اسرائيلياتشؤون عربية
حزب الله وتل ابيب: حرب حتمية.. لكن متى؟

لا أحد يتوقع قرب الحرب بين حزب الله اللبناني وإسرائيل لعوامل مختلفة، لكنها تكاد تكون حتمية وقادمة لا محالة، فالاحتلال الاسرائيلي تتزايد مخاوفه مما اسماها التهديدات المحيطة، فيما تبقى الحقيقة الثابتة انه على تماس مع “العدو الاستراتيجي” حسب وصفه.
في المقابل يواصل حزب الله اللبناني بناء ترسانة عسكرية قادرة على مجاراة القوة التدميرية الاسرائيلية التي تحظى بتفوق على مستوى الشرق الاوسط والمنطقة.
ويرى مراقبون ان الحرب في سوريا أجلت مواجهة ثانية بين الحزب وإسرائيل وأطالت أمدها، فالأول انشغل في الحرب الدائرة في سوريا، والثانية بقيت تراقب.
الا ان تطورات الحرب السورية لم تصب في مصلحة اسرائيل، اذ دخلت ايران على الخط وعززت وجودها بمحاذاة اسرائيل.
وبدأت الثلاثاء، الرابع من أيلول، مناورات عسكرية اسرائيلية وصفت بالاضخم منذ 20 عاما، هدفها “مجاراة الحرب مع حزب الله”.
وتشارك في التدريبات مختلف الأذرع العسكرية في جيش الاحتلال الاسرائيلي.
وتستمر التدريبات لعشرة ايام، “يتم خلاله محاكاة سيناريوهات تتصور وقوع مواجهة مع حزب الله”، وفق وسائل إعلام عبرية.
وحسب جيش الاحتلال الاسرائيلي، فان حزب الله يتعقب بتأهب كبير الاستعدادات للتدريب.
التسخين للحرب
اعتادت اسرائيل على اطلاق حملة إعلامية تحذر من خطورة الخصم عليها، قبل حروبها المخطط لها مسبقا.
خلال العام 2017 تطرقت الجهات الاسرائيلية لتصاعد قدرات حزب الله الصاروخية اكثر من مرة، وقدرتها بترسانة قوامها 150 الف صاروخ قادرة على ضرب اي مكان في اسرائيل.
وانتقلت التصريحات الاسرائيلية الى مستوى اخر بالتلويح بخطر النفوذ الإيراني في سوريا وبناء قواعد ومصانع للصواريخ، في نبرة لم تخل من التلميح لاحتماليات الحرب لمنع هكذا نفوذ من تحقيق أهدافه.
ركود في سوريا يقرب المواجهة
قبل ايّام، كشفت وسائل إعلام اسرائيلية عن تغير جذري في تقديرات المخابرات السورية لمستقبل سوريا، ففي حين قالت في تقدير سابق ان سوريا ستمزق لدويلات ومناطق نفوذ، تحولت في تقديرات جديدة الى ترجيح سيطرة قوات النظام السوري على معظم سوريا بنهاية 2018.
وان ترجح كفة الحرب للنظام فهذا بشكل اخر تفوق لكفة ايران في المنطقة، يعني ذلك مزيدا من القوة لحزب الله، خاصة وان طهران تخطط لإيجاد ممر بين طهران وبيروت ودمشق وبغداد.
توقع حرب تدميرية
ويتوقع المراقبون ان اي حرب مقبلة ستكون تدميرية على طرفيها، لكن احدهما سينال تدميرا اكبر يمكن ان يغير شكل المواجهة.
وتهدد اسرائيل باجتياح لبنان مرة اخرى في اي حرب مقبلة، فيما تنصب تهديدات حزب الله بإمطار “العدو” بالاف الصواريخ واستهداف مفاعل ديمونا النووي، عدا عن التلويح بتحويل المعركة البرية الى داخل المستوطنات الاسرائيلية الحدودية.