الواجهة الرئيسيةشؤون دوليةشؤون عربية

“حزب الله” ورقة أردوغان الجديدة في لبنان

كاتب أمريكي متخصص في قضايا الشرق الأوسط يحذر من إمكانية نشوب حرب أهلية في لبنان.. نتيجة الدعم التركي لـ"حزب الله"

كيوبوست

سلَّط موقع “الجماينار” الأمريكي، الضوء على المحاولات التركية للدخول إلى مسرح الأحداث في لبنان، وذلك عبر تمويل جماعة “حزب الله” الإرهابية، في استغلالٍ واضح للأوضاع الصعبة هناك على المستويات كافة.

حسب دميتري شوفوتينسكي؛ كاتب المقالة، فإن تركيا تسعى للاستفادة من حالة الضعف الشديدة في النظام اللبناني حالياً، فضلاً عن ضعف موازٍ تعيشه جماعة “حزب الله” بسبب الحصار المفروض عليها دولياً والعقوبات التي تواجهها، وذلك من أجل مد يد العون للجماعة “الإرهابية”؛ أملاً في الحصول على موطئ قدم في الدولة التي تجد اهتماماً فرنسياً كبيراً خلال الفترة الحالية، وهو الأمر الذي سيزيد من حدة الخلاف التركي- الفرنسي.

نائب الرئيس التركي خلال لقاء الرئيس اللبناني – وكالات
روشن قاسم

وحسب الكاتبة السورية المتخصصة في الشأن التركي روشن قاسم، “لم يعد من المناسب وصف تصرفات أردوغان بالعشوائية؛ لأنها تجاوزتها بمراحل”، وتضيف في حديثها إلى “كيوبوست”: “ستكون دراسة الحالة التركية تحت حكم أردوغان؛ خصوصاً في السنوات الأخيرة، لافتة للغاية، ومثيرة على عدة مستويات. إلى متى سيظل أردوغان يقحم بلاده في معارك على عدة جبهات متناقضة؟! إنه يرسل المرتزقة إلى ليبيا، ويتدخل في أذربيجان، ويقوم بعملية عسكرية غاشمة في سوريا، ويثير استفزازات الجميع في شرق المتوسط. والآن يريد دعم (حزب الله) في الوقت نفسه الذي انتشرت فيه توقعات حول عودة العلاقات الرسمية مع إسرائيل بشكل علني وأكثر قوة”.

ترى قاسم أن التوجه التركي لـ”حزب الله” حالياً يعبر عن رغبة ضمنية عن تأكيد الوجود في سوريا؛ “حيث سيستفيد أردوغان بطبيعة الحال من علاقاته ودعمه لـ (حزب الله) في ما يخص معركته في سوريا، حيث من المتوقع أن يمنحه ذلك التواصل قوة وتأثيراً أكبر وأعمق”.

شرق المتوسط

حسب موقع “الجماينار”، فإن وجود لبنان في دائرة النفوذ التركي سيمنح أنقرة ميزة إضافية تتصل بشرق المتوسط؛ وهي جبهة تجد اهتماماً كبيراً من جانب أردوغان الذي يشغله ملف الغاز بصورةٍ أساسية.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يلوح لطاقم السفينة التركية للتنقيب عن الغاز في المتوسط- “ناشيونال إنترست”
عمرو فاروق

بالنسبة إلى الباحث في شؤون جماعات الإسلام السياسي عمرو فاروق، يبدو التقارب التركي مع “حزب الله” متوقعاً؛ بل ومتأخراً أيضاً؛ “وذلك بسبب التهاوي الاقتصادي للحزب الذي يهمه بالطبع تلقي تمويلاتٍ من تركيا، وفي الوقت نفسه كانت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عاملاً محفزاً لنظيره التركي؛ في محاولة البحث عن دور في الساحة اللبنانية، واكتساب كارت جديد يمكنه التفاوض من خلاله عندما تحين اللحظة؛ خصوصاً مع اشتعال الخلاف بينهما في ما يخص أزمة شرق المتوسط”.

يضيف فاروق لـ”كيوبوست”: “هناك تفاهمات تتم منذ فترة بين (حزب الله) وتركيا؛ وتحديداً منذ قيام أردوغان بإطلاق عمليته العسكرية شمال سوريا، غير أن الأمر بات أكثر إلحاحاً الآن، وهو يعبر في الوقت نفسه عن متانة العلاقة الممتدة التي تجمع بين الرئيس التركي والجماعات المتطرفة، التي باتت هي وكيله الإقليمي في المنطقة لتنفيذ أجندته السياسية”، موضحاً أنه “لا يريد التورط بجيشه وقواته العسكرية في معارك يدرك هو جيداً قبل أي شخص آخر أنها خاسرة لا محالة، وأن ما يرجوه فقط هو مجرد الحصول على كارت ضغط للخروج بأكبر عدد من المكاسب عند التفاوض السياسي”.

جانب من تظاهرة مطالبة بنزع سلاح “حزب الله” في لبنان- وكالات

يحذر دميتري شوفوتينسكي، كاتب المقالة، من نشوب حربٍ أهلية في لبنان نتيجة التدخل التركي، معرباً عن قلقه من دعم “حزب الله” الذي من الممكن أن يؤدي إلى اندلاع معارك ضد مسيحيي لبنان، ومن المعروف أن نسبة كبيرة منهم من أصل أرمني؛ الأمر الذي يستتبعه دعم خليجي وإسرائيلي وغربي للمسيحيين؛ أملاً في زوال جماعة “حزب الله” والقضاء على النفوذ التركي- القطري- الإيراني في المنطقة، وقد تأتي أيضاً اليونان وقبرص وأرمينيا للهدف ذاته؛ الأمر الذي يشير إلى فاتورة باهظة سيتحملها المجتمع اللبناني.

اقرأ أيضًا: كارثة مرفأ بيروت.. مزيد من الأدلة على تورط “حزب الله”

ترى روشن قاسم؛ الكاتبة المتخصصة في الشأن التركي، أن اندلاع حرب أهلية في لبنان ليس بالأمر المستبعد؛ “خصوصاً في ظل حالة الضعف التي يعيشها النظام السياسي هناك، فضلاً عن الوضع الاقتصادي غير المسبوق، وفرض عقوبات على عدة شخصيات لبنانية، وحالة الحصار التي تعيشها بيروت خلال الفترة الحالية”.

ويتفق الباحث في شؤون جماعات الإسلام السياسي عمرو فاروق، مع هذا الطرح، مشيراً إلى أن “تركيا ستلعب على الطائفية في لبنان، وستبذل ما في وسعها لنشر الفوضى هناك”، مشيراً إلى احتمالات استقدام مرتزقة سوريين إلى لبنان إذا ما اقتضت الحاجة؛ حيث سيحاول الرئيس التركي بشتى الطرق الوصول إلى أهدافه.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة