شؤون خليجية
حكاية مقتدى الصدر: الرجل الذي يتصدر المشهد العراقي
يتزعم تحالف سائرون الفائز بالانتخابات العراقية

كيو بوست –
دخل رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر معترك السياسة العراقية من أوسع أبوابه، بعدما فازت كتلته بالمرتبة الأولى في الانتخابات البرلمانية العراقية.
ولا يبدو أن فوز الصدر الذي كان يحظى بنفوذ في الطائفة الشيعية داخل العراق، يعجب إيران التي تقود العالم الشيعي.
اقرأ أيضًا: رسائل عدة أوصلها الشعب العراقي من خلال الانتخابات
في سطور
يعد الصدر أحد أكثر زعماء الشيعة تأثيرًا في العراق، وكان أول ظهور بارز له بعد سقوط نظام صدام حسين.
وإبان العدوان الأمريكي على العراق، أسس الصدر جيش المهدي، الذي دخل في مواجهات عنيفة مع الجيش الأميركي.
الصدر من مواليد مدينة النجف ذات الغالبية الشيعية عام 1973. ومنذ اغتيال والده عام 1999، تسلم مهمة الإشراف على الحوزة الدينية في مسقط رأسه – النجف.
عرف عنه في المشهد السياسي بعد سقوط نظام صدام حسين، كزعيم للتيار الصدري، أبرز التيارات الشيعية في العراق.
ودخل في مواجهة عسكرية عنيفة مع القوات الأمريكية الغازية للعراق أواخر عام 2003، عندما قتلت تلك القوات، متظاهرين من أنصار الصدر كانوا قد خرجوا في احتجاج على إغلاق صحيفة الحوزة الصدرية، بتهمة “التحريض على الإرهاب”.
واستمرت المواجهة العنيفة شهورًا، شاملة مدن البصرة والنجف والناصرية والعمارة، وحاولت القوات الأمريكية اغتياله إلا أنها لم تتمكن من الوصول إليه.
اقرأ أيضًا: من بيروت إلى بغداد: الانتخابات وسيناريوهات مستقبل نفوذ إيران في المنطقة
ولم تلبث المعارك أن تقترب من دخول سنة كاملة، حتى تدخل المرجع الشيعي في العراق آية الله علي السيستاني، مقدمًا مبادرة سلام انتهت باتفاق لوقف إطلاق النار.
وفي عام 2007، غادر طوعًا إلى إيران، مبتعدًا عن المشهد السياسي العراقي، ومكث في مدينة قم الإيرانية لـ4 سنوات، قبل أن يعود عام 2011، مع سيطرة مسلحين من العشائر العراقية وتنظيم الدولة الإسلامية على بعض المناطق العراقية.
دعا في 11 يونيو/حزيران 2014 إلى تشكيل “سرايا السلام”، للدفاع عن المراقد والمساجد والحسينيات والكنائس بالتنسيق مع الجهات الحكومية، ورفض خوض حرب “عصابات ومليشيات قذرة”، لا تميّز بين الإرهابي والخائف.
صعود إلى أعلى السلم
في الانتخابات البرلمانية التي جرت في 12 مايو/أيار 2018 حقق ائتلاف “سائرون” مفاجأة مدوية بتصدره للانتخابات بنسب عالية.
وأعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق فوز تحالف يقوده الصدر في الانتخابات.
وجاء في النتائج النهائية، حصول تحالف “سائرون” على 54 مقعدًا من إجمالي عدد مقاعد البرلمان (329) مقعدًا.
وتمنح هذه النسبة الصدر دورًا رئيسًا في تشكيل الحكومة العراقية المقبلة، التي لن يترأسها هو لأنه لم يترشح بنفسه.
خصومة مع إيران
كان للصدر مواقف أظهرت أنه ليس على علاقة جيدة بإيران، من بينها دعوته الحكومة العراقية عام 2017 إلى تفكيك قوات الحشد الشعبي، التي تدعمها إيران.
ودعا الرئيس السوري، بشار الأسد إلى “اتخاذ قرار تاريخي بطولي” بالتنحي عن السلطة، ليجنب بلاده المزيد من سفك الدماء.
إلا أن الخطوة التي أظهرته كمعارض لسياسات إيران، كانت زيارته التاريخية العام الماضي للسعودية والإمارات ولقائه الأمير محمد بن سلمان.
اقرأ أيضًا: الصدر في السعودية.. ما وراء الزيارة المثيرة للجدل

تحالف مع قوى علمانية
ويضم تحالف “سائرون” الذي يتزعمه الصدر، قوى يسارية وشيوعية، وذلك في سابقة لم يعهدها العراق.
ويقدم الصدر نفسه كمحارب للفساد، وكثيرًا ما أبدى مواقف وانتقادات لاذعة للحكومة العراقية.
وتضم قائمة “سائرون” حزب الاستقامة الذي يقوده الصدر، بالإضافة إلى 6 تكتلات غالبيتها علمانية، بينها الحزب الشيوعي العراقي.