الواجهة الرئيسيةشؤون عربية
حماس ترفض التوقيع على بيان يُدين الاعتداء التركي
الزق لـ"كيوبوست": موقف الحركة مؤسف وخارج عن التوافق الوطني

كيوبوست- رام الله
بخلاف القواعد الأساسية والخطوط الحمراء التي كانت دائمًا ترسمها وتُصدِّرها للجمهور من خلال خطابها الإعلامي، كسرت حركة حماس من جديد مُسلماتها، وبدأت لأول مرة تلعب على المكشوف في الصراع الإقليمي بالمنطقة بدعم وتأييد أطراف على حساب أطراف أخرى.
القاعدة الجديدة التي كسرتها “حماس” هذه المرة كانت “عدم تدخلها في الشؤون الداخلية لأية دولة أخرى”؛ فالبيان الذي أصدرته بتاريخ (11 أكتوبر)، وتحدث صراحةً عن دعم الحركة للعملية العسكرية الدامية التي تشنها تركيا في شمال سوريا، أثار ردود فعل غاضبة ووضع علامات استفهام كبيرة حول هذا الموقف ودوافعه، والذي شبهه البعض بأنه “انتحار سياسي”.
اقرأ أيضًا: تداعيات التدخل التركي في شمال شرق سوريا
“حماس” لم تُخالف فقط الإجماع الفلسطيني بعدم التدخل في القضايا الداخلية للدول؛ بل ضربت الإجماع العربي الذي حرَّم الاعتداء على أية دولة عربية من قِبَل طرف آخر. لكن يبدو أن مصالح الحلفاء هذه المرة قد تغيَّرت وبدأ اللعب بالأوراق المكشوفة التي كانت لسنوات طويلة تتحرك من خلف ستار.

مصالح تجاوزت القواعد
المتحدث باسم “حماس” سامي أبو زهري، قال: “إن الحملة الإعلامية الإسرائيلية ضد تركيا وقحة ومرفوضة”، في إشارة إلى التصريحات الإسرائيلية التي خرجت من مسؤولين ضد العملية العسكرية التركية في سوريا، مضيفًا: “إسرائيل ستبقى هي العدو، وتركيا هي مهوى قلوب المسلمين في العالم”، على حد وصفه.
ورغم أن أبا زهري في السابق كان قد صرَّح بأن القدس هي “مهوى قلوب المسلمين في العالم”؛ فإن هذا الموقف قد أثار عديدًا من الردود ضد موقف حركة حماس من الأزمة التركية- السورية، وكذلك دعمها الغزو التركي العسكري ضد الأكراد في الشمال السوري، في عملية أُطلق عليها “نبع السلام”.

وبخلاف موقف “حماس” دعت حركة الجهاد الإسلامي الحكومة التركية إلى وقف تدخلاتها العسكرية في الأراضي السورية، وقالت: “ندعو إلى وقف الاشتباكات ونزف الدم على أرض سوريا الشقيقة، ونطالب بتوحيد طاقات الأمة كافة نحو تحرير فلسطين واستعادتها من براثن الاحتلال الصهيوني”.
موقف “حماس” الذي يُعد التوجه الفلسطيني الوحيد الذي يدعم تركيا ضد أكراد سوريا، جاء متناسقًا تمامًا مع مواقف حليفتها الأخرى قطر، وسط حالة من التنديد الرسمي من غالبية الدول العربية والأوروبية.
اقرأ أيضًا: نأي حركة حماس بنفسها عن “الإخوان المسلمين”.. تكتيك أم استراتيجية؟
انتحار سياسي
ويقول محمود الزق، عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني: “إن الموقف الذي أعلنته حركة حماس بدعم العملية العسكرية التركية ضد سوريا، كان مؤسفًا للغاية وخارجًا عن التوافق الوطني والعربي”.
ويوضح الزق، خلال تصريحات خاصة أدلى بها إلى “كيوبوست”، أن مَن دعم تركيا في غزوها العسكري لسوريا فقط قطر وجماعة الإخوان المسلمين و”حماس”؛ وهذا بحد ذاته يعتبر تدخلًا سافرًا ومرفوضًا في شؤون الدول، ومحاولة لمجاملة تركيا ضد دول عربية شقيقة.

وعدّ عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني خطوة “حماس” بأنها بمثابة “انتحار سياسي”، ستكون لها نتائج سلبية على الحركة التي طالما تغنَّت بأنها لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، مشيرًا إلى أن “حماس” أعلنت اصطفاها العلني بجانب دولة تعتدي عسكريًّا على دولة عربية أخرى؛ وهذا منافٍ لكل القيم.
الزق كشف لـ”كيوبوست” عن أن “حماس” رفضت، اليوم الأحد، التوقيع على بيان فصائلي وقَّع عليه 13 فصيلًا فلسطينيًّا يُدين الاعتداء التركي على الأراضي السورية، مؤكدًا أن موقف “حماس” تماشى مع قطر والإخوان المسلمين وابتعد كثيرًا عن الموقف الفلسطيني والعربي.
اقرأ أيضًا: السياسة الخارجية لأردوغان تُعَجِّل بانهيار تركيا
وحسب رؤية مراقبين، يبدو أن موقف “حماس” محاولة منها لترطيب الأجواء التي تعكَّرت مؤخرًا مع نظام أردوغان؛ خصوصًا بعد الكشف عن خلافات عميقة بين الطرفَين على خليفة إدارة العمليات ضد إسرائيل من الأراضي التركية، والتجسُّس على قادة حركة فتح.
وتعتبر تركيا حليفًا استراتيجيًّا لجماعة الإخوان، وحركة حماس خصوصًا؛ حيث انتقل عدد من قيادات الحركة للاستقرار والاستثمار في تركيا، وحصل عدد من قياداتها وأنجالهم على الجنسية التركية.