الواجهة الرئيسيةشؤون عربية

حزب جديد على أنقاض “النهضة” في تونس.. فرص النجاح أو الفشل!

عبداللطيف المكي يعلن قرب ميلاد حزب سياسي برؤية جديدة.. لكنّ كثيرين يعتبرونه امتداداً للحركة لا غير

كيوبوست

تستعد القيادات المستقيلة قبل أشهر من حركة النهضة لإطلاق حزب سياسي جديد يقولون إنه دون مرجعية دينية وفي قطيعة مع الحزب الإسلامي الذي نشؤوا وتتلمذوا داخله، في حين يسود اعتقاد لدى غالب الأوساط السياسية والشعبية التونسية أن هذا الحزب المنتظر هو فرع جديد من فروع الحركة وامتداد لأفكارها حتى وإن ادعت القيادات عكس ذلك.

ونشر القيادي السابق بحركة النهضة عبداللطيف المكي، الأحد الأول من مايو، تدوينة على صفحته الرسمية عبر “فسبوك”، قال فيها “ستنعقد خلال الأيام القليلة القادمة جلسة تأسيسية لحزب سياسي جديد، يتم إثرها إيداع الملف القانوني لدى الجهات المعنية قصد الحصول على التأشيرة”.

وأضاف المكي أن هذه الخطوة تأتي “انطلاقاً من إيماننا بدورنا الوطني في بناء تونس الحديثة على أساس الانتماء الوطني الأصيل والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ابتداء من المساهمة في إخراج البلاد من الأزمة السياسية والإنقاذ الاقتصادي”.

وتابع: “هذا الحزب جاء تتويجاً لأشهر من النقاش والعمل في لجان تأسيسية؛ لبلورة مشروع هذا الحزب الجديد البناء والقادر على استيعاب دروس الماضي، واعتماداً على معطيات الواقع واستشراف آفاق المستقبل”.

اقرأ أيضاً: الاستقالات النوعية تعصف بحركة النهضة.. والغنوشي يلتزم الصمت!

والمكي هو بين مجموعة الـ113 قيادياً إسلامياً بارزاً، (من نواب في البرلمان المنحل ووزراء سابقين) تقدموا باستقالة جماعية من الحركة في سبتمبر الماضي؛ احتجاجاً على ما وصفوها حينها بـ”تعطل الديمقراطية الداخلية للحركة وانفراد مجموعة من الموالين لرئيسها بالقرار داخلها؛ ما أفرز قرارات وخيارات خاطئة أدت إلى تحالفات سياسية لا منطق فيها ولا مصلحة ومتناقضة مع التعهدات المقدمة للناخبين”. وكان من أبرز المستقيلين إلى جانب المكي سمير ديلو ومحمد بن سالم وتوفيق السعيدي.

ويُذكر أن الخلافات تفجرت بين شقَّين داخل حركة النهضة؛ الأول موالٍ لرئيسها راشد الغنوشي، الذي شغل في السنوات الأخيرة رئاسة البرلمان، الذي جمد الرئيس التونسي قيس سعيد، أعماله ضمن إجراءات واسعة اتخذها في 25 يوليو الماضي، ثم حله نهائياً بعد أن عقد نواب مجمدون اجتماعاً افتراضياً، وشق ثانٍ يتمسك بعدم ترشح الغنوشي مجدداً لرئاسة الحركة.

امتداد للحركة!

وفي ظل ما يروج على نطاق واسع بكون هذا الحزب المرتقب هو امتداد لحركة النهضة وصورة جديدة عنها في الوقت الذي تواجه فيه الحركة تهماً كثيرة متعلقة بالفساد والإرهاب قد تؤدي إلى حلها، فإن القيادات المستقيلة عن الحركة والتي تعد لتأسيس حزبها، تسعى جاهدة لتفنيد هذه التصورات والترويج بأن مشروعهم السياسي القادم لا علاقة له بالحزب الإسلامي الذي انطلقوا منه؛ حيث تؤكد القيادية المستقيلة من حركة النهضة آمال عزوز، في تصريح خاطف لـ”كيوبوست”، أن الحزب الجديد مغاير تماماً في أفكاره وبرامجه لحركة النهضة.

آمال عزوز

وقالت: “نسمع ونتابع ما يسوق من أحاديث وتعليقات مفادها أن حزبنا الجديد الذي نشتغل على تقديمه هو نهضة 2؛ ولكن الواقع غير ذلك حتى إن سبق لنا الانتماء إلى الحركة على مدار سنوات، فنحن بصدد التحضير لمشروع سياسي مغاير على مستوى الهوية والأفكار والبرنامج للحركة. وهذا ما ستؤكده الأيام القادمة؛ حيث سيكتشف التونسيون أن حزبنا لا يشمل فقط المستقيلين من الحركة؛ بل من عناصر أخرى بعضها بالداخل وبعضها الآخر خارج البلاد لهم أفكار وأطروحات سياسية جديدة دون خلفية دينية”.

اقرأ أيضاً: شباب حركة النهضة يسحب البساط من تحت الغنوشي

ولكن رغم كل محاولات الدفاع عن هذا المشروع السياسي الجديد الذي لم يتم تشكيله بعد، والتي تبذلها القيادات المستقيلة عن الحركة والمقربون منهم؛ فإن جملة من الأسباب تجعل التونسيين لا يذهبون لعدم التصديق. فرغم التصريحات الحادة التي صدرت عن المجموعة المستقيلة من الحركة ضد رئيسها وادعائها الانفصال عن الحركة؛ فإن مواقف هذه القيادات من الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها الرئيس التونسي قيس سعيد، كانت مشابهة وأحياناً محاكية تماماً لموقف الحركة؛ خصوصاً في ما يتعلق بمصير البرلمان والمراسيم الصادرة عن سعيد في أكثر مناسبة. زد على ذلك حضور عدد من هذه القيادات؛ خصوصاً سمير ديلو، في عدة مناسبات، إلى جانب الغنوشي وقيادات أخرى ظلت بالحركة كلما أحيلت إلى التحقيق. وهذه المواقف جعلت هذه القيادات المستقيلة تبدو وكأنها لا تزال تحت جلباب الحركة وأن ما تروجه بشأن الانسلاخ الفكري عن الحركة لا يتجاوز حدود التصريحات بينما تظهر المواقف والأفعال امتداداً للحركة.

الاستقالات لم تعنِ الخروج عن جلباب الغنوشي والحركة- (صورة وكالات)

القيادي بالحزب الدستوري الحر محمد كريم كريفة، يذهب بدوره إلى الجزم بأن هذا الحزب المزمع تشكيله من قِبل المجموعة المستقيلة من حركة النهضة، ما هو إلا فرع جديد لها، محذراً الرئيس قيس سعيد، ورئيسة الحكومة نجلاء بودن، من الترخيص للمكي بتكوين هذا الحزب.

اقرأ أيضاً: هل تسرع إحالة الغنوشي إلى القضاء بحل حركة النهضة؟

محمد كريم كريفة

وقال كريفة لـ”كيوبوست”: “إن الحزب الجديد الذي سيتأسس ما هو إلا فرع من فروع حركة النهضة أو متحور عنها، سيتم الترويج لكونه لا ينتمي إليها ولا يحمل أيديولوجيتها الواجهة، وقد يتم تمرير صورة خارجية تختلف إلى حد ما عن (النهضة) للتمويه؛ ولكنهم يحملون نفس المرجعية ولن يتخلوا عنها. لا نستطيع أن نتجاهل أن عبداللطيف المكي الذي يظهر في الواجهة للإعلان عن مشروعه السياسي كان أحد أهم رجالات الحركة؛ فهو نائب رئيسها راشد الغنوشي، وبالتالي فهو شريك في كل الجرائم التي اقترفها في حق بلادنا على جميع المستويات، ولهذا لن تجعلنا استقالته من الحركة ننسى حقيقة هذا الرجل، ونتابع بصمت كيف يتجه لتفريخ حزب أثبت في مناسبات عديدة أنه أجرم في حق البلاد قبل وصوله للحكم وبعد ذلك”.

وأضاف: “ولهذا فإن الترخيص للمكي في حال حدوثه سيكون بمثابة التستر المفضوح على جرائم الإخوان المسلمين في تونس، وستكون الدولة متورطة رسمياً في تبييضهم ومتحيلة على الشعب التونسي. هناك تصميم من الحزب على مقاضاة سعيد وبودن في حال تم الترخيص لهذه المجموعة”.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة