الواجهة الرئيسيةشؤون دولية
جثمان زكي مبارك يفضح التعذيب في سجون أردوغان
هل تتواطأ "حماس" مع أردوغان لإخفاء الجريمة؟

كيوبوست
وصل إلى مطار القاهرة الدولي، الإثنين الماضي، جثمان المواطن الفلسطيني زكي مبارك، الذي توفي في السجون التركية، بعد مماطلة غير مبررة من قِبَل السلطات التركية، وتحت إلحاح أسرة المغدور به زكي يوسف مبارك والتهديد برفع قضية دولية ضد تركيا وضد أردوغان شخصيًا، إذ أكد زكريا مبارك، شقيق المغدور به، أن المماطلة التركية في تسليم الجثمان تدل على محاولات إخفاء جريمة القتل والأدلة، وكشف عن أنه تقدم بشكاوى رسمية عبر عديد من الجهات الحقوقية الدولية حول جريمة قتل شقيقه؛ للمطالبة بفتح تحقيق دولي وتقديم المسؤولين الأتراك إلى العدالة الدولية، قررت السلطات تسليم الجثمان لأهله.
وكان في استقبال الجثمان زكريا مبارك، شقيق المغدور به، الذي أكد أن شهادة الوفاة المصاحبة للجثمان لم يدوّن بها سبب الوفاة؛ لكنها أثبتت وجود إصابات وجروح بالجثمان، ومن المقرر حسب أسرة القتيل نقل الجثمان لدفنه في غزة.
في حين صرَّحت شقيقته سناء، لقناة “سكاي نيوز”، بأن جثة شقيقها تظهر عليها علامات التعذيب والتشوُّه الشديد قبل أن يفارق الحياة.
اقرأ أيضًا: عند النظام التركي .. القتل هو الحل.
كان الفلسطيني زكى مبارك قد اختفى في الأراضي التركية، مطلع أبريل الماضي، وبعد 17 يومًا أعلنت السلطات التركية نبأ اعتقاله، وذلك في 22 أبريل الماضي، قبل أن تعلن وفاته بالسجن منتحرًا بعدها بأيام. رفضت أسرة الفقيد زكي مبارك ادّعاء السلطات التركية بانتحاره، وحمَّلت الرئيس أردوغان مسؤولية تصفيته داخل السجن.
لم تقدِّم أنقرة أي دليل يدعم روايتها؛ ما يعزز رواية عائلة الضحية التي اتهمت النظام التركي بتصفيته بعد فشلها في انتزاع اعترافات بجريمة التجسُّس التي لم يرتكبها.
ومن المعروف أن تركيا في ظل رئاسة أردوغان وتحديدًا خلال العامين الأخيرين، أصبحت ثالث أكبر دولة في أوروبا من حيث عدد السجناء مقارنة بالسكان، ونقل مركز “ستوكهولم للحريات” إحصائيات صادرة عن وزارة العدل التركية، قالت فيها إن ما يزيد على 260 ألف شخص مسجونون في مختلف أنحاء البلاد.
وسلَّط “ستوكهولم للحريات” في أحد تقاريره الذي حمل عنوان “حالات وفاة مريبة وانتحار في تركيا”، الضوء على تنامي أعداد الوفيات الغامضة في السجون ومراكز الاحتجاز التركية؛ بسبب التعذيب.
ونشر المركز أن 120 حالة وفاة وانتحار مشبوهة على الأقل سُجِّلت بين المعتقلين في تركيا خلال العامين الأخيرين.

وفي تصريح خاص أدلى به إلى “كيوبوست”، قال زكريا مبارك، شقيق المغدوربه، إنه لن يتنازل عن حق شقيقه، وهو الآن يسعى لدى النائب العام المصري؛ للمساعدة في الكشف على الجثمان وإصدار وثيقة رسمية توضح سبب الوفاة، حيث إن التقرير الطبي التركي المصاحب للجثمان لا يذكر سبب الوفاة، بل يثبت الإصابات والجروج التي به فقط.
وأضاف زكي مبارك: “على أية حال، فإن هذا التقرير التركي يكذب رواية السلطات الرسمية بأن المغدور به زكي انتحر، بل يؤكد أنه قتل من شدة التعذيب”.
وأكد شقيق المغدوربه أن في حال تعذَّر إصدار تقرير من الطب الشرعي بجمهورية مصر العربية؛ فإن الجثمان سينقل إلى غزة ليدفن في مقابر الأسرة، وأنه سيستكمل إجراءات التقاضي بالتقرير التركي وشهادة الشهود والصور التي التقطها لجثمان الفقيد، وسيرفع القضية إلى المحاكم الدولية؛ مثل محكمة العدل الدولية في لاهاي، والمحكمة الجنائية الدولية في باريس، وسيقدم شكوى في الأمم المتحدة عند المقرر العام للقتل خارج إطار القانون.
شاهد أيضًا: صديق الإرهاب الوفي .. أردوغان.
عمر الرداد مدير عام مركز ابن خلدون وخبير الأمن الاستراتيجي بعمان- الأردن

وقال د.عمر الرداد، مدير عام مركز ابن خلدون في الأردن وخبير الأمن الاستراتيجي، في تصريح أدلى به إلى “كيوبوست”: “في صورة أقرب ما تكون إلى صور وجثث مغدوري تنظيم داعش، وصلت جثة الفلسطيني المتهم بأنه عميل لأجهزة إماراتية والمعتقل في تركيا، إلي القاهرة، في طريق إعادته إلى ذويه في قطاع غزة.. اللافت للنظر حجم التمثيل بجثة المغدور به زكي مبارك، بما في ذلك أعضاؤه الداخلية والخارجية، لدرجة -وَفقًا لإفادات ذويه- أنه كان من الصعب التعرف على الجثة، وإذا كانت فعلًا لزكي أم أنها جثة شخص آخر. وكان المغدور به وَفقًا لرواية رسمية لأجهزة الأمن التركي تؤكد أن وفاته كانت نتيجة عملية انتحار في زنزانته المفردة، وهو ما أثار شكوكًا واسعة حول حقيقة وفاته، وحقيقة التهم الموجهة إليه، القضية لم تأخذ أبعادًا في إطار المنظمات الحقوقية، رغم مخالفة السلطات التركية لأبسط مقاربات حقوق الإنسان، وتطرح تساؤلات حول مدى التزام تركيا بمعايير حقوق الإنسان، وهو ما تدركه المنظمات الحقوقية الدولية، إذ يبدو أنه لا يمكن تفسير إثارة قضايا في بعض الدول العربية كالسعودية لا ترقى إلى قضايا حقوق الإنسان؛ خصوصًا المرتبطة بعدد محدود جدًّا لنساء ترتبط بظروف احتجازهن! غير أن التوظيف السياسي الأخطر في قضية مبارك كان بما يتردد حول تواطؤ مارسته حركة حماس في غزة على ذوي مبارك؛ لعدم الإدلاء بأية تصريحات أو متابعة القضية وإثارتها في المحافل الدولية؛ في إطار علاقة معروفة بين حركة حماس والقيادة التركية”.
اقرأ أيضًا: أردوغان.. رجل الفوضى “غير” الخلَّاقة.
وتابع الرداد: “محزن أن الفلسطيني اليوم الذي يتعرض لقصف من إسرائيل يواجه أساليب أكثر شدة مما تقوم به إسرائيل في دولة تطرح قياداتها أنها تعمل وَفق مشروع إسلامي يستلهم تجارب الخلافة الإسلامية، وهو ما يدعو إلى التساؤل عن حقيقة النسخة التي تطرحها القيادة التركية للخلافة الجديدة، وحدود الاختلاف بينها وبين ما تطرحه التنظيمات الإرهابية؟!”.