
خاص كيو بوست –
عام جديد على الأبواب، وعام آخر ينقضي مورثًا الفشل، في صفحات حروب وأزمات العالم العربي، فهل ينجح العالم العربي في العام الجديد في مهمة إنهاء هذه الحروب؟
ثمة حالات ركود وانفراجات بدت معالمها واضحة في عام 2017، ما يجعل من وضع نهاية لبعض الحروب الدامية في 2018 أمرًا ممكنًا.
2017.. نهاية حرب العراق
وضعت الحرب في العراق أوزارها بعد قضاء الحكومة العراقية على تنظيم “داعش” الذي سيطر على أجزاء واسعة من البلاد منذ عام 2013.
واستقرت الأوضاع، نسبيًا، في هذه البلاد التي ظلت مشتعلة بالحروب الأهلية، ولم تعرف الهدوء منذ الغزو الأمريكي وإسقاط نظام صدام حسين عام 2003.
اليوم، تخوض الحكومة مواجهة سياسية مع مطامع الانفصال من قبل إقليم كردستان، في حين تبقى العمليات التفجيرية هاجسًا يقض مضاجع الهدوء الذي يبدو خادعًا.
اقرأ أيضًا: الشرق الأوسط ما بعد داعش – بدون استراتيجية
الحرب في سوريا إلى عامها السابع
رغم أن روسيا أطلقت مسارًا سياسيًا للحل في سوريا منذ مطلع عام 2017، ونجاح المباحثات التي تجري لأول مرة منذ 6 سنوات هي عمر الحرب المندلعة بين النظام والمعارضة، في إيجاد مناطق خفض التصعيد، إلا أن بوادر إنهاء الحرب كليًا لا تزال بعيدة المنال، في ظل سياسة تكسير العظام بين الطرفين المتحاربين.
فالنظام الذي حسم الكثير من معاركه، واستعاد زمام السيطرة على المساحة الأكبر من سوريا، يسعى بفعل نشوة الانتصارات إلى مزيد من تضييق الخناق على المعارضة التي باتت تملك المساحة الأقل على الأرض، متمثلة بمحافظة إدلب، كما أن الأخيرة لا تزال ترفض الحوار مع النظام برعاية روسية.
رغم ذلك فإن الأوضاع على الأرض في طريقها للحسم، لكن ليس لصالح المعارضة كما يبدو.
اقرأ أيضًا: بوتين يأمر بالانسحاب: كيف غيّر التدخل الروسي مصير سوريا؟
ليبيا.. بقعة صراع معقد
لا يمكن التنبؤ بمستقبل الصراع في ليبيا، فرغم إسقاط النظام في بداية الربيع العربي، إلا أن البلاد دخلت في حرب بين أطراف عدة، جراء فقدان السيطرة الأمنية.
وعزز من أزمة البلاد، دخول تنظيم داعش على خط القتال.
ويرجح مراقبون أن تجرى انتخابات رئاسية في عام 2018، قد يكون أحد المتنافسين فيها، سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم معمر القذافي الذي قتلته المعارضة المسلحة عام 2011.
اقرأ أيضًا: سيف الإسلام يحشد: هذه فرص تسلم القذافي الجديد مقاليد الحكم
لبنان يطرد الجماعات المسلحة
شهد عام 2017 نهاية وجود الجماعات المسلحة على الأرض اللبنانية. بعدما تمكن حزب الله، بالاشتراك مع الجيش اللبناني، من طرد المسلحين من مناطق الحدود مع سوريا، خصوصًا جرود عرسال.
اليمن.. ليس سعيدًا
حرب أخرى في بلد عربي عريق، تدخل عامها السابع. الأطراف المتحاربة في اليمن تواصل الغوص في دوامة عنف ودماء، مدخلة البلاد في كارثة إنسانية وفق وصف الهيئات الأممية.
وشهد العام 2017 مقتل الرئيس اليمن السابق علي عبد الله صالح، وتجدد صراع قديم جديد بين حزب المؤتمر الشعبي وجماعة الحوثيين. فيما يستمر التحالف العربي بعملياته العسكرية ضد الجماعة للعام الثالث.
اقرأ أيضًا: كيف سيبدو المشهد اليمني بعد مقتل صالح؟
أزمة خليج.. صراع إقليمي
ظلت دول الخليج العربي بمنأى عن رياح الربيع العربي التي اجتاحت البلدان وفجرت فيها أزمات داخلية، إلا أنه دخل بدوامة صراع خارجي متبادل، بدد الوحدة الواحدة التي كانت تجمع دول الخليج في ما بينها.
وفرضت دول السعودية والبحرين والإمارات ومصر مقاطعة شاملة على دولة قطر بتهمة دعمها للإرهاب، وزعزعة الاستقرار في الدول الأخرى.
أمام توجه قطر نحو إيران وتركيا لسد الفراغ الاقتصادي والمعيشي والغذائي، بفعل المقاطعة الخليجية، لا يبدو أن أيًا من طرفي الأزمة في موقف يجبره على الحل أو الصلح، ما قد يدفع بالقطيعة إلى سنوات أخرى.
اقرأ أيضًا: أسباب الأزمة الخليجية: دور قطر في تعزيز التطرّف
حروب باردة قد تشتعل
يقود ساحة الأحداث في الشرق الأوسط طرفان رئيسان هما إيران والسعودية؛ فالصراع الآخذ بالتصاعد بينهما حول النفوذ في الوطن العربي، بات يغذي احتماليات نشوب حرب عسكرية إقليمية، لكن هذا ما يستبعده مراقبون.
ويرجح المراقبون أن يقتصر الصراع الإيراني السعودي على محطات توتر شديد، دون أن يصل إلى حد المواجهة.
في المقابل فإن حربًا جديدةً بين حزب الله وإسرائيل تتأجل لعام جديد.
اقرأ أيضًا: في حال حصلت مواجهة عسكرية بين إيران والسعودية، لمن ستكون الغلبة؟