شؤون دولية

ثورة تجارية بين 68 دولة: كل ما تريد معرفته عن طريق الحرير الجديدة

الصين تقود مبادرة الحزام نحو شراكة عالمية

كيو بوست – 

كثر الحديث في الفترة الأخيرة عما بات يسمى طريق الحرير الجديدة، التي تتطلع الصين لإطلاقها، وإحداث ثورة اقتصادية على مستوى عالمي. فما هي أسرار هذا المشروع الاقتصادي؟ وما هي الدول الشريكة فيه؟ وكيف يمكن أن يحدث تحولًا اقتصاديًا في الدول التي يمر منها؟

 

نظرة تاريخية

طالما أن الطريق تحمل وصف الطريق الجديدة، فإن طريقًا قديمة كانت تربط اقتصادات الحضارات القديمة.

طريق الحرير الصينية هي أشهر طرق العالم القديم، وتعود نشأتها إلى أكثر من 200 عام قبل الميلاد. كانت حينها تربط بين الصين والعالم العربي، وصولًا إلى أوروبا طوال 3 آلاف عام، بممرين بحري وبري يلتقيان في نقطة معينة.

كانت الطريق تمتد برًا وبحرًا لنحو 12 ألف كيلومتر تسلكها القوافل والسفن قديمًا، بهدف نقل البضائع التجارية بين الصين وآسيا الصغرى والوسطى وبلاد العرب والفرس وإفريقيا وأوروبا.

وأدت هذه الطرق دورًا في التمازج الثقافي بين الصين وشعوب العالم. كما لعبت الطرق دورًا في إنعاش التجارة في العالم العربي، وتعلم التجار لغات وتقاليد البلدان التي سافروا عبرها.

ويعود ربط التسمية بالحرير، إلى معرفة الصينيين، في فترة 3000 قبل الميلاد، لفنون مبهرة لإتقان صنع الحرير وتطريزه. وقد أذهلت هذه الصناعة الناس قديمًا، فسعوا لاقتناء الحرير بشتى السبل.

وعليه، بدأ الحرير يأخذ طريقه من الصين إلى أرجاء العالم، ثم دخلت معه العديد من البضائع، عبر الطرق التي كان يسلكها من الصين إلى أقاصي آسيا وشمال إفريقيا ووسط أوروبا.

لكن التسمية لم تظهر جليًا في ذلك الوقت، بل عرفت بمسميات أخرى، منها طريق اليشم، وطريق الأحجار الكريمة، وطريق الفخار والخزف، وطريق التوابل، قبل أن يطلق مصطلح “طريق الحرير” في منتصف القرن 19 من قبل العالم الجيولوجي الألماني البارون فرديناند فون ريشتهوفن، نسبة إلى أشهر سلعة تحتكر إنتاجها الصين آنذاك، وأبقت على سرها نحو 3 آلاف سنة.

 

طريق الحرير الجديدة

تلاشت طريق الحرير القديمة مع مرور الزمن شيئًا فشيئًا بسبب الحروب والصراعات، واتخاذ التجار المسارات البحرية بدلًا من هذه الطريق لأنها أكثر أمانًا من الطرق البرية، وتحول مسارات الطريق لمسارات أخرى.

ويرجع خبراء الأسباب التي أدت إلى توقف هذا الطريق للاكتشافات البحرية الكبرى وانحدار الإمبراطوريات، واكتشاف تصنيع الحرير في أوروبا، وإغلاق بعض من أجزاء الطريق من قبل الأتراك، وافتتاح قناة السويس في مصر عام 1869.

لكن منذ عام 2005، عادت طريق الحرير الجديدة بين آسيا وأوروبا للحياة من جديد، رابطة بين دول آسيوية، تبدأ بتركيا وتنتهي بكازاخستان، لكن هذه المرة بواسطة القطارات عوضًا عن الخيول والجمال.

وتسعى الصين للدفع بالطريق بكل قوة لتشمل عديدًا من الدول لإحداث ثورة تجارية كبرى. وتقدر أن هذا المشروع سيحدث تفوقًا قيمته 2.5 ترليون دولار أمريكي خلال 10 سنوات، بتكلفة تبلغ نحو 47 مليار دولار أمريكي.

وفي عام 2013، دفع الرئيس الصيني بمبادرة “الحزام والطريق” لتضم أكثر من 60 دولة في قارات آسيا وأوروبا وإفريقيا، التي يبلغ إجمالي عدد سكانها مجتمعة 4.4 مليار نسمة، أي ما يعادل 63% من سكان العالم.

المصدر: سكاي نيوز عربية

وتنفق الصين سنويًا قرابة 150 مليار دولار في الدول الـ68 التي وافقت على المشاركة في المبادرة، وهي مبالغ تقوم على مشاريع على امتداد الطريق.

وترجع صحيفة نيويورك تايمز أحد أهم أسباب إحياء الصين لهذه الطريق، للإنتاج الصناعي الصيني الفائض. على سبيل المثال، تنتج الصين نحو 1,1 مليار طن من الفولاذ سنويًا (وهي كمية تعادل تلك التي تنتجها كل دول العالم الأخرى)، ولكنها لا تستهلك داخليًا إلا 800 مليون طن. ويقدر اتحاد غرف التجارة الأوروبية أن المبادرة ستستوعب 30 مليون طن من هذا الإنتاج الفائض فقط.

 

جغرافيا الممرات

يتضمن الفرع البري من الطريق 6 ممرات، إضافة إلى طريق الحرير البحرية.

وهذه الممرات هي:

الجسر البري الأوراسي الجديد، الذي يمتد من غربي الصين إلى روسيا الغربية.

ممر الصين – مونغوليا – روسيا، الذي يمتد من شمالي الصين إلى الشرق الروسي.

ممر الصين – آسيا الوسطى – آسيا الغربية، الذي يمتد من غربي الصين إلى تركيا.

ممر الصين – شبه جزيرة الهند الصينية، الذي يمتد من جنوبي الصين إلى سنغافورة.

ممر الصين – باكستان، الذي يمتد من جنوب غربي الصين إلى باكستان.

ممر بنغلاديش – الصين – الهند – ميانمار، الذي يمتد من جنوبي الصين الى الهند.

أما طريق الحرير البحرية فتمتد من الساحل الصيني عبر سنغافورة والهند باتجاه البحر المتوسط.

وتمر الطريق بشكل أساسي في دولتين عربيتين هما الإمارات وعُمان.

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة