الواجهة الرئيسيةترجمات

“حزب الله” يسعى لبناء خلايا نائمة جديدة في الخارج

الميليشيا الشيعية الموالية لإيران بدأت في تجنيد عناصر جديدة لا تثير الشكوك لدى أجهزة الاستخبارات الغربية

كيوبوست – ترجمات

في نضاله المستمر من أجل توسيع نفوذه الدولي، يسعى “حزب الله” للتقدم؛ ولكن بشكل خفي. هذه الميليشيا الشيعية التي تشكِّل ذراعًا مسلحةً لإيران في لبنان والشرق الأوسط، تسعى منذ عدة سنوات لنشر شبكة سرية في جميع أنحاء العالم، على شكل خلايا نائمة جاهزة للعمل في أي وقت.

هذه الاستراتيجية تثير اهتمام أجهزة الاستخبارات الغربية التي تراقب عن كثب أنشطة الجماعة الإرهابية؛ لإحباط محاولاتها لزعزعة الاستقرار، لكن الطريقة التي يعمل بها “حزب الله” لتجنيد العملاء الجدد، دائمًا ما تتغير.

اقرأ أيضًا: اتهامات لتركيا بتحريك الشارع في لبنان.. ومخاوف من رد فعل “حزب الله”

عرب وأجانب

لمحاولة تلافي تعقُّب شاشات الرادار الغربية، يسعى “حزب الله” الآن لتجنيد أفراد وعناصر أقل عرضة لإثارة الشكوك؛ هو لا يعتمد فقط على العرب الذين لا صلة لهم بلبنان، بل حتى الأجانب.. ففي أغسطس الماضي، تم استجواب رجل باكستاني يبلغ من العمر 27 عامًا، يشتبه في صلته بـ”حزب الله” في تايلاند، مهندس، متزوج وأب لطفلَين، قطع رحلته بعد استجوابه.

وَفقًا للمعلومات التي تم جمعها، لمدة ثلاث سنوات تم تجنيد عشرات الأفراد الذين يحملون مثل هذا الملف الشخصي “البروفايل” من قِبَل “حزب الله”، سواء في باكستان أو أفغانستان، وتحديدًا من المجتمع الشيعي في تلك البلدان؛ حيث تزدهر المشاعر المعادية للولايات المتحدة أو ضد إسرائيل.

اقرأ أيضًا: بريطانيا تكثف الضغوط على إيران وحزب الله

في وقت لاحق، كانوا يخضعون لتدريب يقدمه “حزب الله” في “مشهد” في إيران، أو في بيروت في لبنان، تحت غطاء الأنشطة المتعلقة بالسياحة، كما حصل على سبيل المثال عندما تم إرسال مجموعة منهم إلى الخارج في انتظار ما يُعرف بـ”الإجراءات المستقبلية”، كما أن “خلية 910” التابعة لـ”حزب الله”، هي المسؤولة عن المهام الخارجية للميليشيا التي تشرف على العملية.

تجنيد عناصر من العرب والأجانب- “رويترز”

تقنيات متطورة

وقال خبير أمني في هذا الموضوع: “سعى (حزب الله) منذ فترة طويلة للهروب من المراقبة من قِبَل أجهزة المخابرات”. في الماضي، جنَّدت الميليشيات أفرادًا يحملون جنسية مزدوجة، لبنانيين وغيرهم؛ لتجاوز عمليات التفتيش الأمني ​​على الحدود بسهولة أكبر. وخططت أيضًا لتجنيد العرب الإسرائيليين. وقال أحد المراقبين: “(حزب الله) مثل تنظيم الدولة الإسلامية، استخدم وسائل التواصل الاجتماعي وبرامج التواصل المشفرة لتنظيم الخلايا وإعداد الهجمات عن بُعد”.

نشاط “حزب الله” في الخارج معروف للقوى الغربية، يقول خبيرنا الأمني​​: “في السنوات الأخيرة، أحبطت الشرطة الهجمات التي خطط لها (حزب الله) في كل قارة تقريبًا، وفي دول مثل تايلاند وقبرص والكويت وبيرو ونيجيريا”. في عام 2015 مثلًا، تم إلقاء القبض على لبناني كندي مرتبط بـ”حزب الله”، بحوزته كمية كبيرة من نترات الأمونيوم، وهي مادة تستخدم في صناعة المتفجرات.

اقرأ أيضًا: توقعات بتأثير مستقبلي على “حزب الله” بعد حظر أنشطته في بريطانيا

في يوليو الماضي، عرضت الولايات المتحدة مكافأة قيمتها سبعة ملايين دولار لمَن يدل على سلمان رؤوف سلمان، أحد رؤساء وحدة “910”، ويشتبه في تورطه في تفجير بوينس آيرس، للمغتربين اليهود في الأرجنتين في يوليو 1994.

إسرائيل هي من بين الأهداف المحتملة للمنظمة، قال الجنرال الإسرائيلي السابق مايك هيرزوغ، وهو باحث مشارك في معهد واشنطن قبل بضعة أسابيع: “(حزب الله) لا يريد الحرب بل الضغط عن طريق زرع خلايا في الخارج، لقد اكتسبت هذه الميليشيا القدرة على الهجوم أو الانتقام؛ إنها تريد إخفاء هويتها حتى تتمكن من إجراء عملياتها دون أن يتم استجوابها مباشرة”.

اقرأ أيضًا: شبكة تمويل “حزب الله” في أمريكا اللاتينية تحت النار

وإثر تصاعد التوترات بين إيران والولايات المتحدة، بعد اغتيال قاسم سليماني رئيس “فيلق القدس” الإيراني، فإن الموضوع يستحق الاهتمام بشكل أكبر، كما يقول.

المصدر: لوفيجارو الفرنسية

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة