الواجهة الرئيسيةملفات مميزة
حوار مع عبد الخالق عبد الله
ذهبت لدراسة الهندسة وعُدت دكتورًا في السياسة، وأكبر لحظة يأس في حياتي نكسة 67م، وصعود قمم الجبال هوايتي منذ 30 سنة، و"جمهورية أفلاطون" و"عزازيل" أفضل ما قرأت.

كيوبوست
مَن هو عبد الخالق عبد الله؟
كاتب ومفكر إماراتي، عرفه الخليجيون من غير المختصين قبل قرابة عقدَين مع برنامجه السياسي الذي كان يُذيعه تليفزيون دبي. السنوات العشر الماضية تبدو للمتابع له من أكثر سنواته إثارةً. بدأ متعاطفًا مع الربيع العربي، واعتبره متابعون مستقلًّا؛ لكنَّ آخرين رأوا فيه وقتها متحالفًا أو متعاطفًا مع الإسلام السياسي، بينما هو على الدوام وخلافًا لكل الظنون والتوقعات أثبت أنه ابن وطنه، وقيادته، ولاءً وحبًّا وإخلاصًا، وهو اليوم من أكثر الإماراتيين حضورًا على وسائل الإعلام وفي المؤتمرات؛ تراه منافحًا وشارحًا سياسة بلاده ومواقفها.
كان عبد الخالق ولا يزال مثيرًا للجدل متأرجحًا بين أكثر الآراء والتعليقات عمقًا، وأكثرها طرافةً. اقترح في عام 2018 بعد المقاطعة الخليجية لنظام الحمدين في قطر، أن تُملأ القناة المقترحة بأسماك القرش بين قطر وجارتها السعودية؛ ولكنها كانت مزحة، وكان هو أيضًا مجاريًا لها.
عبد الخالق واحد من ألمع أبناء الإمارات وأكثرهم حيويةً وتجددًا. ألَّف مؤخرًا كتابًا أثيرًا على قلبه، وفكرته قائمة على أن هذه اللحظة في تاريخ العرب هي لحظة الخليج، سياسيًّا واقتصاديًّا، وربما الأكثر حراكًا ثقافيًّا وفكريًّا، يتصف بالهدوء، متقبل للنقد، نزيه اللسان والقلم، وهو اليوم معنا يبوح لنا بأشياء جميلة عن حياته، وعن هواياته، وعن صعوده الجبال، وعن أحزانه وعثراته، وعن افتخاره بدبي، وعشقه لفيروز، وكيف وجد فيلم “تيتانيك” الأروع بين كل ما شاهده في حياته، وربما أنه داعب فيه شقاوة المراهقة، وربما استثارت قصة بطلَي “تيتانيك” سرًّا دفينًا وذكرى من عهد الصبا أودعها غورًا عميقًا في صندوق قلبه، وربما كان ذلك وراء الصدفة التي سرقته من دراسة الهندسة؛ من قوانين الفيزياء والرياضيات الصارمة، إلى عالم السياسة؛ حيث اللا يقين، حيث الدهاء والمكر والمصالح والمؤامرات.. لكنه في حواره القصير معنا أخذنا في رحلة ممتعة بعيدًا عن السياسة.
“كيوبوست” التقى الدكتور عبد الخالق عبد الله في حوار سريع، وسأله عن موضوعات عدة لم يُسأل عنها من قبل.
حدثنا عن نشأتك يا دكتور؟
نشأتي في إمارة دبي الإمارات خلال خمسينيات القرن الـ20 مع بروز التيار الناصري العروبي. مبكرًا بدأت الاهتمام بالقراءة والشأن العام.
ما لحظات التحول في حياتك؟
أهم لحظة تحوُّل في حياتي كانت الخروج للدراسة الجامعية، لأعود حاملًا شهادة الدكتوراه وكثيرًا من الأفكار والأحلام؛ لمواكبة الإمارات التي بدأت رحلة صعودها.
التخصص في السياسة يعتبر غريبًا في ذلك الوقت؛ خصوصًا لأبناء الخليج، كيف اخترت هذا القسم؟
جاء اختيار دراسة السياسة كصدفة من الصدف، وربما أجمل صدفة.. ذهبت لدراسة الهندسة وعُدت بشهادة بكالوريوس وماجستير ودكتوراه في علم السياسة.
اقرأ أيضًا: أدب الخليج يخلق واقعًا ثقافيًّا جديدًا
حدثنا عن ذكرياتك أول ما وضعت قدمَيك في أمريكا؟
أول وأهم ما جذبني في أمريكا هو ضخامة تلك القارة والشعب الأمريكي المرحب والمنفتح على القادم من الخارج.
حدثنا عن لحظات اليأس في حياتك؟
أكبر لحظة يأس كانت نكسة 1967 التي رسَّخت 50 سنة من الإحباط العربي المستمر حتى الآن.
ما الشخصية الملهمة في حياة الدكتور عبد الخالق؟
تعرَّفت عن قرب على د.هشام شرابي بجامعة جورجتاون، ولفترة طويلة أصبح صديقًا والمثقف القدوة فكرًا وسلوكًا.
التحولات التي مرَّت بدبي وجعلتها وجهة سياحية عالمية، كيف يراها الدكتور عبد الخالق؟
تابعت رحلة صعود دبي من المحلية إلى العالمية، ولم يخطر في البال أنها ستصل إلى ما وصلت إليه كأكثر المدن عولمة وجذبًا للسياحة والاستثمار والعقول الخلاقة؛ إذ أصبحت مركزًا ماليًّا ولوجستيًّا عالميًّا.. فاقت في رحلتها كل ما كان متخيلًا ومتوقعًا.
لحظة الخليج في التاريخ العربي المعاصر.. آخر إنتاجاتك؟
كتابي “لحظة الخليج” يقول إنه أينما ذهب المواطن العربي اليوم سيجد شاهدًا من شواهد لحظة الخليج العربي في الواقع العربي؛ فالخليج هو مركز الثقل العربي حاليًّا وأكثر حضورًا وتأثيرًا في واقعه العربي من أي وقت آخر، والحضور والتأثير الخليجي سيستمران لسنوات طويلة قادمة.
صعود الجبال والقمم، كيف بدأت وبِمَ تشعر عند اعتلائك قمم الجبال؟
منذ 30 سنة وأنا أمارس مغامرة صعود القمم الجبلية، صعدت جبل فوجي في أقصى الشرق وجبال هملايا وكلمنجارو والألب وأعلى قمة في الشرق الأوسط، وانتهاءً بجبل دينالي في ألاسكا أقصى الغرب. مغامرة صعود الجبال مستمرة وهي نعمة من النعم.
اقرأ أيضًا: كارولا راكيتي.. عندما تصارع امرأة أمواج البحر وعواصف السياسة
في الموسيقى والأدب والسينما، كيف تكون خياراتك؟
مشاهداتي السينمائية عديدة؛ لكن فيلمي المفضل “تايتانك”، وأغنية “أعطني الناي”، وأغنِّي لفيروز؛ إذ أراها علامة من علامات الغناء العربي.
ما الكتاب الذي أحدث تحولًا في حياتك؟
بالنسبة إليَّ أفضل كتاب قرأته وشكَّل تفكيري هو “الجمهورية” لأفلاطون، وكذلك لي في قراءة الروايات، وبرأيي رائعة يوسف زيدان “عزازيل” هي أفضل رواية عربية قرأتها حتى الآن.