
ترجمة كيو بوست عن نيوز ويك –
في الآونة الأخيرة، تناقلت سلسلة من التقارير الإخبارية أنباء حول انتشار مرض “زومبي الغزلان” في جميع أنحاء الولايات المتحدة… ولكن ما حقيقة هذا المرض؟ وهل يمكن أن ينتشر بين البشر حقًا؟
اقرأ أيضًا: 12 نوعًا من الطعام يمكنها مكافحة الأمراض السرطانية
“زومبي الغزلان”
أستخدم هذا المصطلح لوصف مرض اسمه العلمي الهزال المزمن؛ وهو عبارة عن اعتلال دماغي إسفنجي تصاب به الغزلان والأيائل وغزلان الموظ وغزلان الرنة، ويعتقد أنه ناتج عن مسببات الأمراض المعدية الغامضة المعروفة باسم بروتينات “بريون”، التي توجد غالبًا في الدماغ والحبل الشوكي. تسبب هذه البروتينات انفجارًا للخلايا الدماغية في النهاية، لتترك الخلايا المنفجرة بعدها فجوات صغيرة للغاية، تعطي للدماغ مظهرًا إسفنجيًا.
يؤدي الإصابة بالمرض إلى حدوث تدهور في القدرات العقلية والجسدية للحيوان، واضطرابات تضعف وظائف المخ وتغيرات في الشخصية كاللامبالاة، وقلة الخوف، والعدوان، وفقدان حاد في الوزن. ومن المهم معرفة أن الحيوانات المصابة قد تبدو سليمة تمامًا، لأن الأعراض عادة لا تظهر لأشهر أو حتى سنوات. غالبًا لا تصل الحيوانات المصابة إلى المرحلة الأخيرة من المرض، حيث تظهر الأعراض الأكثر شدة. ولسوء الحظ، فإن الهزال المزمن لا علاج له أو لقاح.
أين جرى الإبلاغ عن حالات مصابة بمرض زومبي الغزلان؟
جرى اكتشاف مرض الهزال المزمن لأول مرة في ستينيات القرن الماضي بولاية كولورادو الأمريكية. وعلى مدى العقدين التاليين، أبلغ عن المرض في المناطق المحيطة. واعتبارًا من يناير/كانون الثاني 2019، جرى توثيق المرض في 24 ولاية أمريكية. وجرى تسجيل حالات مرض لدى حيوانات الرنة والموظ في أماكن بعيدة عن الولايات المتحدة، مثل النرويج وفنلندا وكوريا الجنوبية.
بشكل عام، لا تزال معدلات إصابة الحيوانات بهذا المرض في جميع أنحاء الولايات المتحدة منخفضة، لكن من المرجح أن ينتشر بشكل أكبر، إذ أظهرت البحوث على الحيوانات البرية أن معدل إصابتها بالمرض يصل إلى واحد من كل أربعة.
كيف ينتشر المرض؟ وهل يؤثر في البشر؟
يعتقد العلماء أن البريونات هي المسؤولة عن انتشار المرض بين الحيوانات عن طريق الاتصال المباشر، أو غير المباشر كالطعام الملوث أو التربة أو الماء أو سوائل الجسم كالبراز أو اللعاب أو الدم أو البول، أو عن طريق جثة حيوان مصاب بهذا المرض. بمجرد إصابة حيوان واحد بالعدوى، ينتشر المرض بسرعة داخل المجموعة.
حتى الآن، لم يبلغ عن حدوث إصابات بين البشر، لكن العلماء كشفوا أن العدوى انتقلت إلى القردة التي أعطيت لحوم غزلان مصابة بمرض الهزال. مع ذلك، لا يوجد دليل قوي على إمكانية انتقال العدوى للبشر.
في المقابل، يقول مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إن الدراسات التجريبية على المرض تثير القلق من أنه قد يشكل خطرًا على البشر، وتشير إلى أنه من المهم اتباع أساليب الوقاية منه.
في السياق ذاته، شدد مدير مركز أبحاث الأمراض المعدية والسياسات في جامعة مينيسوتا “مايكل أوسترهولم” على ضرورة التعامل مع مرض الهزال المزمن بأقصى قدر من الحذر، وقال إن المخاطر التي قد يتعرض لها البشر حقيقية للغاية، مضيفًا: “في وضع غير معروف، من المحتمل أن يجري توثيق إصابة حالات بشرية بمرض الهزال المزمن المرتبط باستهلاك اللحوم الملوثة في السنوات القادمة، ومن المحتمل أيضًا أن يكون عدد الحالات البشرية كبيرًا”.
قارن أوسترهولم مرض الهزال بمرض “بريوني” آخر هو “جنون البقر”، الذي تسبب بوفاة أكثر من 150 شخصًا في المملكة المتحدة، في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، على الرغم من تشكيك الكثيرين في البداية بحقيقة انتشار المرض للبشر.
ما الاحتياطات التي يمكن أن يتخذها الناس؟
إذا ثبت إمكانية إصابة البشر بمرض الهزال المزمن، فالسبب الأكثر احتمالًا لانتقال العدوى هو من خلال أكل لحم الغزلان أو الأيل المصابة. وبحسب الإحصائيات، فنحو 7-15 آلاف حيوان مصاب بمرض الهزال المزمن يجري أكله في كل عام.
يوصي مركز السيطرة على الأمراض الصياديين بعدم صيد أو أكل لحوم الغزلان أو الأيائل التي تبدو مريضة أو تتصرف بشكل غريب، أو حتى التعامل معها.
المصدر: News Week