الواجهة الرئيسيةشؤون دولية
حفتر يضمن المساندة العربية في زيارة خاطفة إلى القاهرة
الزيارة مهمة ومطلوبة في هذا التوقيت تحديدًا.. واجتماع الجامعة العربية بشكل طارئ في نفس يوم الزيارة أعطى الأمر صيغة أقوى وأوسع تأثيرًا.. كما كان تذكير المجتمع الدولي باتفاقية الصخيرات مهمًّا أيضًا.. فضلًا عن التلميح ضمنيًّا بالدور المنتظر من دول الجوار

كيوبوست
غادر المشير خليفة حفتر القاهرة، اليوم، بعد زيارة خاطفة تمت مع الجانب المصري، طالب خلالها بفك حظر تسليح الجيش الليبي، وتكوين لوبي عربي يتصدى لأطماع تركيا في ليبيا، ويمنع سرقة ثروات الشعب الليبي والاستحواذ عليها.
وعقدت جامعة الدول العربية اجتماعًا طارئًا؛ لبحث تطورات الأزمة الليبية، وأكدت في بيانها “الالتزام بوحدة وسيادة ليبيا وسلامة أراضيها ولحمتها الوطنية ورفض التدخل الخارجي أيًّا كان نوعه”، مشددةً على أن التصعيد العسكري في ليبيا يهدد أمن واستقرار المنطقة ككل؛ بما فيها البحر المتوسط، مطالبةً الأطراف الليبية بعدم اتخاذ خطوات أحادية الجانب تخالف الاتفاق السياسي والقرارات الدولية على نحو يسمح بالتدخلات العسكرية الأجنبية وتصعيد الأحداث في ليبيا.

اقرأ أيضًا: كيف يرى المجتمع الدولي ما يحدث في ليبيا؟

الباحث الأمريكي سيريل ويدرشوفن، قال في تعليق لـ”كيوبوست”: “إن تركيا تواجه موقفًا شديد التماسك من جانب الدول العربية، التي تبحث عن آليات رادعة لمنع أنقرة من زعزعة الاستقرار في ليبيا”، مؤكدًا أن الموقف المصري مهم في ما يخص الأزمة الليبية، ولهذا دعت القاهرة جامعة الدول العربية إلى عقد اجتماع طارئ.
وأضاف الباحث الأمريكي: “هناك تخوفات من أن تتجه الجماعات الجهادية والتنظيمات المسلحة إلى باقي الدول العربية؛ مثل الجزائر التي على مشارف أن تتخذ موقفًا قويًّا كموقف القاهرة، كما أن علينا الانتباه إلى أن روسيا لديها أصدقاء أقوياء في القاهرة، وبالتالي فإن أنقرة لا يمكنها التعويل على روسيا التي لن تضحي بعلاقاتها مع الدول العربية ومصر”.
الباحث اللبناني بمعهد واشنطن ومدير مؤسسة “بدائل الشرق الأوسط” الدكتور حسن منيمنة، قال في تعليق لـ”كيوبوست”: “إن زيارة حفتر إلى القاهرة تحمل طابعًا دبلوماسيًّا أكثر منه سياسيًّا”، منوهًا بأن تأكيد العلاقات مع مصر وتقويتها ربما كانا السمة الأبرز والهدف الأوضح من خلال الزيارة.
اقرأ أيضًا: خريطة التنظيمات المسلحة في ليبيا

وأضاف مدير مؤسسة “بدائل الشرق الأوسط”: “جامعة الدول العربية لم تلعب دورًا تنفيذيًّا في الأزمة الليبية، خلاف مصر التي تلعب دورًا مهمًّا، ولعل هذا هو سبب مطالبة المشير حفتر الدول العربية بتكوين لوبي عربي أو تدعيمه في موقفه؛ حيث استخدم الجامعة كغطاء من أجل تأكيد العلاقة القوية والواضحة مع مصر التي يعول عليها خلال الأزمة الدائرة حاليًّا في بلاده، ولذلك المكسب الأساسي من الزيارة هو مكسب دبلوماسي بالأساس”.

وأكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بحامعة القاهرة، أن قرار حظر تسليح الجيش الليبي الذي طالب المشير خليفة حفتر، بإلغائه خلال زيارته إلى القاهرة، اليوم، هو قرار أممي لا تملك جامعة الدول العربية أن تصدر قرارًا بشأنه بقدر ما يمكنها التأثير دبلوماسيًّا من خلال ظهور موقف عربي قوي ومتماسك.
اقرأ أيضًا: هل تستطيع ألمانيا منع تحوُّل ليبيا إلى سوريا جديدة؟
وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: “تبقى الزيارة مهمة ومطلوبة في هذا التوقيت تحديدًا، واجتماع الجامعة العربية بشكل طارئ في نفس يوم الزيارة أعطى الأمر صيغة أقوى وأوسع تأثيرًا، كما كان تذكير المجتمع الدولي باتفاقية الصخيرات مهمًّا أيضًا، فضلًا عن التلميح ضمنيًّا بالدور المنتظر من دول الجوار؛ حيث يحظى حفتر بالدعم العربي على نحو غير مسبوق، ولذلك جاء نجاح حفتر من زيارته في أن يحصل على رسالة داعمة من المجتمع العربي ضد الوجود التركي في ليبيا”.