الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية
ثورة الإعلام الإيرانية
كيف تستخدم إيران وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الإنترنت للتحريض وحشد المتابعين وشنِّ حملات التأثير السلبي

كيوبوست- ترجمات
داني سيترينوفيتش وآري بن عام♦
تسعى إيران والجماعات العميلة لها، منذ عام 1979، إلى تصدير نموذجها من الأيديولوجية الثورية لتأسيسِ الهيمنة الإيرانية في العالم الإسلامي. وقد بذلت إيران جهودًا كبيرة لتصوير نفسها “كمدافع” عن الإسلام وقيمه، خاصة الإسلام الشيعي، على الصعيد العالمي. ومع ذلك، فإن علاقة إيران العدائية والمواجهة العلنية مع الغرب -لا سيّما الولايات المتحدة، التي تعتبرها “الشيطان الأكبر”- جعلت من إيران نموذجًا يُحتذى به لأولئك الذين يعارضون النظام العالمي الحالي.
لقد استخدمت إيران نهجًا ذا شقين لتصدير ثورتها على أفضل وجه، وتعزيز مصالحها في الخارج. تستخدم استراتيجية إيران القوة الصلبة والناعمة، أو الحرب الهجينة، أو تكتيكات “المنطقة الرمادية” لتحقيق أهدافها، ونشر نسختها من الأيديولوجية الإسلاموية المتشددة في جميع أنحاء الشرق الأوسط وخارجه. وفيما يتعلق بالقوة الصلبة، تقدم إيران الدعم المالي والأيديولوجي والمادي لوكلاء الإرهاب العالميين، الموالين للمرشد الأعلى الإيراني. وقد أدّى دعم إيران للمنظمات الإرهابية والحركات المتطرفة إلى تكوينِ مناطق نفوذ إيرانية في جميع أنحاء المنطقة؛ في أفغانستان والعراق وسوريا ولبنان والأراضي الفلسطينية واليمن، وتهديد الاستقرار الداخلي للعديد من الدول الأخرى، بما في ذلك البحرين، والمملكة العربية السعودية.
اقرأ أيضًا: في الذكرى الـ26 لتفجيرات الخبر: باحث سعودي يفتح ملف الدور الإيراني في دول الخليج
يركز معظم الباحثين اليوم على تكتيكات القوة الصلبة التي تستخدمها إيران وحزب الله، الفرع العربي للثورة الإيرانية الأكثر صدقًا وقوة. ومع ذلك، فمن الأهمية بمكان دراسة قوة إيران الناعمة ونهج الحرب الهجينة، لأن هذه الجوانب تزداد أهمية وإلحاحًا في استراتيجيتها. ذلك أن نشر النفوذ الإيراني، والحرب الهجينة، يسهم في تقوية النظام من خلال تزويده بقاعدةٍ أوسع من الدعم الاستراتيجي، على المستوى السياسي والمالي والعملياتي. ومن خلال استخدام شبكتهما العالمية من المنظمات الدينية والثقافية، بما في ذلك الجامعات، والجمعيات الخيرية، والشتات الإيراني واللبناني، تتمكن إيران وحزب الله من جذب ملايين الأشخاص حول العالم لدعم أهدافهما السياسية، وجهود جمع التبرعات، وحتى خلاياهما الإرهابية.

القوة الناعمة الإيرانية وعمليات الدعاية والنفوذ العالمية تعمل بشكلٍ موحد تحت رعاية النظام وتشمل مؤسساتها الرسمية، وزارة الخارجية ووسائل الإعلام الحكومية، فضلًا على الأبواق “الرسمية” الأقل علانية؛ مثل المراكز التعليمية، والمنظمات الدينية. جميع كيانات عمليات حرب المعلومات والنفوذ الإيرانية تُموّل مركزيًا من قبل النظام بمئات الملايين من الدولارات سنويًّا، مع دعاية خارجية في المقام الأول تحت رعاية إذاعة جمهورية إيران الإسلامية، وبرنامج “المغتربين” التابع لوزارة الخارجية الذي يتلقى زياداتٍ كبيرة في الميزانية، في السنوات الأخيرة، على حساب المراكز التعليمية. وقد ترافقت هذه الزيادات في الميزانية، والتحوّل العام إلى وسائل الإعلام الجديدة، مع زيادة الاستثمار والاهتمام بالتأثير على الخطاب عبر الإنترنت من خلال حملات التضليل المنسّقة على وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات المراسلة.
اقرأ أيضاً: بصمات إيران تقف خلف استهداف منشآت النفط في السعودية
بناء على ذلك، سيبحث هذا التقرير العديدَ من جوانب الدعاية الخارجية الإيرانية، وعمليات النفوذ. وسينصب التركيز الأساسي على العناصر التي لم تُبحث بعد، مثل استخدام وسائل الإعلام الجديدة للوصول إلى الجماهير المستهدفة في العالم النامي، والعمليات السرية في السياق الأوسع لجهاز عمليات النفوذ المتكامل في إيران.
لقراءة التقرير الكامل: اضغط هنا
♦داني سيترينوفيتش: باحث غير مقيم في المركز الأطلسي.
♦آري بن عام: محلل استخبارات المصادر المفتوحة واستخبارات الويب.
المصدر: عين أوروبية على التطرف