الواجهة الرئيسيةشؤون دولية
جدلٌ حول تصريحات الكويت بشأن إيران
محللون يرون أنها دعوة إلى السلام.. وآخرون يعتبرونها تشتتًا في الموقف الخليجي إزاء طهران

كيوبوست
أثارت تصريحات مندوب الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة، منصور العتيبي -حول رغبة بلاده في أن لا ترى إيران محاصرةً ومعزولةً- جدلًا واسعًا، واعتبر مراقبون أن الكويت نقضت بتلك التصريحات مخرجات قمة الرياض الخليجية بشأن إيران، التي عقدت “الثلاثاء” الماضي، في العاصمة السعودية، الرياض.

وفي لقاء مع قناة “الجزيرة” القطرية، عبَّر المندوب الكويتي عن معارضة بلاده للعقوبات الأمريكية المفروضة على إيران؛ بسبب برنامجها النووي المشكوك في سلميته، وأيضًا بسبب سياساتها المهددة للأمن الإقليمي والدولي، واصفًا طهران بأنها “دولة جارة ومسلمة”، متمنيًا “تلافي الخلافات الموجودة وتعديل الاتفاق النووي بشكل أو بآخر”، لافتًا في الوقت ذاته إلى وجود مؤشرات إيجابية حول التفاوض الثنائي بين طهران وواشنطن.
وبينما عبَّرت دول الخليج، في البيان الختامي للقمة، عن رفضها التام استمرار التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون والمنطقة، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي، بعد البيان الخليجي، أن “بعض أعضاء مجلس تعاون دول الخليج يرغبون في التعاون مع إيران؛ لتعزيز أمن المنطقة، لكن أهلية بعض الدول الأخرى لن تسمح بذلك.
اقرأ أيضًا: مصادر لـ”كيوبوست”: الأزمة الخليجية تتجه إلى التهدئة.. والحل يحتاج إلى وقت
وكان البيان الختامي للقمة الخليجية الأخيرة -التي شاركت فيها الكويت- قد عبَّر عن “ترحيب مجلس التعاون ودعمه للخطوات التي اتخذتها الولايات المتحدة الأمريكية لحمل النظام الإيراني على وقف سياساته المزعزعة للأمن والاستقرار ودعمه ورعايته للإرهاب حول العالم”.
دولة صديقة لإيران

الكاتب والأكاديمي السعودي الدكتور أحمد الفراج، استنكر في تصريح لـ”كيوبوست” تصريحات المندوب الكويتي بالتساؤل: “كيف نطلب من الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي اتخاذ موقف صارم من إيران وبعض أشقائنا في الخليج يتعاملون بهذه النعومة والليونة مع طهران؟!”.
وأضاف الفراج: “موقف دول الخليج حاليًّا من إيران هو موقف مشتت جدًّا؛ إذ نرى الدوحة تتحالف مع طهران، والسعودية والإمارات والبحرين لها موقف مضاد تمامًا، بينما تقف الكويت وعمان موقفًا محايدًا، وأعتقد أنه أصبح أكثر من محايد”، وَفق رأيه، معقبًا: “موقف المندوب الكويتي لا يتماشى أيضًا مع موقف بلاده الكويت المحايد من إيران.. إنه تصريح غير محايد، يدعو إلى فك العزلة عن إيران، وأن يكون هناك اتفاق نووي جديد. باختصار، هو تصريح دولة صديقة لإيران”.
وتابع الكاتب والأكاديمي السعودي: “إذا كنا فعلًا نرغب في كبح جموح النفوذ الإيراني، والمشكلات التي سببتها وما زالت، فإنه يجب أن يكون لدول الخليج كافة موقف موحد من طهران”.
اقرأ أيضًا: الكويت تنتظر حكومة جديدة.. واتهامات الاختلاس تلاحق الجراح
دعوة إلى السلام

بينما اعتبر المحلل السياسي الكويتي د. فهد الشليمي، في حديث لـ”كيوبوست” أن تصريحات مندوب الكويت لدى الأمم المتحدة، بمثابة دعوة إلى السلام، ومن خلالها يحاول إيصال رسالة إلى الإيرانيين بأن يستجيبوا لأصوات التهدئة.
وفي الوقت الذي رأى فيه الشليمي أن “المواقف الإيرانية بلا شك هي مواقف معادية للكويت، والتاريخ يؤكد ذلك”، ضاربًا مثالًا على “التهديدات بإغلاق مضيق هرمز، وخلايا التجسس في الكويت التي قادها الحرس الثوري الإيراني”، متابعًا: “لكن يبقى دور الدبلوماسية هو البحث عن السلام والاستقرار، أما خيار التصعيد فهو غير وارد في السياسة الكويتية الهامسة الداعية إلى العقل والتروي”، كما وصفها.
اقرأ أيضًا: خبراء:العقوبات الجديدة تزيد القيود على إيران
مجاملة سياسية

المحلل السياسي الكويتي الدكتور عايد المناع، وصف تصريحات المندوب الكويتي بـ”المجاملة السياسية”، قائلًا في تعقيب لـ”كيوبوست”، “ليس من أهدافنا في الخليج أن نكون سببًا في معاناة شعب من الشعوب، وبالنسبة إلى إيران فنحن لم نفرض عليها أية عقوبات، ومن فرض العقوبات ما قبل اتفاق الـ5+ 1 هو الدول الغربية، وبعد خروج واشنطن من الاتفاق المذكور، فرضت عقوبات اقتصادية على طهران؛ بهدف إجبار الأخيرة على إعادة التفاوض على قدراتها النووية، ولو تخلَّت إيران عن برنامجها النووي وأقنعت واشنطن بذلك؛ فسيتم رفع العقوبات عنها”.
وتابع المناع: “عندما تتحول إيران إلى دولة طبيعية وليست توسعية؛ فإن علاقاتها مع دول الخليج العربية ومع غيرها من دول العالم ستكون طبيعية”.
سياسات إيران التوسعية

في السياق ذاته، اعتبر الكاتب والأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبد الله، أنه “لا توجد دول خليجية تتمنى أن يكون الجار الإيراني معزولًا ومحاصرًا ويتعرض إلى عقوبات أممية وأمريكية قاسية؛ لكن النظام الإيراني بسياساته العدوانية والتوسعية وبإصراره على تصدير الثورة ونزعاته المذهبية ودعم الميليشيات المسلحة وتطوير قدرات نووية وصاروخية هجومية وزعزعته لاستقرار وأمن المنطقة، يجلب لشعبه العقوبات والعزلة والحصار”.
ولفت عبد الله في تفسيره لـ”كيوبوست” إلى أن “النظام الايراني وحده يتحمل مسؤولية إنهاك بلاده في الداخل، وارتفاع الكراهية لها في الخارج، ولا توجد دولة في العالم تود أن تعيش بسلام وبحُسن الجوار مع إيران أكثر من دول مجلس التعاون، إلا أن النظام الايراني لا يبادل هذه الدول الاحترام باحترام وحُسن الجوار بحُسن جوار”.
اقرأ أيضًا: “كيهان” الإيرانية تهدِّد بقصف “أرامكو”
محاصرة ومعزولة

وقال المحلل السياسي الكويتي الدكتور فايز النشوان: “إن المندوب الكويتي يقصد بأن إيران هي التي أرادت أن تكون على وضعها الحالي محاصرةً ومعزولةً؛ بسبب سياساتها الشريرة في المنطقة، سواء بدعم الإرهاب أو التدخل في الشؤون السيادية في دول المنطقة أو تبني الخطاب الطائفي أو إنشاء الميليشيات المتطرفة؛ كـ(حزب الله) و(الحوثي) وبعض فصائل الحشد الشعبي، ونحو ذلك.. لذلك هي بيدها إزالة الحصار والعزلة التي تعانيها إذا بدَّلت سياساتها وتبنت مبادئ احترام القوانين الدولية والاتفاقيات ذات الصلة في ذلك”.