الواجهة الرئيسيةشؤون عربية
حسان دياب مكلفًا بالحكومة اللبنانية الجديدة.. المهمة الصعبة لمرشح “حزب الله”!

كيوبوست
لا يبدو أن تسمية الدكتور حسان دياب رئيسًا للحكومة اللبنانية، ستتمكن من تهدئة الشارع اللبناني؛ خصوصًا أن اختيار نائب رئيس الجامعة الأمريكية في بيروت والوزير السابق للتعليم بحكومة نجيب ميقاتي، في 2011، جاء بعد مخاض ومناورات عديدة استمرت 50 يومًا منذ استقالة رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، على خلفية الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في 17 أكتوبر الماضي.
دياب، السُّني، لم يحصل على غطاء طائفته بشكل واضح وحاسم؛ فرئيس تيار المستقبل سعد الحريري، لم يمنحه موافقته، ولم يعترض عليه أيضًا، في وقت حصل فيه دياب على 69 صوتًا من النواب، وفي وقت أيضًا لم يسمِّي فيه 42 نائبًا أي اسم لرئاسة الحكومة في الاستشارات التي دخلها الحريري رافضًا تولِّي رئاستها بعدما فشلت مساعيه في تشكيل حكومة تكنوقراط خالية من السياسيين؛ وهو الشرط الذي لم يستجب له باقي أطراف المعادلة السياسية الداخلية في لبنان، بينما حظي دياب بدعم “حزب الله” الذي أعلن تسميته علنًا في واقعة غير مسبوقة بإعلان الحزب دعم مرشح لرئاسة الحكومة.
اقرأ أيضًا: كيف مهَّدت الأحداث الداخلية إلى تحريك الشارع اللبناني ضد السلطة؟
الحريري صرَّح مسبقًا برفضه انضمام “تيار المستقبل” إلى الحكومة الجديدة؛ الأمر الذي يعني أن حسان دياب سيشكل حكومة من لون واحد، لتضم الشخصيات التابعة لـ”حزب الله” و”حركة أمل” و”التيار الوطني”، التي جاءت به للتكليف حال تمسك الحريري بموقفه؛ لكن دياب يتحدث عن تفاهمات مع الحريري، من أجل تشكيل الحكومة الجديدة.

سياسيون لبنانيون يذهبون إلى احتمالية أن يكون الحريري العائق الرئيسي أمام تشكيل الحكومة الجديدة؛ فرفضه الانضمام إلى الحكومة سيعني على الأرجح فشل رئيس الحكومة المكلف في تشكيل الحكومة الجديدة، الأمر الذي يُعيد الحريري مرة أخرى إلى رئاسة الحكومة مرشحًا مكلفًا بشروطه، على أن تكون الفترة الحالية هي فترة مناورة جديدة بعد فشله في المناورات التي جَرَت قبل إجراء الاستشارات النيابية.
وفي وقت أكد فيه حسان دياب عدم وجود أي تنسيق أو تعهدات مسبقة مع الثنائي الشيعي “حزب الله” و”حركة أمل”، تحدث عن تشكيل حكومة لجميع اللبنانيين، مشددًا على أنه بعدما يتلقى ترشيحات الكتل البرلمانية سيلتقي ممثلي الحراك؛ من أجل التحاور معهم، لتمثيلهم في الحكومة الجديدة التي سيكون على أجندتها إجراء انتخابات نيابية مبكرة بقانون انتخابات جديد؛ ليخرج برلمان يعبر عن الشارع اللبناني وقريب منه.

واعتبر الكاتب الصحفي اللبناني حسين أيوب، رئيس تحرير موقع “180”، في تعليق أدلى به إلى “كيوبوست” أن ثمة أوضاعًا داخلية وخارجية أوصلت إلى اختيار حسان دياب إلى التكليف برئاسة الحكومة، مشيرًا إلى أن الوضع الخارجي والخلاف الأمريكي- الإيراني في طريقه للوصول إلى صيغة التفاوض وليس الحرب؛ وهو ما يستوجب لغة تفاهم في الملفات الإقليمية المشتركة بينهما، ومن بينها الأوضاع في لبنان.
اقرأ أيضًا: لبنان يدخل أزمة صرف خانقة مع اختفاء الدولار
وأضاف أيوب أن الرئيس عون أبلغ الحريري عدم قبوله توقيع مرسوم بتشكيل حكومة تضم سياسيين ليس بها جبران باسيل وزيرًا، مشيرًا إلى أن الحريري يستطيع قطع الطريق مثلما فعل المرشحون السابقون لخلافته، وهو ما قد يحدث بشكل غير مباشر؛ خصوصًا في ظل صدور بيان رسمي من “تيار المستقبل” يدعو إلى فتح الطرق.