الواجهة الرئيسيةشؤون عربية

“حماس” ومأزق المقر الخارجي.. هل تركيا البيت الأخير؟

كيوبوست

بدا واضحًا خلال السنوات الأخيرة أن حركة حماس تواجه مأزق إيجاد المقر الخارجي في ظل القلاقل التي حدثت في مقرَّيها، قطر ولبنان، بدءًا من الأزمة الخليجية التي عصفت بالأولى وانتهاءً بتزايد الضغوطات الأمريكية على الثانية.

هذا المأزق المتفاقم منذ بداية أحداث الربيع العربي، لم تخرج من تبعاته الحركة حتى يومنا هذا كما يبدو، ضمن حالة استقطاب إقليمية تزداد حدة مع مرور الوقت.

           اقرأ أيضًا: ضحية تعذيب في سجون “حماس” تفتح الباب على ملف حقوق الإنسان في غزة

ونقلت صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، عن مصادر في الحركة أن «حماس» تجد صعوبة في إيجاد مقر دائم لقيادتها، ووضعت عدة خيارات؛ منها ماليزيا ولبنان وغزة، لكنها عادت أخيرًا إلى تركيا التي فتحت مجددًا أراضيها لقادة في الحركة كانت طالبتهم سابقًا بالمغادرة.

قيادات “حماس” في غزة يتوسطهم إسماعيل هنية- “رويترز”

وقال خبراء، في أحاديث منفصلة إلى “كيوبوست”: إن الجغرافية السياسية هي أحد التحديات الصعبة التي تواجه “حماس”.

وقال المحلل السياسي خليل شاهين، في حديث إلى “كيوبوست”: “إنه منذ سيطرة (حماس) على قطاع غزة باتت تواجه تحدي إدارة شؤون القطاع، وتحديدًا آخر يتمثل في كيفية إدارة شؤونها الحركية التنظيمية في ضوء المحاور الإقليمية التي تقف معها أو ضدها”.

            اقرأ أيضًا: “حماس” تخطط لضرب إسرائيل من تركيا

وأضاف شاهين أن هذا الأمر كان واضحًا في سياق علاقات الحركة مع مصر، والتي تقلبت كثيرًا منذ عام 2011؛ بما في ذلك الإجراءات التي تُتخذ من مصر بشأن حرية الحركة من وإلى قطاع غزة، كذلك في ما يتعلق بالاستقطاب الحاد على مستوى المحاور الإقليمية والعربية.

المحلل السياسي خليل شاهين

وكانت حركة حماس تتخذ من سوريا مقرًّا دائمًا؛ حيث يوجد رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل، إلا أنه بعد اندلاع الأزمة السورية تشتَّتت قيادة الحركة بعد أن اتخذت موقفًا مناوئًا للنظام الذي استضافها.

وقال شاهين: “إن تحديات كبيرة تواجه (حماس) منذ 2011″، مشيرًا إلى جملة من العوامل التي تؤثر على حرية الحركة خارج قطاع غزة؛ من ضمنها فقدانها وجودها التنظيمي والعملياتي في سوريا منذ موقفها من الأزمة السورية، ثم التطورات في إطار العلاقات الخليجية- الخليجية؛ خصوصًا الانقسام بين المحور السعودي والقطري، ما جعل “حماس” تختار التحالف بين محورَين متناقضَين؛ محور تركيا وقطر من جهة، وأيضًا محور إيران من جهة أخرى.

وأوضح المحلل السياسي أن “حماس” تدفع ثمن هذه التقلبات في علاقاتها مع المحاور الإقليمية واللعب على المحاور؛ لأن إمكانية المناورة تبدو ضعيفة جدًّا.

           اقرأ أيضًا: قطر وحماس.. خلافات مالية وتوقعات بانسحاب وشيك                 

ومنذ مطلع العام الجاري غادر رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، القطاعَ في جولة خارجية قالت الحركة إنها ستستمر لأشهر طويلة. ويستقر هنية لمعظم الوقت في تركيا، إلى جانب صالح العاروري وزاهر جبارين وموسى أبو مرزوق ونزار عوض الله، ومن هناك يدير الحركة.

وقالت تقارير إعلامية إن هنية قد لا يعود إلى القطاع، بينما بقي جزء من قيادات الحركة موزعًا بين لبنان وقطر.

وأعرب المحلل السياسي خليل شاهين عن اعتقاده بأن ضيق هامش المناورة يدفع حركة حماس إلى التفكير في أمرَين؛ الأول أن تضمن حرية لأبرز قادتها خارج قطاع غزة وبشكل خاص رئيس الحركة، وهو أمر كان صعبًا في أثناء وجود هنية في غزة؛ بسبب قيود مصرية.

رئيس المكتب السياسي لـ”حماس” سابقًا خالد مشعل- “AP”

أما البُعد الآخر حسب شاهين، فيكمُن في إيجاد المقر الرئيسي لقيادة الحركة في ظل الاستقطابات الحادة وفي ظل الظروف الأمنية الناجمة عن إمكانية استهداف دولة الاحتلال عددًا من قيادات الحركة.

وقال المحلل السياسي: “إن هذه المعادلة فرضت على (حماس) أولًا أن يكون مصدر اتخاذ القرار بشكل رئيسي في الخارج، وأن يكون هناك مقرات مستقرة نسبيًّا”، لافتًا إلى أن بعض الأماكن أُغلق أمام الحركة؛ مثل السودان وسوريا التي تتعثر كل محاولات عودة العلاقات معها، وكذلك إيران التي دفعت زيارة واحدة إليها بإجراءات ضد “حماس” من بعض الأطراف العربية.

اقرأ أيضًا: حماس ترفض التوقيع على بيان يُدين الاعتداء التركي

وفي عام 2017، طلبت قطر رسميًّا من «حماس» عدم استخدام أراضيها بأي شكل لتوجيه أي نشاط ضد إسرائيل؛ بسبب التطورات السياسية في المنطقة وبضغط أمريكي، وَفقًا لمراقبين في حينه.

عبد المجيد سويلم

وقال الكاتب والخبير السياسي د.عبدالمجيد سويلم: “إن (حماس) تواجه مشكلة على صعيد وجودها في كلٍّ من قطر ولبنان، ويبدو أن السبب الرئيسي هو ضغوطات تمارس على مضيفيها؛ سواء (حزب الله) في لبنان أو دولة قطر”.

وأضاف سويلم أن هذه الضغوطات ربما أجبرت “حماس” على التفكير جديًا في الانتقال إلى تركيا؛ حيث تعتبر بالنسبة إلى الحركة ملاذًا آمنًا بالمقارنة مع مناطق أخرى.

اتبعنا على تويتر من هنا

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة