الواجهة الرئيسيةشؤون دولية

خبير تركي: مستقبل حزب العدالة مهدد ولن يحصد أكثر من 20 % بأي انتخابات قادمة

كيوبوست

 يعاني حزب العدالة والتنمية انتكاسات انتخابية وانقسامات داخلية وردود فعل شعبية أفقدته كثيرًا من قوته ونفوذه وتماسكه. كان آخر ضربة تلقاها الحزب، منذ تأسيسه قبل 18 عامًا، خسارته المدن الكبرى في الانتخابات البلدية في آخر مارس الماضي، ثم هزيمة أكبر في إسطنبول في يونيو الماضي، التي كانت الضربة القاصمة، بعد اعتراضه على نتائجها، ثم فوز مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو، مجددًا بفارق كبير هذه المرة.

تبعتها بعد ذلك استقالة نائب رئيس الوزراء التركي السابق وأحد أبرز مؤسسي ووجوه الحزب علي باباجان؛ حيث تأتي شرارة هذه الانتكاسات والانقسامات منذ قرار الحزب قبل أكثر من عامَين، إدخال تعديلات جذرية على الدستور التركي، وتغيير شكل النظام من برلماني إلى رئاسي بصلاحيات موسَّعة للرئيس.

 ونقل راديو “مونتكارلو” العربي، عن ليسل هينتز من جامعة جون هوبكينز، قولها إن أردوغان “قد يحارب كل ما يرى فيه تهديدًا للهيمنة التي يجسدها”.

لدعم رأيها، تذكر هينتز أمثلة احتجاز الزعيم الكردي صلاح الدين دميرتاش، منذ 2016، المعارض بشدة لأردوغان، بالإضافة إلى المحاكمات الجارية لشخصيات من المجتمع المدني ومعارضين لحزب العدالة والتنمية.

اقرأ أيضًا: كيف يخترق أردوغان الجالية التركية في فرنسا؟

 وتذهب هينتز إلى أنه يمكن لباباجان بالفعل أن يعتمد، وَفق الإعلام التركي، على دعم شخصية بارزة أخرى في حزب العدالة والتنمية، هي الرئيس السابق عبد الله غول؛ من أجل تأسيس تيار منشق. وخلال إحدى المقابلات، أبدى أردوغان استياءه من مشروعات رفاق دربه السابقين، قائلًا: “إذا لم نشعر بخيبة أمل منهم، فمّمن إذن سنشعر بخيبة أمل؟”.

محمد علي أردوغان

وحول هذا الأمر يؤكد الخبير في الشؤون التركية محمد علي أردوغان، من “تليفزيون 24k”، في تعليق لـ”كيوبوست”، أن حزب العدالة يمر بمرحلة الفصل والتفريق منذ ثلاث سنوات، مشيرًا إلى أن كل الأفكار والاجتماعات بين النواب السابقين عن حزب العدالة والتنمية، والرؤساء في الحكومة التركية عن الحزب، كانت متعلقة بمصير تركيا في السياستَين الداخلية والخارجية.

ويضيف الخبير في الشؤون التركية: “عبر هذه الاجتماعات المتعلقة وصل بعض رموز الحزب إلى نتيجة مفادها إنشاء حزبَين؛ أحدهما بدعم من رئيس وزراء تركيا السابق أحمد داود أوغلو، والآخر بدعم من علي باباجان؛ بالتعاون مع الرئيس السابق عبد الله جول، وهذا الأخير أقنع باباجان لتأسيس الحزب الجديد، بل وسيكون راعيًا لهذه الحركة السياسية الجديدة”.

ويتساءل أردوغان حول إمكانية توحُّد عبد الله جول وعلي باباجان من جانب، وأحمد داود أوغلو من جانب آخر في حزب واحد، قائلًا: “هل يجتمعان (الجانبان) لتأسيس حزب واحد؟ هذا يبقى سؤالًا، ولكن هذا ليس ممكنًا لاختلاف بين أوغلو وجول في رؤيتيهما؛ خصوصًا في المسألة السورية، حيث كان جول منذ بدء الأزمة السورية يدعم دائمًا مرحلة انتقالية ديمقراطية، أما أوغلو فكان يدعم الثورة السورية والمعارضة السورية”.

ويشير الخبير في الشؤون التركية إلى أن عبد الله جول لم يكن طرفًا في دعم الثورة السورية وفصائلها، منذ بدء الأزمة السورية، وكان يرى أن دعم المعارضة السورية سيفاقم من الأزمة والاختلافات الداخلية والأزمات بين فئات الشعب السوري.

ويرى أردوغان أن جول يدعم بشدة النظام البرلماني؛ خصوصًا بعد الاستفتاء الذي جرى في تركيا بتاريخ 16 أبريل 2017، والذي يقوم على تحويل تركيا إلى الرئاسة التنفيذية، لتحل محل النظام البرلماني؛ الأمر الذي جعل جول يرى أن هذا النظام الرئاسي لا يحل أية مشكلات سياسية بل يزيدها. ويدعم مثل هذا التوجه كل من أوغلو وباباجان، فكلاهما يدعم نظامًا برلمانيًّا لا رئاسيًّا.

الحزب الجديد الذي من المقرر إطلاقه في شهر سبتمبر المقبل، والذي سيرأسه باباجان بدعم من جول، سيكون على رأس أولوياته الانتقال بتركيا إلى نظام برلماني، ويدعمهما في ذلك أوغلو. فبعد الانتقال إلى النظام البرلماني، سيكون باباجان هو رئيس الحزب ورئيس الوزراء التركي القادم إن فاز بالانتخابات، وسيكون جول الرئيس التركي القادم.

اقرأ أيضًا: هل هذه بداية النهاية لأردوغان؟

 لكن فرص نجاح باباجان وجول تبقى أكبر من فرصة أوغلو الذي تورَّط كثيرًا في وحل الأزمة السورية وفي بعض المشكلات الداخلية التي كانت موجودة في أثناء تسلمه منصب رئيس الوزراء ووزير الخارجية، وهذا سيعزز فرص باباجان ليكون الواجهة السياسية الجديدة في الشارع التركي.

وحسب المحلل السياسي التركي محرم صاري، فإن باباجان قد بعث بتطمينات إلى أردوغان والتأكيد أن حزبه لن يكون قلعة للمنشقين. أما بالنسبة إلى عبد الله غول، فسيكون “صانع ألعاب” فقط ولن يفكر في أن يكون ضمن كوادر الحزب.

  وكان باباجان قد ابتعد عن الأنظار منذ 2014، وقد تعرض لحملة من التشويه المبطن من المقربين من الرئيس التركي؛ حملة بلغت ذروتها في فبراير الماضي. إلا أن ما يزيد من آمال باباجان حسب الخبير التركي محمد أردوغان، هو تحرك بعض الشخصيات القوية اللامعة لدعمه في توجهاته؛ مثل: وزير التعليم التركي السابق حسين شليك، ووزير الداخلية السابق بشير أتالاي، ووزير العدل السابق سعد الله أرغين، وأيضًا كل من وزير الصناعة السابق نهاد أرغين، ووزير المالية السابق محمد شيمشيك.

 وتعتبر هينتز أن نجاح حزب يؤسسه باباجان “يعتمد في الأرجح على مدى قدرته على تقديم خطط ملموسة لمعالجة المشكلات الاقتصادية والفوارق الاجتماعية”. وترى هينتز أن أمام باباجان “فرصة في تعبئة يمين الوسط التركي، بالاعتماد خصوصًا على الاستياء العام من الإثراء الشخصي لقادة حزب العدالة والتنمية، بينما الاقتصاد التركي يغرق في أزمة”.

ويرى المحلل السياسي التركي أن كل هذه المؤشرات ستجعل مستقبل أردوغان وحزبه على المحك؛ بل وستضع أردوغان في تهديد حقيقي سيؤدي حتمًا إلى تفكك وتشرذم حزبه، ومن ثَمَّ نهاية وشيكة لمستقبله السياسي، فلن يكون بمقدور حزب العدالة بقيادة أردوغان الحصول على أكثر من 20% في أي انتخابات قادمة بعد أن كان يحصد ما بين 40- 45% في انتخابات بلدية أو برلمانية أو رئاسية.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة