الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دوليةشؤون عربية
“حماس” لا تعمل منفردة في استهداف إسرائيل
مركز استخباراتي تابع لإيران و"حزب الله" ربما يساعد "حماس" على استهداف إسرائيل

كيوبوست- ترجمات
جوناثان شانزر♦
في أعقاب حرب غزة في مايو 2021، أشارت تقارير إسرائيلية إلى أن إيران قد ساعدت حركة حماس من خلال مركز استخباراتي موجود في لبنان. وقد أكد “حزب الله” وجود هذا المركز عبر شبكة “الميادين” الإخبارية، على لسان نائب الأمين العام لـ”حزب الله” نعيم قاسم، الذي أكد أن المركز يوفر معلومات استخباراتية حساسة مؤثرة. وفي مناسبة أخرى، أكد الأمين العام لـ”حزب الله” أن حركة حماس تلقت معلومات استخباراتية من هذا المركز.
وقد نقل جوناثان شانزر، في مقال نشرته صحيفة “فورين بوليسي” عن أحد المسؤولين الاستخباراتيين العرب، أن هذا المركز افتراضي وليس له موقع ثابت؛ لكنّ المسؤولين الإسرائيليين يعتقدون وجود مركز فعلي في بيروت. وهذا يتوافق مع ادعاء الصحفي اللبناني إبراهيم الأمين، أن قائد “فيلق القدس” الإيراني إسماعيل قاآني، قد زار المركز مرتَين خلال حرب غزة العام الماضي. وحسب الأمين، رئيس تحرير جريدة “الأخبار”، فقد تأسس المركز في عام 2019 لغرض التنسيق بين مختلف فصائل محور المقاومة لمواجهة إسرائيل؛ ولكن من المرجح أن هذا المركز لم يبدأ عمله الفعلي حتى حرب غزة عام 2021.
اقرأ أيضاً: الثورة الإيرانية وحزب الله: تهديد عالمي مستمر
وحسب موقع “المنار”، التابع لـ”حزب الله”، يضم المركز ممثلين عن “فيلق القدس” و”حزب الله” و”حماس”، وتزعم بعض المصادر أن 12 فصيلاً فلسطينياً على الأقل تشارك في المركز. وقد أكد محمد السنوار، شقيق زعيم “حماس” يحيى السنوار، أن “حماس” تتعاون بشكل وثيق مع إيران و”حزب الله”. ولا يوجد دليل على أن المركز يعمل بشكل مستمر، ويسود الاعتقاد بأنه ينشط في أوقات الأزمات فقط، بينما يتولى مكتب الشؤون الفلسطينية في “حزب الله” التواصل الروتيني مع مجموعات فلسطينية عنيفة في أوقات الهدوء.
يهدف المركز إلى مشاركة المعلومات الاستخباراتية، ويزود “حماس” بالمعلومات الجوية التي يتلقاها من الطائرات المسيرة التابعة للحرس الثوري و”حزب الله” في لبنان وسوريا. وربما تكون مثل هذه المعلومات قد ساعدت “حماس” على تجنب كمين نصبه الجيش الإسرائيلي عند شبكة أنفاق تابعة للحركة في حرب عام 2021، وتشير التقارير إلى أن المركز قد عزز من قدرة “حماس” على تنفيذ اختراقات حساسة ضد إسرائيل. وقد صرح نصر الله علناً: “لقد قدمنا جميع المعلومات التي حصلنا عليها إلى الفلسطينيين من خلال غرفة العمليات المشتركة”، واعترف السنوار بذلك. ومن الملاحظ أن إيران وحلفاءها كثيراً ما يتبجحون علناً بالإنجازات المفترضة للمركز؛ الأمر الذي يرى فيه المراقبون جزءاً من حرب “حزب الله” النفسية. وربما تكون للمركز وظائف أخرى تخدم حلفاء إيران في المنطقة؛ فعلى سبيل المثال ربما يكون قد ساعد في نقل أسلحة أو ذخائر إلى غزة أثناء حرب 2021، وربما يكون قد سهَّل سفر عدد من قادة “حماس” إلى لبنان، وساعد في تنسيق اللغة المستخدمة في وسائل الإعلام المدعومة من إيران أثناء الحرب.

يشير شانزر إلى أهمية تعاون “حماس” الوثيق مع إيران و”حزب الله” بعد أن غادرت قيادات الحركة سوريا؛ احتجاجاً على الحملة العسكرية المدعومة من إيران على المقاتلين السُّنة والفلسطينيين في الحرب السورية. وقد بدأ هذا التعاون منذ عام 2017 مع بداية المحادثات بين كبار مسؤولي “حزب الله” و”حماس” وسط تقارير عن استئناف التمويل الإيراني للحركة، وفي عام 2018 اتهمت بعثة إسرائيل لدى الأمم المتحدة “حماس” بالتعاون مع إيران و”حزب الله” لإنشاء منصات لإطلاق الصواريخ في لبنان من أجل جر إسرائيل إلى مواجهة على جبهتَين؛ في غزة ولبنان في آن واحد.
اقرأ أيضاً: دانيال كوهين لـ”كيوبوست”: “حزب الله” يستغل النشاط السياسي في أوروبا لغسل الأموال
ومنذ ذلك الحين حققت “حماس” تطوراً ملحوظاً في قدرات المراقبة والتكنولوجيا، وبدأت في إنتاج الصواريخ والطائرات المسيرة بمساعدة من “حزب الله”. وعلى ما يبدو، فإن إنشاء المركز هو محاولة للبناء على هذه التطورات. وبالطبع فإن هذا يتوافق مع الاستراتيجية الإيرانية المتمثلة في تقوية الوكلاء في المنطقة ثم السيطرة عليهم.
ويختم شانزر مقاله بالإشارة إلى أن إسرائيل، منذ عام 2006، تتجنب الدخول في حرب مع “حزب الله”؛ خوفاً من انتشار الفوضى في لبنان الذي يعاني انهياراً اقتصادياً وسياسياً. ولكن ترسانة “حزب الله” الحالية التي تضم ما لا يقل عن 150 ألف صاروخ وكميات كبيرة من الذخائر المميتة والصواريخ الموجهة بدقة، وتزايد الأدلة على وجود مركز استخباراتي تديره إيران لتنسيق النشاط العسكري ضد إسرائيل؛ كلها مقدمات واضحة لنتيجة لا مفر منها وهي الصدام مع إسرائيل.
♦نائب رئيس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات لشؤون الأبحاث.
المصدر: فورين بوليسي