الواجهة الرئيسيةشؤون عربيةفلسطينيات
حماس “تقاوم” غزة
شعارات المقاومة تنقلب إلى استهداف بالقتل والترويع لأهالي غزة

كيوبوست
ظل الشعار ا الأساسي الذي ترفعه “حركة حماس” منذ نشأتها هو “المقاومة” ، لكنه الآن تحول إلى واقع مرير يتمثل في مقاومة الذات ، وتحديداً في استهداف المحتجين العزّل من الشعب الفلسطيني نفسه ، الذي يعيش أحلك أيامه في قطاع غزة تحت قبضة الحركة التي تولت السلطة في 2007 ، وتفرض اليوم حالة من التنكيل والقمع ضد الأهالي عبر قوات أمنها الخاصة .
بدأت القصة المأساوية في الأيام الماضية، حيث خرج مواطنون فلسطينيون من أهالي غزة في مظاهرات ؛ اعتراضًا على نقص الخدمات التي تُقدَّم إليهم، والبطالة، والأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشونها في ظل الحكم الحمساوي. وقبضت “حماس” على 12 شخصًا، وتركت آخرين جرحى، في المظاهرات التي وصفتها صحيفة “التليجراف” البريطانية، بـ”الأضخم” ضد الحركة خلال سنواتها في غزة.
وكانت الشرارة التي خرجت منها المظاهرات هي زيادة حركة حماس معاناة سكان القطاع بزيادة الضرائب على الواردات؛ من السجائر والأدوات المنزلية، وقالت الصحيفة إن مئات من الفلسطينيين خرجوا إلى شوارع القطاع؛ احتجاجًا على الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشونها، وقالوا: “بِدنا نعيش”، ونشروا الشعار على مواقع التواصل الاجتماعي.
اقرأ أيضًا: خبراء يشرحون أسرار العلاقة بين حماس والتنظيمات الجهادية.
“بِدنا نعيش” من مجرد شعار احتجاجي إلى حركة اجتماعية، تدعو إلى التظاهر احتجاجًا على الأوضاع المعيشية الصعبة لأهالي القطاع. ورغم دعوات الحركة السلمية، فإن “حماس” قامت بمطاردة المحتجين في المدن الرئيسية، وصولًا إلى منازلهم، وشوهد الضباط وهم يطلقون الأعيرة النارية في الهواء؛ لتفريق حشود المتظاهرين، وكان عدد من الصحفيين ومدافعي حقوق الإنسان بين مَن قبضت عليهم القوات الأمنية التابعة لـ”حماس”.
بدوره نيكولاي ملادينوف، منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط، إنه يُدين حملات العنف والاعتقال التي تنتهجها “حماس” تجاه المتظاهرين؛ ومن ضمنهم النساء والأطفال.
العنف الشديد الذي قابلت به “حماس” المظاهرات، رصدته مؤسسة الحق الفلسطينية، وقالت في تقرير لها، أصدرته بشأن “المسيرات السلمية المطالبة بتحسين الأوضاع في غزة”: “إن الأجهزة الأمنية في القطاع اعتدت على المواطنين المحتجين سلميًّا على ارتفاع الأسعار وفرض الضرائب”.
اقرأ أيضًا: نأي حركة حماس بنفسها عن “الإخوان المسلمين”: تكتيك أم إستراتيجية؟
وأدانت المؤسسة قيام المباحث العامة باعتقال 12 شخصًا من نشطاء حركة شعبية باسم “يسقط الغلاء” من داخل منزل أحد النشطاء في شمال القطاع.
وأكد التقرير أن “جهاز الأمن الداخلي في قطاع غزة، نفَّذ حملة استدعاءات واعتقالات طالت عديدًا من النشطاء؛ بسبب دعواتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى المشاركة في حراك شعبي ضد الغلاء والضرائب”.
ورداً على تصريحات أيمن البنطيجي، المتحدث باسم الشرطة في قطاع غزة، الذي قال فيه : ” إن على المتظاهرين الحصول على تصريح من الشرطة للتظاهر، يؤكد التقرير أن تلك التصريحات “تنتهك القانون الأساسي والمعدل الخاص بالحقوق المدنية والسياسية وقانون الاجتماعات العامة رقم 12 لسنة 1998، ويقيد الحق في التجمع السلمي”.
بدورها ردت “حماس” على المظاهرات، في بيان لها، قائلة إنها أعطت الأولوية للاحتياجات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ولم تذكر أو تحدد الحركة ماهية هذه الاحتياجات، إذا كانت المظاهرات كلها تتعلق بأمور معيشية عادية للمواطنين؛ مثل الكهرباء والمياه والوظائف.
ويعد قطاع غزة الذي يمتد لمسافة 25 ميلًا، وبعمق 10 كيلومترات، موطناً لـ 1.9 مليون شخص ، والقطاع من الناحية الجغرافية محاط بحزام من البحر المتوسط وحدود مباشرة مع دولة مصر وإسرائيل. ويصف البنك الدولي حالة الاقتصاد فيها حاليًّا بأنه في مرحلة “سقوط حر”، في وقت وصلت فيه البطالة إلى 70% بين الشباب.
اقرأ أيضًا: هل فكت حماس ارتباطها بالإخوان المسلمين فعلًا؟
وأورد البنك، في تقرير على موقعه الإلكتروني، بيانات تؤكد انخفاض معدل النمو في القطاع من 8% عام 2016 إلى 0.5 عام 2017، بينما ارتفع معدل البطالة إلى ما يقرب من نصف القوى العاملة، وانخفض دخل الفرد من من 2659 دولارًا إلى 1826 دولارًا بين عامَي 1994 و2018.
وكانت محطة “بي بي سي” البريطانية قد أكدت في بيانات محدّة لها بـ ” أن معدل الفقر في غزة بلغ 39%، وهو ضعف المعدل في الضفة الغربية، ويؤكد البنك الدولي أن هذا المعدل كان مرشحًا للارتفاع؛ لولا المساعدات الاجتماعية من “الأونروا” التي ترى أن 80% من سكان القطاع يحتاجون إلى شكل من أشكال المساعدة الاجتماعية.
وفي شرح أسباب ذلك الانحدار يؤكد تقرير البنك الدولي المشار إليه تأتي عوامل أساسية مثل : “ضعف التدفقات النقدية، الذي تبعه ضعف في إعادة الإعمار وهبوط حاد في دخل ربع السكان، وكذلك تدهور آخر في الخدمات الأساسية التي يحصل عليها السكان؛ مثل المياه والكهرباء والصرف الصحي.
حمل تطبيق كيو بوست على هاتفك الآن، من هنا