اسرائيلياتالواجهة الرئيسيةشؤون خليجية
حمد بن جاسم يغرّد: للإسرائيليين الحق بأن يعيشوا في أرضهم بأمان
هل هو اعتراف رسمي بالتطبيع؟

كيو بوست –
يعتبر وزير الخارجية القطري السابق، حمد بن جاسم، من أكثر السياسيين القطريين صراحة، فقد كان أول من اعترف بأن تورط بلاده بدعم الإرهاب في سوريا كان سلبيًا. كما وكان له الكثير من التصريحات التي تكشف الدور القطري التخريبي في بلدان عربية عدة.
وفي الآونة الأخيرة، ومنذ أن أنشأ ابن جاسم حسابه على موقع “تويتر” صارت تغريداته تثير الرأي السياسي والشعبي العربي، لكشفه الصريح والمباشر عن أبعاد السياسة الخارجية لقطر.
فقد صرّح الشهر الفائت بأن بلاده لعبت دورًا مهمًا في التقارب مع دولة الاحتلال، بعكس ما يعلنه الإعلام القطري الإخواني من أن السلام هو “خيانة” للقضية الفلسطينية، مما جعل قطر، ولسنين طويلة تُعد في أعين البعض من الدول المحسوبة على الدول الداعمة للقضية الفلسطينية!
أما تغريدة بن جاسم الأخيرة، التي جاءت أول أمس، فقد أثارت جدلًا واسع النطاق بين صفوف الفلسطينيين على مواقع التواصل، إذ عبّر ابن جاسم خلالها عن حق الإسرائيليين “بأن يعيشوا في أرضهم”، حسبما قال.
واعتبر بعض الفلسطينيين بأن تصريحات ابن جاسم في كلا التغريدتين، لم تأتِ بجديد، بخصوص الدور الذي لعبته قطر فيما يخص القضية الفلسطينية، إذ أن الإمارة الغنية، كانت سبّاقة إلى التطبيع التجاري مع دولة الاحتلال، في العام التالي لانقلاب الأمير الأب على أبيه.
كما أن قطر كانت ولا تزال، وعبر قناتها “الجزيرة” هي الدولة العربية الوحيدة التي تستضيف ناطقين إعلاميين إسرائيليين، يقومون من خلال الشاشة، بمهاجمة الفلسطينيين، وإيصال صوت الاحتلال وتبريراته للعالم العربي. بالإضافة إلى ذلك، كانت قناة “الجزيرة” أول الفضائيات العربية التي تضع على الخرائط التوضيحية اسم “إسرائيل” على 78% من أرض فلسطين.
ولكن الخطير هذه المرة في تغريدة وزير الخاريجة القطري السابق، هو قوله “أرضهم”، دون أن يذكر أرض فلسطين، مما يعطي الاحتلال ليس فقط “الأمان”، ولكن يمنحه الشرعية التاريخية على أرض فلسطين أيضًا، وهو ما يتناقض مع قوانين الشرعية الدولية، ويعتبر تجاوزًا لحقوق الفلسطينيين!
رسائل قطرية لإسرائيل
على الرغم من أن حمد بن جاسم، يعتبر من غير حقيبة دبلوماسية، إلّا أنه يؤخذ بعين الاعتبار لأن الرجل صاحب النفوذ الأكبر في قطر –سريًا- داخليًا أو خارجيًا!
ومما يبرز أهمية الرجل بالنسبة للسياسة القطرية تزايد نشاطه الإعلامي في الفترة الأخيرة، بالموازاة مع الحملة الإعلامية القطرية، ضد الدول العربية الأربع المقاطعة لقطر، وظهوره المتكرر على وسائل الإعلام الأجنبية، للدفاع عن موقف قطر، ومهاجمة معارضيها، ثم قيامه -مؤخرًا- بتدشين حساب خاص على تويتر، للدفاع عن سياسة النظام القطري.
وهكذا، لا ينطق الرجل من منطلق قناعات شخصية، بل يعبر عن سياسات الإمارة الغنية، الأمر الذي دفع بمراقبين للشأن القطري، إلى اعتبار أن تغريدات ابن جاسم المحابية لإسرائيل، جاءت بمثابة رسائل قطرية رسمية لإسرائيل، بأن قطر “لا تخجل من العلاقة القوية معها”، بالإضافة لإظهار حاجة قطر لإسرائيل كي تقف معها في أزمتها مع الدول العربية.
يذكر أن قطر تقيم علاقات رسمية شبه تحالفية مع العديد من الدول غير العربية، التي تخوض صراعات مع دول عربية، إذ وثقت قطر في البداية علاقتها مع إسرائيل لتحتكر تمثيل القضية الفلسطينية أمام إسرائيل والعالم لمصالحها الخاصة. كما أقامت علاقات تعاونية ودفاعية مع تركيا، برغم أحلام التوسع للرئيس التركي أردوغان في الدول العربية، واحتلال تركيا لجزء من سوريا، بل وافتتحت على أراضيها قاعدة عسكرية تركية هي الأكبر خارج حدودها. كما عملت قطر أيضًا على توثيق علاقاتها الدفاعية مع دولة إثيوبيا، برغم وجود أزمة دبلوماسية حادة للأخيرة مع مصر، وقيامها ببناء سدود على نهر النيل.