الواجهة الرئيسيةشؤون عربية
“حزب الله” يورط لبنان ويهدد بخرق العقوبات الأمريكية!
وعود أطلقها الأمين العام للحزب حسن نصر الله وُصِفَت بالتحدي السافر للقانون الدولي والاستهتار بسيادة الدولة اللبنانية

كيوبوست
أثارت تصريحات الأمين العام لـ”حزب الله”، حسن نصر الله، برغبته في استيراد النفط من إيران لحل أزمة المحروقات التي تواجه لبنان، حالة من الجدل في ظل العقوبات الدولية المفروضة على إيران، والتي تحظر المعاملات التجارية معها، وتمنع دول العالم من التعامل معها تجارياً بأي شكل من الأشكال.
وقال نصر الله، في كلمته: “إن اللجوء إلى إيران من أجل الحصول على النفط لإنهاء مشاهد الزحام أمام محطات الوقود، بحاجة إلى قرار جريء من الحكومة اللبنانية”، مهدداً بقيام الحزب باستيراد المحروقات على البواخر وإيصالها إلى لبنان على أن يكون السداد بالليرة اللبنانية.

فكرة غير واقعية

الفكرة غير واقعية على الإطلاق، حسب الكاتب الصحفي اللبناني وسام متى، الذي يؤكد لـ”كيوبوست” أن نصر الله سبق أن طرح مقترح اللجوء إلى إيران في ملفات عدة؛ من بينها الكهرباء، وحتى تسليح الجيش اللبناني، مشيراً إلى أن عدم واقعية الفكرة تنطلق من اعتبارات كثيرة؛ منها أبعاد سياسية وأخرى اقتصادية.
اللجوء إلى استيراد المنتجات الإيرانية لا يقتصر على النفط، حسب المحامي اللبناني ورئيس حركة التغيير إيلي محفوض، الذي يقول لـ”كيوبوست”: “إن (حزب الله) قام بإغراق البلاد بالدواء الإيراني خلال الفترة الماضية، في وقتٍ رفضت فيه معظم الشرائح اللبنانية المنتجات الإيرانية؛ ليس فقط لأسبابٍ سياسية، ولكن لانعدام الثقة في هذه المنتجات على صحة الإنسان”، مشيراً إلى أن الحزب يسعى لتزويد إيران بما تبقى من دولارات في الدولة اللبنانية، عبر شراء النفط الذي سيبيعه في الداخل بالدولار وليس بالليرة، في ظل الأزمة الخانقة التي ستدفع المواطنين للدفع بأية طريقة مقابل الحصول على المحروقات.
اقرأ أيضًا: لبنان.. الشيعة يستنكرون هيمنة “حزب الله”
كلام متناقض
يعتبر وسام متى أن خطاب التحدي للدولة اللبنانية نفسها الذي تحدث به نصر الله يكرس الاتهامات الموجهة إلى “حزب الله” بالتحول إلى دولةٍ داخل الدولة، وأنه مستعد -إن صدقت تلك التهديدات- في أن يفرض وجهته على كل اللبنانيين، مشيراً إلى أن قراراً من هذا القبيل لا ينبغي أن يُتخذ على مستوى حزب، وإنما على مستوى الحكومة التي يفترض أن “حزب الله” نفسه شريكاً فيها، إن لم تكن هي حكومته وحلفاءه بحكم الأمر الواقع.
ما ذكره نصر الله يكذِّب نفسه بنفسه، حسب عضو المكتب السياسي لتيار المستقبل مصطفى علوش، الذي يشير، لـ”كيوبوست”، إلى أن إيران لديها طوابير سيارات على المحروقات؛ بسبب تعطل محطات التكرير، وما يمكن الحصول عليه في لبنان، بافتراض اللجوء إليها، هو النفط الخام؛ الأمر الذي لن يؤدي إلى حل المشكلة، لكن رسالة نصر الله مفادها أن “لديه بدائل يعيق النظام تطبيقها؛ بينما في الواقع هي بدائل غير قابلة للتطبيق على أرض الواقع”.
يعتقد وسام متى أن هذه التصريحات مجرد “بروباغندا” إعلامية للاستهلاك السياسي الداخلي؛ فالاعتبارات السياسية المرتبطة بالخطوط الحمراء المرسومة إقليمياً ودولياً حين يتعلق الأمر بإيران، أمر ينذر بأن يقع لبنان في عقوبات وعزلة دولية حال ذهب نحو مغامرة من هذا القبيل، مشيراً إلى أن ما طرحه الأمين العام لـ”حزب الله” هو مجرد رسالة إلى الولايات المتحدة، مفادها أن زيادة الضغوط على لبنان قد تدفع باتجاه استدارة وجهته نحو إيران، وهو أمر إن حدث فسيكون أقرب إلى مغامرة غير محسوبة النتائج.

عقوبات منتظرة

إذا حدثت عملية الاستيراد ستتعرض الحكومة اللبنانية إلى عقوباتٍ دولية، حسب إيلي محفوض، والذي يؤكد أن هذه العقوبات لا يمكن للدولة اللبنانية تحمل نتائجها وتداعياتها.
ولم يصدر عن الحكومة اللبنانية أي تعليق رسمي على هذه التصريحات، في وقت وافق فيه العراق على زيادة إمدادات النفط لتصل إلى مليون طن سنوياً بعدما كانت تبلغ 500 ألف طن فقط، بينما اعتبر مناصرو “حزب الله”، على مواقع التواصل الاجتماعي، أن الحزب سيتدخل في الوقت المناسب لحل أزمة المحروقات.
اقرأ أيضًا: جدل في لبنان بعد اعتراف “حزب الله” بالتهريب كجزء من المقاومة!
يشير علوش إلى أن موقف الحزب بمثابة تأكيد أنه، وعبر سلاحه غير الشرعي في البلاد، يسعى لكسر رقبة الدولة اللبنانية. فرغم أن السلطة القائمة تحت رعايته الآن جعلت لبنان دولة معزولة عن العالم؛ فإن لدى الحزب رغبة في كسر قرارات الدولة بما يزيد من عزلتها عن محيطها الدولي.