الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية
“جلوبال تايمز”: تسريب استخباراتي يكشف تورط الولايات المتحدة في التجسس لصالح أوكرانيا
أمريكا تراقب العالم بأسره.. ليس فقط خصومها ولكن حلفاءها أيضاً

كيوبوست – ترجمات
نشرت صحيفة “جلوبال تايمز” مقالاً للكاتب والخبير العسكري والمعلق التليفزيوني الصيني سونغ تشونغ بينغ، ناقش فيه الوثائق السرية العسكرية الأمريكية المسرَّبة، وتداعياتها على الولايات المتحدة والصراع الدائر في أوكرانيا، والدول الحليفة، التي يُذكِّرها الكاتب بأن مراقبة الحلفاء وعدم الوثوق في أحد هو ديدن الولايات المتحدة؛ في سعيها لمواصلة الهيمنة على العالم.
بدايةً، يشير الكاتب إلى أنه في حال ثبت صحة الوثائق المسرَّبة، فهذا يعني أن الولايات المتحدة متورطة بشكل أعمق في الصراع بين روسيا وأوكرانيا وتوفر معلومات استخباراتية لدعم أوكرانيا أكثر مما كان معروفاً سابقاً. غير أن الأمر لا يقتصر على الوضع في أوكرانيا فحسب؛ فهناك العديد من أسرار الأمن القومي الأمريكي المتعلقة بالصين والشرق الأوسط وشبه الجزيرة الكورية ومنطقة المحيطَين الهندي والهادئ.
اقرأ أيضاً: لماذا تتهم ألمانيا “روسيا اليوم” بتشكيل رأي عام في ألمانيا داعم لروسيا؟
بالإضافة إلى ذلك، وفي تذكير بأن الولايات المتحدة تتجسَّس أيضاً على حلفائها، تشير وثيقة أخرى إلى أن مجلس الأمن القومي لكوريا الجنوبية في أوائل مارس “تعامل” مع طلب أمريكي يقضي بأن توفر الدولة ذخائر مدفعية لأوكرانيا، دون استفزاز موسكو.
هذا يدل على طموح الولايات المتحدة في دفع المزيد من الدول للانخراط في الاستراتيجية الأمريكية للحفاظ على هيمنتها العالمية، حتى على حساب السلام والاستقرار العالميَّين. وتأمل الولايات المتحدة أيضاً في إثارة نزاعات عالمية، في حين أنها غير راغبة في التدخل بشكل مباشر.
وفي الوقت الذي تغيب فيه أية معلومات متعلقة بكيفية حدوث التسريب، وحجم الثغرة في نظام الاستخبارات الأمريكية، وهل كان ذلك بسبب مشكلات فنية في دوائر الاستخبارات الأمريكية أو بفعل جاسوس من الداخل، فإن التسريبات ستجعل حلفاء الولايات المتحدة يشعرون بالقلق من أنها لا تستطيع الحفاظ على سلامتهم؛ بل لا يمكنها ضمان أمنها القومي.

قد يكون هذا تسريباً متعمداً من داخل الولايات المتحدة؛ خصوصاً من الأمريكيين الموالين لروسيا، من أجل إخراج الولايات المتحدة من الأزمة الأوكرانية في أقرب وقت ممكن. ومن ثم فالسؤال: هل ستواصل الولايات المتحدة انخراطها العميق في الصراع الروسي- الأوكراني في المستقبل، أم أنها ستنهيه فجأة؟ من المحتمل أن مصدر التسريب يريد تحذير الحكومة الأمريكية من التورط أكثر من ذلك؛ ما قد يؤدي إلى مواجهة مباشرة بين الولايات المتحدة وروسيا. ومن المحتمل أيضاً أن بعض الأشخاص المطلعين في الولايات المتحدة حصلوا على المعلومات وكشفوها لوسائل الإعلام؛ وهي طريقة معتادة في الولايات المتحدة.
لكن على أية حال، هناك شيء واحد مؤكد، الولايات المتحدة هي أكبر دولة تجسُّس في العالم، والدولة التي تراقب الدول الأخرى أكثر من غيرها. إنها تراقب العالم بأسره؛ ليس فقط خصومها ولكن تراقب حلفاءها أيضاً. تحالف العيون الخمس هو مجرد بيدق تستخدمه الولايات المتحدة، ولن تثق الولايات المتحدة في الدول الأربع الأخرى في التحالف.

بعد حدوث هذا الانكشاف، يجب حث حلفاء الولايات المتحدة على التفكير في ما إذا كان يمكن الوثوق بالولايات المتحدة كحليف. تتحدث الولايات المتحدة عن الأيديولوجية والديمقراطية والحرية والقيم؛ لكن مصالحها الذاتية فقط هي الأولوية.
لا يمكن الاعتماد على الولايات المتحدة؛ إنها مسألة وقت فقط قبل أن تتخلى الولايات المتحدة عن حلفائها في لحظة حرجة. قد يكون تسريب الوثائق أمراً جيداً، تماماً كما سرَّب سنودن عدداً هائلاً من الأسرار الأمريكية؛ الأمر الذي أجبر الولايات المتحدة على تعديل بعض سياساتها. ولكن بغض النظر عن مدى التغيُّر الذي قد يحدث، فإن مراقبة العالم لن تتغيَّر. وما دامت الولايات المتحدة راغبة في الحفاظ على هيمنتها العالمية؛ فإنها تحتاج إلى معرفة كل شيء عن العالم، والمراقبة وسيلة مهمة لتحقيق هدفها.
المصدر: جلوبال تايمز