الواجهة الرئيسيةثقافة ومعرفةحوارات

خالد دياب لـ”كيوبوست”: فكرة “تحت الوصاية” انطلقت من معاناة 4 ملايين سيدة مصرية

تحدَّث مؤلف مسلسل "تحت الوصاية" عن كواليس تحضير العمل والتفاعل الذي حققه خلال عرضه في شهر رمضان

كيوبوست

تمنى الكاتب والمخرج خالد دياب، أن تؤدي التحركات البرلمانية التي صاحبت عرض مسلسله الأخير “تحت الوصاية”، إلى تغيير قانون الوصاية؛ بسبب العيوب الموجودة فيه، والتي تمنع الأم من حقها في الوصاية على أبنائها بعد رحيل زوجها.

وفي مقابلة خاصة مع “كيوبوست”، تحدث خالد دياب عن المسلسل المكون من 15 حلقة، والذي تشارك مع شقيقته شيرين دياب، في كتابته، وعُرض خلال النصف الثاني من شهر رمضان؛ حيث حظي باهتمام جماهيري ونقدي، ليس في مصر والعالم العربي فقط؛ ولكن أيضاً في الصحافة العالمية التي أبرزت القضية التي يطرحها العمل، ومنه ما نشرته صحيفة “الجارديان” البريطانية.

يرجع خالد دياب سعادته بما كُتب في “الجارديان” عن المسلسل، إلى الحالة المجتمعية التي أثارتها التجربة والتفاعل الكبير من الجمهور الذي دفع الصحيفة البريطانية للكتابة عن المسلسل، إلى جانب ما لمسه من ردود فعل الفنانين وأصدقائه عن المسلسل، وتدوين آلاف القصص عن الوصاية من الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.

فكرة من الواقع

يتحدث دياب عن فكرة تقديم المسلسل، والتي بدأت من خلال البحث عن القضية التي سيعالجها في عمل درامي، وبعد الاستقرار على مسألة الوصاية ومعالجتها في ظل وجود 4 ملايين سيدة أرملة في مصر يعانين القانون، ومع وجود أقارب لهن عاشوا معهن نفس القضية؛ بدأ التحضير للمسلسل الذي ارتكز على كيفية تقديم القضية للجمهور في عمل درامي، مع إبقاء الجمهور مرتبطاً بالأحداث خلال الحلقات.

وأضاف أن فكرة المسلسل كانت تحتمل العرض بعدد أكبر من الحلقات؛ لكنهم حرصوا على تقديمها في 15 حلقة لتكون الأحداث مكثفة، مع التعمق في المعاناة التي واجهت الأم بعد رحيل زوجها بشكل خاص، مشيراً إلى أن “تحت الوصاية” المقصود به في العمل هو الوصاية الاجتماعية المفروضة على المرأة.

وأوضح أن شخصية البطلة “حنان”، كانت النموذج الذي أراد من خلاله إبراز مسألة الوصاية، مضيفاً “في عالم الصيد لا يمكن للمرأة أن تكون موجودة في ظل غياب الرجل، بينما الجد يمارس وصاية ذكورية عليها وعلى أبنائها؛ فالمرأة في هذه الحالة مُحاطة برجال يشعرون أنها بحاجة إلى مساعدتهم، فيفرضون الوصاية عليها، على الرغم من قدرتها على الاستقلال واتخاذ القرار بنفسها؛ وهنا نتحدث عن وصاية المجتمع على المرأة وليس وصاية القانون فقط”.

صراع مع القانون

يشير خالد دياب إلى أن رغبتهم في إبراز صراع البطلة مع القانون وليس الأشخاص، جعلته ينزع الشر عن جميع الشخصيات الموجودة في العمل، فالخلاف بين الأم والجد مرتبط برؤية كل منهما مصلحة الأطفال؛ الجد يرى أن تعلم الحرفة أهم من التعليم، وأن الكرة من الأمور التي لا يجب أن تُدفع فيها أموال، والأم لديها رأي آخر؛ فالجد يحب أحفاده، حتى موظفي المجلس الحاسبي يطبقون القانون وليسوا سيئين في معاملة الأم والأطفال، ومن ثمَّ فالمواجهة هنا هي بين الأم والقانون.

يؤكد مؤلف “تحت الوصاية” المراجعة القانونية الدقيقة لكل ما ورد في المسلسل من مواقف قانونية؛ لكن مع الأخذ في الاعتبار اختصار بعض التفاصيل لرغبته في توحد الجمهور مع شخصية “حنان”، لافتاً إلى أن التركيز الأكبر كان على الأمور المليئة بالمشاعر درامياً.

وأضاف أنه من وجهة نظر قانون الوصاية، فإن الأصلح في معظم الوقت يكون مناسباً تبعاً للأمور المادية وليس الجانب الإنساني؛ وهو الأمر الذي يحتاج إلى تعديل تشريعي، عبر وضع الجانب الإنساني في الاعتبار بشكل أكبر.

لا يغفل خالد دياب الإشادة بفريق العمل ورؤية المخرج محمد شاكر خضير، الذي رسم الواقعية الشديدة في المسلسل منذ البداية، وعمل على تقديم المسلسل بصورة شديدة الواقعية على الرغم من كثرة التحديات التي واجهها أثناء التصوير؛ ومن بينها تعرض العاملين بالعمل إلى دوار البحر خلال وجودهم على المركب، مشيداً بأداء منى زكي الدورَ بإتقان كبير.

يشير دياب إلى أن فكرة العرض التدريجي لمعاناة الأم قبل بداية كل حلقة جرى الاتفاق عليها بين الكاتبَين والمخرج محمد شاكر خضير؛ فكان هناك اقتراحان، الأول هو عرض المعاناة في حلقة ببداية الأحداث، أو عرض مشاهد تسبق عرض كل حلقة من خلال “الأفان تتر”، ”وهو ما شعرنا أنه سيكون الأنسب، وتم تنفيذه بالفعل”.

يختم خالد دياب حديثه بتأكيد سعيه مع شقيقه المخرج محمد دياب، وشقيقته الكاتبة شيرين دياب؛ لتأسيس شركة إنتاج سينمائي في السعودية خلال الفترة الحالية، باعتبار أن المملكة أصبحت سوقاً واعدة لصناعة السينما، إلى جانب تحضيره مشروعات جديدة سينمائياً من خلال فيلم “برشامة”.

اتبعنا على تويتر من هنا

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات