الواجهة الرئيسيةشؤون خليجية
حقائق تجعل الإمارات المحطة الشرق أوسطية الأهم في مبادرة الحزام والطريق
زيارة الرئيس الصيني للإمارات هي الأهم في جولته لهذه الأسباب

كيو بوست –
مع استعداد دولة الإمارات العربية المتحدة لاستقبال شي جين بينغ، رئيس جمهورية الصين الشعبية، الذي سيصل يوم الخميس المقبل، في أول زيارة خارجية له بعد إعادة انتخابه رئيسًا لبلاده، بدأت التساؤلات في الأوساط الاقتصادية حول إمكانية أن تكون الإمارات المحطة الرئيسة في الشرق الأوسط لمبادرة الحزام والطريق، وذلك في إطار مبادرة «حزام واحد طريق واحد» التي طرحها الرئيس الصيني عام 2013.
اقرأ أيضًا: مبادرة “الحزام والطريق” الصينية: فرص كبيرة لدول الخليج
مبادرة “الحزام والطريق”، تسعى لإعادة إحياء طريق الحرير القديم، وتهدف إلى تطوير وإنشاء طرق تجارية وممرات اقتصادية، تربط أكثر من ستين دولة، سيكون أبرزها الطريق البرية الواصلة من الصين إلى أوروبا، مرورًا بآسيا الوسطى وروسيا، إضافة إلى الخط الآخر الذي يربطها بغرب آسيا، ثم الخليج العربي وصولًا إلى البحر المتوسط، والخط الثالث الذي يمتد من الصين إلى جنوب شرق آسيا، مرورًا بآسيا الجنوبية المطلة على المحيط الهندي.
تعاون اقتصادي فريد
تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة محطة إستراتيجية لهذه المبادرة العالمية، وتعتبر جزءًا مهمًا من طريق الحرير، ومنافسًا قويًا على تبوء موقع متقدم على هذه الطريق، وذلك في ظل ما تشهده العلاقات الاقتصادية بين البلدين من نمو متسارع في السنوات الأخيرة، أبرز تجلياته إنشاء «الصندوق الاستثماري الصيني الإماراتي» المشترك، الذي تأسس خلال زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي إلى بكين، برأس مال 10 بلايين دولار، إضافة إلى توقيع اتفاقيات للتعاون النفطي خلال زيارة شي الأخيرة إلى الإمارات. كما تعد الأخيرة أول دولة في منطقة “مبادرة الحزام والطريق” تحصل على إعفاء متبادل للتأشيرة لجواز السفر العادي مع الصين في عام 2017.
كذلك نجحت الإمارات على مدى سنوات متتالية بأن تكون ثاني أكبر شريك تجاري للصين في العالم، وتستحوذ على 23% من حجم التجارة العربية مع الصين، إذ تجاوز حجم التبادل التجاري السنوي 50 بليون دولار، ويُتوقع أن يرتفع التبادل التجاري إلى 80 بليون دولار في العامين المقبلين، بحسب «مركز التجارة الخارجية الصيني».
السفير الإماراتي لدى جمهورية الصين الشعبية علي عبيد علي الظاهري، قال خلال لقائه الوفد الإعلامي الإماراتي بمقر السفارة في بكين، إن نحو 60% من التجارة الصينية يعاد تصديرها من خلال دولة الإمارات وموانئها إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والدول الإفريقية بشكل عام، إذ تعد الصين دولة الإمارات بوابة العبور الأولى لها إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مشيرًا إلى أن البلدين يتمتعان بعلاقة وثيقة، يميزها المصداقية والشفافية والتطابق في الأفكار والتطلعات والرؤى والمصلحة المشتركة التي تجمعهما.
نمو متسارع في العلاقات
في المقابل، يتواجد أكثر من 200 ألف صيني و4000 شركة تجارية في الإمارات، كما تتمركز فيها أكبر 4 مصارف صينية عبر فروع لها، إلى جانب تسيير 100 رحلة جوية أسبوعيًا بين البلدين. وارتفعت نسبة السياح القادمين من الصين خلال عام 2012 لتشكل 1.7% من إجمالي عدد السياح الوافدين إلى الإمارات. وواصل هذا الرقم ارتفاعه ليصل في العام 2016 إلى 4%، مع توقعات بتنامي هذه النسبة خلال السنوات القليلة المقبلة.
وبلغ عدد السياح الصينيين الذين قدموا إلى الإمارات في العام الماضي 1.1 مليون سائح، بمعدل نمو 50% على أساس سنوي، وكانت هذه المرة الأولى التي يتجاوز فيها عدد الزوار الصينيين في دولة الإمارات مليون زائر.
وخلال العام 2017، زار 374 ألف سائح صيني العاصمة الإماراتية أبوظبي، وبلغ معدل النمو السنوي 61%، وأصبحت الصين في العام الجاري أكبر مصدر للسياحة في أبوظبي، كما باتت في العام الماضي خامس أكبر مصدر للسياح الأجانب إلى دبي، حيث ارتفع عدد السياح الصينيين الذين يزورون الإمارة إلى أكثر من 764 ألف زائر صيني، بنسبة نمو 41%، مع توقعات بارتفاع أعداد الزوار الصينيين إلى دول الخليج العربي بحلول عام 2021 إلى ما لا يقل عن 2.5 مليون سائح، تستحوذ الإمارات على الحصة الأكبر منهم، حسب سكاي نيوز عربية.
وقال نائب وزير الخارجية الصيني كونغ شوان يو لموقع “ديلي تشاينا” إن زيارة شي جين بينغ إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، ستشكل دفعًا لمبادرة الحزام والطريق في دول الخليج، وستعزز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، لافتًا إلى أن مبادرة الحزام والطريق ستشكل محورًا مهمًا في زيارة الرئيس الصيني، لأن الدول في الشرق الأوسط وإفريقيا لديها رغبة قوية في المشاركة بالمبادرة، وسيناقش الرئيس شي طرق تحقيق تعاون يكون مفيدًا للطرفين.
وهذا ما أكده السفير الصيني لدى دولة الإمارات العربية المتحدة ني جيان خلال كلمته في تدشين ندوة كتاب “شي جين بينغ حول الحكم والإدارة”، ومعرض الكتب الصينية في أبوظبي، حيث قال إن “مبادرة الحزام والطريق تعتبر مساهمة الصين لبناء مشترك للبشرية”، مضيفًا أن مبادرة الحزام والطريق تتوافق مع رؤية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لإحياء طريق الحرير القديم.