الواجهة الرئيسيةشؤون عربية
الخطي لـ”كيوبوست”: لا ينبغي الفرح أكثر من اللازم بمقتل البغدادي

كيوبوست
يبدو أن الأمر “حقيقي” هذه المرة؛ لقد خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على العالم كله، أمس الأحد، معلنًا بفخر مقتل أبي بكر البغدادي، زعيم التنظيم الأخطر والأكثر إشاعة للرعب والعنف في العالم “داعش”، في عملية نوعية للقوات الخاصة الأمريكية “دلتا” في إدلب السورية.
“كيوبوست” تستقصي أصداء هذا الإعلان وتبعاته، في حوارها مع المستشار الإداري في دائرة الأوقاف والمواريث بمحافظة القطيف السعودية، كامل الخطي، الكاتب والباحث المتخصص في رصد ودراسة الحركات والتيارات اليسارية والقومية في الجزيرة العربية، وتيارات وحركات وأحزاب الإسلام السياسي الشيعي، والمعلق السياسي المعروف، وزميل مشارك بمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية.

اقرأ أيضًا: مقتل أبي بكر البغدادي في إدلب
الخطي قدَّم رؤية تحليلية منضبطة لهذا الحدث الكبير، محذرًا من الفرح أكثر من اللازم بمقتل البغدادي؛ فقادة التنظيم وعناصره متفرقون في مناطق شتى، وما زالوا يمثلون خطرًا داهمًا على الإنسانية. صحيح أن عملية استئصال أحد قادة الإرهاب العالمي قد نجحت تمامًا، حسب ترامب؛ لكن هذا لا يعني القضاء نهائيًّا على التنظيم وخطورته، فالأمر في حاجة إلى تضافر الجهود الدولية كافة في مواجهة أفكاره قبل مواجهة عناصره.
فإلى نص الحوار:
رغم إعلانه مقتل زعيم داعش؛ فإن الرئيس الأمريكي لم يخفِ قلقه من استمرار الأعمال الإرهابية، لماذا؟
لقد أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهو في غاية الحبور، مقتل البغدادي، وأثنى على نجاعة وفعالية العمل الاستخباراتي الذي قاد إلى عملية عسكرية ناجحة جدًّا، نفذتها وحدات من قوات “دلتا”. لكن رغم الحبور الذي بدا واضحًا على الرئيس ترامب وهو يعلن مقتل البغدادي؛ فإنه، في التصريح ذاته، قد قال إن عددًا من كبار قادة تنظيم “دولة الخلافة” لا يزالون أحرارًا، وهذا سبب موجب لاستمرار القلق والمخاوف من استمرار الضربات الإرهابية.
مقتل رأس التنظيم لا يعني القضاء عليه تمامًا وبالكلية.. ما درجة الخطورة القائمة من عناصر التنظيم الهاربين أو مطلقي السراح من السجون جراء العمليات العسكرية التركية شمال سوريا؟
نعم. صحيح أن تنظيم “دولة الخلافة” الإرهابي فقد الأرض، وفقد شبه الدولة التي أسسها بانتزاع مناطق سادتها الفوضى في سوريا والعراق، إلا أن ذلك لا يعني زوال خطر الإرهاب الذي يمارسه هذا التنظيم؛ فإثر العملية العسكرية التركية في شمال سوريا التي أطلق عليها الأتراك -زورًا وبهتانًا- اسم “نبع السلام”، هرب أكثر من ١٠٠ عنصر من عناصر التنظيم من أحد السجون التي كانت تحت سيطرة القوة المسلحة الكردية في سوريا والمسماة “قوات سوريا الديمقراطية”، وهذا سبب آخر موجب للقلق والخوف من الهجمات الإرهابية التي قد يشنها عناصر التنظيم الذين فروا من السجن، ويحتمل أن بعضهم بدأ في إعادة تنظيم الصفوف. وهناك أيضًا فرع للتنظيم في ليبيا، وآخر في اليمن.
اقرأ أيضًا: البغدادي يشغل وسائل الإعلام العالمية بمقتله مجددًا

الهزيمة على الأرض لا تعني الهزيمة الكاملة في مضمار الأفكار. هل يمكن القول إن خطر “داعش” ما زال ماثلًا ويُهَدِّد العالم؟
تفيد دراسات وتقارير صادرة عن مراكز أبحاث وأجهزة أمن واستخبارات، أن تنظيم “دولة الخلافة” قد أوجد حالة تنظيمية سائلة؛ من أهم سماتها: تبني أفراد ومجموعات إرهابية منتشرة عبر القارات نهج التنظيم الأم وإعلان الولاء له والبيعة لزعيمه دون أن يرتبطوا تنظيميًّا وعملياتيًّا بالتنظيم الأم؛ (ما يعني حضورًا للفكرة وإمكانية ترجمتها إلى سلوك عنفي قائم ومستمر ويمثل تهديدًا).
هل يجب أن تكون فرحة القضاء على البغدادي “فرحة متحفظة” إذا جاز التعبير؟
الفرح الناجم عن نجاح عملية استئصال أحد قادة الإرهاب العالمي فرح مستحق، كما أن القلق الناجم عن انتشار عدد من كبار القادة الإرهابيين في المنطقة وانتشار مجموعات وأفراد يتبنَّون النهج الفكري والعملي لتنظيم “دولة الخلافة” قلقٌ له موجباته الحقيقية، وعلى دول العالم مواصلة التعاون المنظم الهادف إلى استئصال الإرهاب من جذوره، وجعل كوكبنا أكثر أمنًا.
اقرأ أيضًا: سيناريوهات ما بعد مقتل البغدادي