الواجهة الرئيسيةشؤون دولية

حفتر يطلق تحرير طرابلس.. ومحاكمة عسكرية تنتظر السراج

مع إعلان قائد الجيش الليبي ساعة الصفر لتحرير طرابلس تبدو حكومة فايز السراج في أزمة حقيقية وسط توقعات بمحاكمات عسكرية لأعضائها بعد نجاح الجيش في مهمته

كيوبوست

بعد أيام قليلة من توقيع اتفاقية بين حكومة فايز السراج والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعلن المشير خليفة حفتر، القائد العام للقوات المسلحة الليبية، انطلاق المعركة الحاسمة للتقدم نحو قلب العاصمة طرابلس؛ لتحريرها، وذلك بعد نحو 8 أشهر على انطلاق المعارك من أجل السيطرة على طرابلس، والتي بدأت في أبريل الماضي.

اقرأ أيضًا: مَن يدعمون “ليبيا” ومَن يدعمون “الإرهاب في ليبيا”

ووجَّه حفتر، في كلمة أذاعها الجيش الليبي، بضرورة احترام حرمات البيوت والممتلكات الخاصة ومراعاة قواعد الاشتباك ومبادئ القانون الدولي الإنساني، مؤكدًا أن الجيش يسعى لاستعادة ليبيا من براثن الإرهاب والخونة؛ لتعود طرابلس عاصمةً للحضارة ويفك قيدها وتبعث البهجة والفرحة في نفوس أهلها.

المشير حفتر في غرفة العمليات المركزية للجيش الليبي – أرشيف

وشدد حفتر على أن الجيش الليبي منتصر لا محالة، مكررًا دعوته للشباب الذين انجرفوا وراء دعوات المضللين وحملوا السلاح لمواجهة الجيش الوطني، بأن يعودوا إلى رشدهم، حرصًا على حياتهم ومستقبلهم ورأفة بأهلهم وذويهم؛ ليضمنوا السلامة والأمان ويوفروا جهدهم لبناء ليبيا الجديدة.

شاهد: فيديوغراف.. خريطة التنظيمات المسلحة في ليبيا

صلاح الدين عبد الكريم

المستشار القانوني للجيش الليبي صلاح الدين عبد الكريم، قال في تصريح أدلى به إلى “كيوبوست”: “إن العملية الفعلية لتحرير طرابلس انطلقت الآن؛ لكن لا يمكن لأحد أن يتوقع توقيتًا زمنيًّا محددًا لها، خصوصًا أن الجيش يدرك جيدًا ما قد يواجه من الميليشيات المسلحة؛ لكن في النهاية تحرك الجيش يأتي تنفيذًا لإرادة الشعب الليبي الذي يرغب في طرد مَن جاؤوا بالأتراك والقطريين وحاولوا فرض وجودهم بالقوة المسلحة”.

وأضاف عبد الكريم أن الهدف من تحرير طرابلس هو الاتجاه نحو بناء الدولة الليبية الديمقراطية؛ فالمعركة في مواجهة الإرهاب، وهي معركة أمنية لا سياسية، وكل الاحتمالات فيها موجودة، والجيش مستعد لها بقوة؛ خصوصًا أن تركيا دعمت هذه الميليشيات من قبل في درنة وبنغازي، وليس هناك استبعاد لمحاولة دعم أخرى خلال الفترة المقبلة.

وأكد المستشار القانوني للجيش الليبي أن حكومة السراج وكلَّ مَن تسبب في الإضرار بالليبيين ستتم محاكمته وَفقًا للقانون الليبي الذي يحدد نوعَين من المحاكمات؛ الأول هو المحاكمة العسكرية المرتبطة بمكافحة الإرهاب والتي تتضمن درجتَين للتقاضي أمام ثلاثة قضاة في كل درجة، وتكون هناك فرصة لوجود محامين مع المتهمين وادعاء من النيابة العسكرية. أما المحاكمات الأخرى والمرتبطة بالجرائم الجنائية واختلاس الأموال، فسيكون مصيرها النظر أمام القضاء المدني وَفق قانون العقوبات.

اقرأ أيضًا: تركيا تبحث عن 18 مليار دولار في ليبيا

وشدد عبد الكريم على أن الجيش الليبي هدفه تنفيذ الأجندة التي يطمح إليها الليبيون والقائمة على إجراء انتخابات يقوم فيها المواطن باختيار مَن يمثله من دون ترهيب أو تخويف، ويمارس حقَّه الديمقراطي بالانتخاب، لافتًا إلى أن الجيش سيظل على عهده مع الشعب الليبي بتنفيذ آماله على الرغم من التحديات.

رمزي الرميح

يقارن رمزي الرميح، مستشار المنظمة الليبية للدراسات والأمن القومي، بين نداء طرابلس الذي أطلقه المشير حفتر، في أبريل الماضي، والبيان الأخير الذي أعلن فيه ساعة الصفر، مؤكدًا أن آخر بيان بمثابة إعلان عن اكتمال خطة دخول طرابلس التي حاول الإرهابيون التحصن بها، مشيرًا إلى أن الجيش يعمل على استدراج إرهابيي الميليشيات في الأرض المفتوحة خارج مناطق المدنيين لمواجهتهم.

وشدد الرميح على أن الجيش الليبي يخوض معركة مفتوحة زمنية؛ من أجل تحقيق هدف واحد وهو تحرير طرابلس والسيطرة عليها بشكل كامل وطرد الميليشيات المسلحة، لافتًا إلى أن الجيش يتحرك وَفق أجندة وخطة واضحة.

وتابع مستشار المنظمة الليبية للدراسات والأمن القومي بأن التحرك من الجيش الليبي لا يعني رفض إقامة مؤتمر برلين؛ فأية خطوة تساعد على تحقيق السلام بليبيا مرحب بها، فإذا كان مؤتمر برلين قادرًا على دعوة السراج إلى حل الميليشيات والاعتراف بجهود الجيش الليبي ودوره، فأهلًا به، أما إذا كان هدفه المناقشة وإطالة الأزمة فسيكون مثل المؤتمرات التي سبقته من دون فائدة ومن ثَمَّ لا توجد حاجة إليه.

اقرأ أيضًا: كيف دعمت حكومة طرابلس سيطرة الميليشيات على حقول النفط في الجنوب الليبي؟

الكاتب الصحفي الليبي عبدالباسط بن هامل

قال الكاتب الصحفي الليبي عبد الباسط بن هامل، في تعليق لـ”كيوبوست”: “إن الأشهر التسعة الماضية تعرضت فيها قوات الميليشيات إلى الإنهاك بشكل كبير؛ وهو ما يجعلها أقل قدرة بكثير على المواجهة”، لافتًا إلى أن المشير حفتر أعطى فرصة للأفراد والمقاتلين الذين لا يمتلكون أيديولوجيات، للعودة إلى منازلهم ووقف القتال؛ تجنبًا للدماء، ولكن الإغراءات المالية والأكاذيب التي مارسها إعلام جماعة الإخوان المسلمين سيطرت عليهم وسيتحملون نتيجتها في ظل قدرة الجيش الليبي ليس فقط على تحرير طرابلس، ولكن أيضًا بعض المناطق الغربية الموجودين فيها.

وأضاف ابن هامل أن الوضع الآن أصبح مهيئًا عسكريًّا بصورة أكبر من أي وقت مضى، والوقت المتبقي لن يكون مثل ما مضى منذ انطلاق عملية التحرير في أبريل الماضي، موضحًا أن الجيش نجح في التعامل مع الميليشيات المسلحة وتجنب المدنيين على الرغم من تماس مناطق كثيرة جرى التعامل فيها قبل أيام مع مساكن المدنيين.

اقرأ أيضًا: كيف يرى المجتمع الدولي ما يحدث في ليبيا؟

وتابع الكاتب الصحفي الليبي بأن ما يحدث سيفرض مشهدًا سياسيًّا جديدًا في ليبيا قائمًا على وجود دولة وجهات سياسية يمكن التعامل معها بشكل حقيقي؛ من أجل وحدة الليبيين في الاتفاق على قرار سياسي، بينما سيكون مصير فايز السراج إما الهرب خارج ليبيا وإما السجن والمحاكمة على ما قام به خلال الفترة الماضية ضد الشعب الليبي.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة