الواجهة الرئيسيةشؤون دولية

جرائم ضد الإنسانية في “ترهونة” بعد دخول ميليشيا الوفاق

الزبيدي لـ"كيوبوست": نجهز ملفاً بجرائم الحرب المرتكبة من أردوغان في ليبيا لتقديمه إلى المحكمة الجنائية الدولية

كيوبوست

بعد ساعاتٍ من سيطرتها على مدينة ترهونة، ارتكبت الميليشيات الإرهابية التابعة لحكومة الوفاق العديد من الجرائم البشعة بحق أهالي المدينة، ودفعت أعداداً كبيرة منهم للنزوح منها، خشية التنكيل بهم؛ بسبب دعمهم الجيش الوطني الليبي الذي فضَّل الانسحاب من المدينة، لتجنب إلحاق الضرر بالمدنيين وممتلكاتهم، حسب ما ذكر المتحدث باسم الجيش اللواء أحمد المسماري.

اقرأ أيضاً: أردوغان يواصل مغامرته “المتهورة” في ليبيا

الانتهاكات التي قامت بها ميليشيا السراج رصدتها بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، وكذلك السفير الألماني؛ حيث قام العشرات من النشطاء الليبيين بتوثيق بعضها عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، في الوقت الذي أقر فيه وزير الداخلية بحكومة السراج، فتحي باشاغا، بارتكاب انتهاكات من قِبل عدد من العناصر التابعة للمؤسسات الأمنية له؛ ما يعد انتهاكاً لحقوق الإنسان، حسب ما نقلت قناة “ليبيا الأحرار” التابعة للسراج.

ميليشيات الوفاق تحتفل في ترهونة – رويترز

حكومة السراج حاولت إلصاق الجرائم التي ارتكبتها بقوات الجيش الوطني الليبي، كما يقول أستاذ القانون الدولي الدكتور محمد الزبيدي، والذي أكد، في تعليق لـ”كيوبوست”، أن قوات الوفاق ارتكبت جرائم فظيعة لم تطل البشر فقط؛ ولكن أيضاً الحيوانات الموجودة بحديقة حيوانات ترهونة، مشيراً إلى أن هذه الأعمال جاءت انتقاماً واضحاً من الأهالي المدنيين.

 اقرأ أيضاً: دعم تركيا ميليشيات السراج يهدد بتدويل المعركة العسكرية في ليبيا

نقل خبرات إرهابية

د.محمد الزبيدي

وأضاف أستاذ القانون الليبي أن هناك العديد من الأهالي الذين وثَّقوا تعرض منازلهم إلى التدمير والسلب والنهب على يد المرتزقة الموجودين مع ميليشيا السراج، مرجعاً زيادة الجرائم المرتكبة بحق المدنيين وبشاعتها إلى وجود مرتزقة سوريين لديهم خبرات في التعامل مع تدمير منازل المدنيين والانتقام منهم، على غرار ما حدث في سوريا؛ وهو ما أعطى خبرات جديدة للمقاتلين الليبيين مع حكومة السراج.

ونزحت عشرات الأُسر من ترهونة فور بدء دخول قوات ميليشيا الوفاق؛ تخوفاً من الأعمال الانتقامية، حيث انتقلوا إلى عدة مناطق محيطة. بينما أثنى الجيش الليبي على الجهود الإنسانية التي قام بها الليبيون بعضهم مع بعض؛ من أجل مساعدة النازحين وسط غياب للمجتمع الدولي.

وأكد الزبيدي أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يتحمل المسؤولية كاملة عما حدث في ترهونة من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية؛ حيث دخلت ميليشيات “الوفاق” المدينة تحت قيادة تركية، وبأسلحة تركية، ومن خلال مرتزقة ليبيين قامت تركيا بإرسالهم على مدار الأسابيع الماضية، وهو ما دفع حقوقيين ليبيين وأساتذة في القانون الدولي لتجهيز ملف يتضمن الجرائم الدولية التي قام بها أردوغان من أجل إرساله إلى المحكمة الجنائية الدولية؛ حيث تم رصد 10 جرائم تختص المحكمة بالنظر فيها حتى الآن.

اقرأ أيضاً: مع استمرار تدفق السلاح التركي.. “الوفاق” الليبية تعترض على مهمة الاتحاد الأوروبي

خارطة طريق

وهدد المتحدث باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري، باستخدام قوة جوية مفرطة؛ من أجل العمل على استعادة الأمن والاستقرار والمحافظة على وحدة الأراضي الليبية، مشيراً إلى أن استغلال تركيا عضويتها في حلف الناتو من أجل انتهاك سيادة ليبيا أصبح أمراً لا يمكن السكوت عنه؛ لا سيما بعدما عكست عدم الاستجابة لـ”إعلان القاهرة” غياب الرغبة في المفاوضات السياسية.

معدات تركية وصلت إلى ليبيا – وكالات

يقول الزبيدي إن “إعلان القاهرة” جاء بمثابة خارطة طريق لحل العديد من الأزمات، ووفق جدول زمني محدد؛ لكن الميليشيات الإرهابية تعيش نشوة انتصار وهمي صنيعة الإعلام التركي، ومن ثمَّ بادروا لرفض الإعلان؛ وهو نفس موقف جماعة الإخوان الإرهابية التي استقوت بوجود ما يقرب من 12 ألف مرتزق سوري في المعركة إلى جوارها.

اقرأ أيضاً: ليبيا.. فتاوى الصادق الغرياني تؤجج الصراع وتخدم الإخوان

دعم تركي

ورصدت تقارير عدة وصول المرتزقة إلى تركيا بحراً وجواً من تركيا بشكل مباشر خلال الشهور الماضية، في وقتٍ قالت فيه تقارير صحفية إن بعض المرتزقة خرجوا من أنقرة بجوازات سفر تركية من مطار إسطنبول؛ لكنّ أسماءهم لم تسجل عند الوصول إلى مطار طرابلس، بينما يتقاضى المرتزقة ألفَي دولار شهرياً، حسب عدد من تقارير وسائل الإعلام الأجنبية.

عبد الله ميلاد المقري

الناشط الليبي عبدالله ميلاد المقري، يقول في تعليق لـ”كيوبوست”: إن التعزيزات التركية التي وصلت إلى ميليشيا (الوفاق) هي التي تستخدم في قتل الليبيين ومحاولة تحقيق انتصارات على حساب قوات الجيش الوطني الليبي، مؤكداً أن أردوغان يسعى للدفاع عن مصالحه الاقتصادية في المقام الأول، ولا يهتم بما يحدث للشعب الليبي الذي يرغب في انتزاع ثرواته.

وأكد المقري أن الجيش الوطني الليبي لن يقبل بالمواقف التركية التي يقوم بها أردوغان خلال الفترة الحالية، وهناك إصرار على ملاحقة قواته وطردها من الأراضي الليبية، مشيراً إلى أهمية الدعم العربي للجيش في المحافل الدولية؛ لإنقاذ ليبيا من الاحتلال التركي.

 اتبعنا على تويتر من هنا

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة