكتيبة بتأمين مقر إقامة فايز السراج بطرابلس، وحصل أعضاؤها الذين تجمعهم مرجعية الحركات الجهادية على امتيازات ورتب عسكرية؛ في محاولة لإضفاء الشرعية على حيازتهم للسلاح.

اقرأ أيضًا: معركة تحرير طرابلس من مرتزقة “الوفاق”

كتيبة الفاروق

تعتبر من كبرى الميليشيات المسلحة في ليبيا، وقامت بمبايعة تنظيم داعش الإرهابي بعد تأسيسها في 2012، وهي من الجماعات المسلحة التي أُدرج اسم مؤسسها التهامي بوزيان، على لائحة الإرهابيين. بينما تعتبر من ضمن الكتائب التي شكلت تحالف فجر ليبيا الإرهابي.

ميليشيا الصمود

يقودها الإرهابي صلاح بادي، المطلوب دوليًّا، وتقاتل في الوقت الحالي بالعاصمة طرابلس. وتورطت في عمليات عدة ضد الدولة الليبية؛ أبرزها حرق مطار طرابلس الدولي قبل 5 أعوام، بالإضافة إلى عمليات سرقة ونهب لأموال المواطنين.

لواء الحلبوص

تسيطر على المناطق الجنوبية في العاصمة طرابلس، وتأسست على يد محمد الحلبوص الذي قام بإخراج كتائب القذافي من مصراتة. بينما تبايع حكومة السراج في الوقت الحالي، ويصل تعدادها إلى أكثر من ألف شخص مزودين بأسلحة متطورة، وتعرضت قواتها إلى التأثر سلبًا خلال الشهور الماضية في المواجهات التي يخوضها الجيش الليبي لتحرير طرابلس.

ميليشيات مسلحة في بنغازي- المصدر “رويترز”

قوة الردع الخاصة

من الجماعات الإرهابية التي قررت حكومة فايز السراج احتواءها ورعايتها وصبغ الإطار القانوني على عملها، عبر قرار حلها الذي صدر قبل أسابيع قليلة؛ حيث ضمت رسميًّا ما أطلق عليه جهاز الردع لمكافحة الجريمة المنظمة والتطرف، وهو القرار الذي جاء بعد 3 سنوات من إعلان القوات ولاءها لحكومة السراج.

وتولَّى رئاسة الحركة عبد الرؤوف كارة، المعروف بلقب الشيخ ملازم، الذي يعتنق الفكر السلفي الجهادي ويعادي تنظيم داعش الإرهابي. وبينما اشتهرت القوة منذ تأسيسها في 2012 بالاتجار في العملة وارتكاب عدد من الجرائم تحت غطاء القوة المسلحة، لم تقُم حكومة السراج بمحاسبة أيّ من مرتكبي الأعمال الإجرامية على أفعالهم؛ بل تستخدمهم في الوقت الحالي في مواجهة قوات الجيش الليبي.

قوة حماية طرابلس

هو تنظيم أعلن عنه رسميًّا في ديسمبر 2018، ويضم مجموعة من الكيانات الإرهابية الأخرى؛ مثل: لواء النواصي وقوة الردع الخاصة وقوة أبي سالم الأمنية المركزية وكتيبة 301، حيث يتشكل من القوى الرئيسية المستفيدة من الحرب، ويقوم في الوقت الحالي بمواجهة الجيش الوطني الليبي.

وحسب تقرير نشره مركز أبحاث “إيسبي أون لاين” بإيطاليا، فإن هناك شائعات مستمرة مفادها أن قادة هذه المجموعات فروا من البلاد إلى تونس، في ظل عدم وجود رغبة لديهم في النزول إلى ساحة القتال، مؤكدًا أنهم يشكلون بالصيغة الحالية قوة ضرورية للحفاظ على التوازن العسكري.

تنظيم القاعدة

استغل تنظيم القاعدة حالة الفوضى التي تعيشها ليبيا، ونجح في الوجود بعدة مناطق؛ خصوصًا في الجنوب والغرب، مستغلًّا اتساع الصحراء والمناطق الجبلية؛ لإقامة مواقع تدريب خاصة به، ما دفع عدة دول للمشاركة في شن غارات جوية على مراكز التدريبات؛ آخرها الغارات التي تم شنها في فبراير الماضي على مواقع للتنظيم جنوب غربي البلاد بالقرب من مدينة أوباري.

يأتي ذلك في وقت يقول فيه الجيش الوطني الليبي إن مئات المقاتلين التابعين للتنظيم جاؤوا من سوريا إلى مناطق غرب ليبيا وأصبحوا يتخذون منها مراكز لتحركاتهم.

حفتر: لا محادثات سياسية قبل القضاء على الميليشيات

أنصار الشريعة

جماعة إرهابية يرتبط أعضاؤها بالفكر الجهادي بشكل رئيسي، وتكونت عام 2011 مع “اتحاد لواء أنصار الشريعة” في بنغازي، و”لواء أنصار الشريعة” في درنة. وقامت بعملية قتل السفير الأمريكي في ليبيا خلال الهجوم على القنصلية في بنغازي، الذي أسفر عن مقتل 4 أمريكيين؛ منهم السفير كريستوفر ستيفنز.

واعتبارًا من عام 2012، بايعت الجماعة رسميًّا تنظيم القاعدة، كما قامت بتصدير محاربين إلى الجماعات الجهادية في سوريا، بالإضافة إلى مسؤوليتها عن أعمال إرهابية وقعت في عدد من الدول. بينما تم الإعلان عن حلها في مايو 2017 وتوزيع أعضائها على عدد من الجماعات الأخرى؛ منها مجلس شورى ثوار بنغازي.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة