الواجهة الرئيسيةشؤون دولية

“حماس” تخطط لضرب إسرائيل من تركيا

"تمتلك تركيا علاقات استراتيجية وعسكرية واقتصادية وسياسية مع إسرائيل، ولا يمكن لها أن تضحِّي بها، ولن تسمح تركيا بالمساس بأمن إسرائيل على الإطلاق؛ لأنها تعتبره جزءًا من أمنها"

كيوبوست

كشف تقرير نشرته صحيفة “التليغراف” البريطانية، عن أن حركة حماس الفلسطينية، تخطط لتوجيه هجمات ضد إسرائيل، انطلاقًا من مدينة إسطنبول التركية، في الوقت الذي يشهد تعزيزًا للعلاقات بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة، فضلًا عن اتهامات متعددة لأنقرة بدعم وإيواء عناصر إرهابية مسلحة.

وحسب التقرير، أبلغت إسرائيل تركيا، في أكثر من مناسبة مضت، أن حركة حماس تستغل أراضيها لتنفيذ وتخطيط عمليات إرهابية، وأن على أنقرة أن تضع حدًّا لذلك؛ لكن أردوغان يغضّ الطرف عن هذه الاتهامات منذ شهور.

اقرأ أيضًا: حماس ترفض التوقيع على بيان يُدين الاعتداء التركي

الدكتور طارق فهمي، رئيس وحدة الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية بمركز دراسات الشرق الأوسط، قال في تعليق لـ”كيوبوست”: “إنه من الصعب أن تتخذ حركة حماس من تركيا مركزًا ثابتًا؛ لتوجيه ضربات إلى إسرائيل، كما أن أيديولوجيات الحركة تعتمد على توجيه الضربات من قلب فلسطين وليس من خارجها؛ ولكن المؤكد هو أن الحركة تستغل الأراضي التركية لتدريب وتسليح عناصر إرهابية كثيرة”.

الدكتور طارق فهمي

وأضاف فهمي: “صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، متهم في أكثر من مناسبة بتدريب عناصر إرهابية في تركيا التي تواجه بالفعل عدة اتهامات منذ أشهر بتورطها في ذلك. ويعتبر العاروري هو مهندس هذه العمليات؛ لكن تركيا لا تقدر أن تُعَرِّض علاقاتها مع إسرائيل إلى الخطر؛ لأنها بالفعل تحتفظ معها بعلاقات جيدة وثابتة أيضًا، وكل ما يصرح به أردوغان أو يغض الطرف عنه لا يزيد على أنه استعراض إعلامي وشعارات جوفاء؛ لكن الثابت هو أن تركيا لا يسعها سوى الدخول في تجاذبات بسيطة وهامشية مع الجانب الإسرائيلي، وهي ليست متهمة بإيواء عناصر من (حماس) فقط، وإنما تواجه اتهامات بدعم وتسليح واستضافة عناصر إرهابية من كل التنظيمات المتطرفة تقريبًا”.

اقرأ أيضًا: السياسة الخارجية لأردوغان تُعَجِّل بانهيار تركيا

وتابع رئيس وحدة الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية بمركز دراسات الشرق الأوسط: “بعيدًا عن تصريحات أردوغان، تمتلك تركيا علاقات استراتيجية وعسكرية واقتصادية وسياسية مع إسرائيل، ولا يمكن لها أن تضحِّي بها، ولن تسمح تركيا بالمساس بأمن إسرائيل على الإطلاق؛ لأنها تعتبره جزءًا من أمنها”.

واستبعد الدكتور جاسم محمد، مدير المركز الأوروبي لدراسات الإرهاب، في تعليقه لـ”كيوبوست”، أن تسمح تركيا لحركة حماس باستخدام أراضيها لتوجيه ضربات إلى إسرائيل؛ لأن ذلك من شأنه أن يعرضها إلى عقوبات كبيرة من الاتحاد الأوروبي، موضحًا أن تركيا تستخدم “حماس” كذراع للدعاية وكسب الإعلام الداخلي لها أكثر من أي شيء آخر.

الدكتور جاسم محمد

وتابع مدير المركز الأوروبي لدراسات الإرهاب: “تركيا دولة في حلف الناتو، ودون شك أوروبا عندها مظلة أمن لحماية أمنها القومي، وسوف ترد على تركيا بحزمة عقوبات سياسية واقتصادية كبيرة وقاسية؛ ولذلك فإن استخدام دولة أوروبية مثل تركيا لتوجيه ضربات إلى إسرائيل من جانب (حماس) يبقى خيارًا مستبعدًا عن التقديرات الجيوسياسية، ويدخل أكثر في إطار التصريحات الإعلامية أو الشعارات الرنانة؛ لأن تركيا لا تقدر على تعريض أمن أوروبا إلى مثل هذا الخطر المحدق”.

اتبعنا على تويتر من هنا

 

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة