الواجهة الرئيسيةشؤون عربية

حرب وشيكة قد تندلع بين دول المغرب العربي بسبب جبهة البوليساريو!

إذا ما اندلعت الحرب فإنها ستصل إلى دول إقليمية!

كيو بوست –

حرب وشيكة تهدد بها الحكومة المغربية، إذا ما استمرت جبهة البوليساريو في “توغلاتها” في المنطقة العازلة من الصحراء المغربية.

وجاء في رسالة، بعث بها المغرب إلى مجلس الأمن الدولي، عبر مندوبه الدائم في الأمم المتحدة عمر هلال، أن تجاوزات “الانفصاليين” من جبهة البوليساريو تنذر بوقوع حرب، إذا ما استمرت التحركات في المنطقة العازلة.

وحذر هلال من قيام الجبهة من “تحريك أي بنية مدنية أو عسكرية من مخيمات تندوف المجاورة في الجزائر، إلى شرق الجدار الأمني الدفاعي للصحراء المغربية”.

وقال وزير الخارجية والتعاون الدولي المغربي ناصر بوريطة: “إذا لم تكن الأمم المتحدة مستعدة لوضع حد لاستفزازات البوليساريو، فإن المغرب سيتحمل مسؤولياته، ولن يتسامح مع أي تغيير يمكن أن يحدث في المنطقة”.

وبحسب بوريطة، فإن تحركات البوليساريو في مناطق تيفاريتي وبير لحلو والمحبس “من شأنها أن تغير الوضع الفعلي والتاريخي والقانوني للمنطقة، بما يمكن أن يهدد الاستقرار الإقليمي، ويدفع المنطقة إلى المجهول”.

وتتهم المغرب جبهة البوليساريو بالتوغل في المنطقة العازلة منذ أسابيع، في خرق واضح للتفاهمات حول المنطقة، التي تقضي بوقف إطلاق النار، لكن تسارع وتيرة الأحداث والتصريحات أدى إلى الحديث عن الحرب من جديد، خلال الأيام القليلة الماضية.

 

استنفار مغربي ورد من البوليساريو

واستنفرت القوات العسكرية المغربية قواتها المرابطة في الصحراء لمواجهة تلك الخطوات، فيما ردت الجبهة بالتهديد بإنشاء دولة داخل المنطقة العازلة، الأمر الذي يعتبره مراقبون تصعيدًا خطيرًا بين الطرفين، يمكن أن يصل إلى حد اندلاع حرب، سيكون لها آثار كبيرة على حساب دول المنطقة، بما فيها الجزائر، خصوصًا أن البوليساريو لن تتمكن من مواجهة المغرب لوحدها.

ويتهم منسق البوليساريو مع بعثة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية محمد خداد المغرب بالتنصل من عملية السلام، معتبرًا أن ذلك يأتي ضمن إستراتيجية “الهروب إلى الأمام”. وقال خداد: “سنرد على أي خرق لوقف إطلاق النار”.

وبعد الرسالة المغربية إلى مجلس الأمن، حشدت المغرب مزيدًا من القوات العسكرية تجاه مدن الصحراء، “استعدادًا للرد على أي استفزازات جديدة محتلمة”، بحسب ما نقل موقع هيسربس المغربي.

وقال شهود عيان للموقع إن مدن الصحراء شهدت توافد تعزيزات عسكرية تضم شاحنات محملة بالجنود والمعدات العسكرية، في إشارة إلى الاستعداد للخيارات العسكرية، إذا ما تطور الأمر.

وأضاف هسبرس أن خداد قال إن قوات “جيش التحرير الشعبي الصحراوي ستكون في مواجهة أي تحرك عسكري مغربي، بعد أن خبرت تلك القوات ميدان المعارك، وباتت تعرف كيف تديرها وتحسمها”.

وكان الخبير في الشؤون العسكرية عبد الرحمن مكاوي قد قال إن الحرب مع البوليساريو -إذا ما اندلعت- ستجر خلفها مواجهات عسكرية بين المغرب والجزائر”، بسبب العلاقات بين الأخيرة والبوليساريو. وأضاف مكاوي أن حربًا كهذه لن تكون قصيرة المدى، وإنما ستكون على شاكلة الحرب الإيرانية العراقية، التي استمرت لـ8 سنوات.

 

قضية الصحراء الغربية

الصحراء الغربية هي منطقة متنازع عليها بين المغرب، وجبهة البوليساريو الانفصالية. وتبلغ مساحة المنطقة قرابة 1100 كيلومتر مربع، على ساحل المحيط الأطلسي، وتعتبر المنطقة الوحيدة في أفريقيا التي لم تجر تسوية أوضاعها بعد الاستعمار.

وكانت إسبانيا تستعمر منطقة الصحراء الغربية، لكنها انسحبت منها عام 1975، وتركتها للمغرب وموريتانيا. سكان المنطقة نادوا بالاستقلال وتكوين الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، لكن المغرب أصرت على سيادتها عليها. أما موريتانيا فقد انسحبت من القضية عندما وقعت اتفاق سلام مع جبهة البوليساريو عام 1979.

ويسيطر المغرب حاليًا على قرابة 80% من الصحراء الغربية، فيما تسيطر البوليساريو على البقية. ويفصل بين المنطقتين جدار ومنطقة عازلة، تنتشر فيها قوات الأمم المتحدة. وتقع المنطقة بالقرب من الحدود مع الجزائر، التي تتهمها المغرب بدعم الجبهة.

وتسمي المغرب الجزء الذي تسيطر عليه من الصحراء باسم الصحراء المغربية، فيما تدعو المناطق التي يسيطر عليها البوليساريو باسم “المنطقة العازلة”. أما البوليساريو فتسمي أراضيها بالأراضي المحررة، والأراضي الأخرى بالأراضي المحتلة من المغرب. ويدعي كل طرف منهما بأنه صاحب الحق في السيادة على كامل المنطقة.

وكانت الجزائر والمغرب قد اتفقتا على إنشاء جدار أمني دفاعي بين البلدين، بتنسيق وتشاور مع القوى الكبرى، في الفترة بين 1986 و1990، تجنبًا لحدوث مواجهة عسكرية بين الجيشين المغربي والجزائري، فيما جرى الاتفاق على أن تظل المنطقة العازلة خالية من أي تواجد عسكري أو مدني.

وفي عام 1991، انسحبت القوات المغربية من المنطقة، تمهيدًا لدخول قوات الأمم المتحدة، وإقامتها منظومة مراقبة وقف إطلاق النار، تتكون من 5 مواقع مراقبة في بير لحلو وتيفارتي ومهيريز وميجك وأغونيت.

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة