
كيو بوست –
خلال الأسبوع الماضي، أعلن الرئيس الفليبيني رودريغو دوتيرتي وقف إرسال العمالة الفليبينية إلى الكويت بشكل كامل، مطالبًا مواطنيه فيها بالعودة سريعًا، والخروج من الكويت خلال 72 ساعة من الإعلان، بالتزامن مع تسهيل إجراءات السفر لهم، عبر توفير تذاكر سفر مجانية للعمال الفليبينيين.
وخلال كلمة له، عبر الرئيس الفليبيني عن غضبه تجاه أوضاع العاملين الفليبينيين في الدولة الخليجية، عارضًا صورًا لعاملات فليبينيات تعرضن لانتهاكات جسدية، مطالبًا بمعاملة أبناء بلاده بكرامة داخل دول الخليج.
وقال الرئيس: “سأبيع نفسي للشيطان للبحث عن المال، حتى يتمكنوا من العودة الى وطنهم والعيش بشكل مريح هنا”.
رد كويتي
وفورًا، أعلن وزير الخارجية الكويتي صباح الخالد الصباح عن مخاوفه من أن تشكل الخطوة الفليبينية أساسًا لقطع العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين بشكل كامل، على خلفية تصريحات دوتيرتي، التي تبعها إخلاء طائرتين تتبعان للخطوط الجوية الفليبينية لمجموعة من العمال من الكويت إلى العاصمة مانيلا، بناء على طلب الرئيس.
وقال الصباح، بحسب ما أوردت صحيفة غولف نيوز: “فوجئنا بالخطوة الفليبينية، ونستنكر تصريحات الرئيس الفليبيني، خصوصًا أننا على تواصل بأعلى المستويات مع الفليبين من أجل شرح أوضاع العاملين الفليبينيين داخل البلاد”.
وأضاف: “التصعيد لن يخدم العلاقات الثنائية بين البلدين”، مضيفًا أن قرابة 170 ألف عامل فليبيني يعيشون حياة لائقة داخل الكويت. هناك بعض الحوادث المنفصلة تحدث، ونحن نزود نظراءنا في الفليبين بنتائج التحقيقات”.
ويبدو أن الأيام الأخيرة شهدت تحسنًا في العلاقات، بعد اجتماع وزير الخارجية الفليبيني مع السفير الكويتي فيها، بحسب صحيفة الأنباء الكويتية، خصوصًا بعد الاتفاق على أن تبقى جوازات السفر الخاصة بالعاملات بحوزة السفارة الفليبينية في الكويت، بغرض منع إساءة استخدامها من المشغلين وأصحاب المنازل. كما جرى الاتفاق على أن يكون دفع الرواتب عن طريق أجهزة الصرافات الآلية حتى تتمكن السلطات من معرفة فيما إذا كانت العاملات يحصلن على رواتبهنّ أم لا، بدون ابتزازهنّ من المشغلين.
وبعد ذلك، تراجعت السلطات الفليبينية عن نيتها حظر سفر العمال إلى الكويت، وسمحت للعمال الفليبينيين بالعودة إلى أعمالهم في الكويت.
جثة الفريزر
السبب الرئيس وراء تدهور العلاقات بين البلدين، بحسب مراقبين، كان العثور على جثة عاملة فليبينية داخل مجمد ثلاجة (Freezer) في منطقة السالمية الكويتية. وفور الإعلان عن الحادثة، أرسلت السفارة الفليبينية في الكويت مذكرة شفوية إلى وزارة الخارجية الكويتية، لتأكيد الخبر المتداول عن أن الجثة تعود لخادمة فليبينية. وفي الأثناء، كانت وسائل الإعلام الفليبينية قد نشرت تقارير تؤكد أن الجثة هي للفليبينية “جوانا دانييلا ديمابيليس”، التي تعمل في منطقة السالمية. وقد تداولت وسائل الإعلام أخبارًا تتعلق بتعرض العاملة لعمليات تعذيب، قبل أن تموت خنقًا.
وقد بينت التحقيقات أن الجثة –التي عثر عليها في شقة مهجورة- قد قتلت قبل 16 شهرًا، وأنها كانت تعمل في منزل لبناني وزوجته السورية. كما تبين من التحقيقات أن الزوجين قتلا الخادمة، ووضعاها في الثلاجة، ثم غادرا الكويت في نوفمبر 2016، بعد أن قاموا بتسجيل اختفاء خادمتهما.
وقد تبين أيضًا أن الجثة ظلت في مجمد الثلاجة مدة 16 شهرًا، قبل أن يكتشف وجودها صاحب الشقة، الذي حاول الدخول إلى الشقة لمطالبة المستأجرين بدفع إيجارها. وعثر صاحب الشقة على أجزاء من جثة الخادمة قبل أن يعلم السلطات بالأمر.
وكانت شقيقة جوانان قد توجهت إلى إدارة التوظيف الخارجية الفليبينية، في فبراير 2017، من أجل السؤال عن أختها، بعد أن انقطعت الأخبار عنها منذ سبتمبر 2016، لكنها لم تحصل على أي معلومة، بحسب ما نقلت صحيفة فليبينية.
وكان موقع أخبار GMA قد نشر تقريرًا يذكر فيه أن عائلة تلك العاملة قد باعت، عام 2014، قطعة أرض من أجل توفير مبلغ مادي يتيح لها السفر والعمل في الكويت.
ووفق هيئة الإحصاءات الفليبينية فإن أكثر من 2.2 مليون مواطن فليبيني عملوا في الخارج عام 2016، منهم 6.4% (140 ألفًا) يتواجدون في الكويت. فيما تقول وزارة الخارجية الكويتية إن عددهم يصل إلى 276 ألف عامل فليبيني حتى بداية 2018، بحسب سي إن إن.