الواجهة الرئيسيةترجماتثقافة ومعرفة
تيك توك وأحلام الثراء في العالم العربي!

كيوبوست- ترجمات
نغم قاسم
نشر موقع “بي بي سي”، مؤخراً، مقالاً بقلم نغم قاسم، تلقي فيه الضوءَ على موجة صانعي المحتوى العربي التي تشهدها منصة “تيك توك”. بدأت قاسم مقالها بالإشارة إلى صانع المحتوى محمد الغندور الذي يمضي أربع ساعات يومياً على هاتفه المحمول في إعداد مقاطع فيديو ينشرها على تطبيق تيك توك، الأمر الذي يدر عليه ما بين 1000 و3000 دولار شهرياً.
يقول الغندور إنه وأمثاله يكسبون المال من خلال “صندوق صانعي المحتوى” الذي يقدم مبالغ مجزية لكبار صانعي المحتوى. وإن صنع مقاطع فيديو ترويجية لمنتجات شركات التكنولوجيا يمكن أن يكسبه ما قد يصل إلى 60% من قيمة هذه المنتجات.
اقرأ أيضاً: أوروبا والتهديد الحقيقي لوسائل التواصل الاجتماعي
وقد تمكن الغندور من خلال مقاطع الفيديو التعليمية التي ينشرها حول التسويق الرقمي من اكتساب أكثر من نصف مليون متابع معظمهم يحلمون بالثراء السريع. حيث يبلغ عدد العاطلين عن العمل في العالم العربي نحو 14.3 مليون، معظمهم من الشباب الذين يمكنهم بفضل هواتفهم المحمولة، والتطبيقات المتقدمة، مثل تيك توك، أن ينتجوا مقاطع فيديو ويشاركوها بسهولة. وفي السنوات الأخيرة ظهر العديد من صانعي المحتوى العرب الذين تمكنوا من جني أموال وفيرة.

ولكن رحلة تيك توك في العالم العربي لا تقود صانعي المحتوى إلى الثروة دائماً، بل إنها أوصلت بعضهم إلى السجن. وقد تلقت كل من المصريتين حنين حسام ومودة الأدهم أحكاماً بالسجن لثلاث سنوات، وست سنوات على التوالي، بعد أن أدانتهما محاكم مصرية بجريمة الإتجار بالبشر. بينما يقول نشطاء حقوقيون إن الفتاتين تعرضتا لحملة قمعٍ شنتها السلطات المصرية ضد المؤثرات على وسائل التواصل الاجتماعي بتهمٍ تنتهك حقوقهن في الخصوصية وحرية التعبير والمساواة.
اقرأ أيضاً: وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي والمعلومات المضللة في أوكرانيا
ترى شيماء، وهي مؤثرة مغربية في ربيعها التاسع عشر، أن مقاطع الفيديو التي تشاركها على تيك توك لا تدر عليها الكثير من المال، بالمقارنة مع قناتها على يوتيوب. وتقول إنها تحتفظ بحسابها على تيك توك من أجل جذب متابعين إلى حساباتها على وسائل التواصل الأخرى.
وكما هي الحال في جميع منصات التواصل الاجتماعي الأخرى، كلما زاد عدد متابعي المؤثر على تيك توك زادت الأموال التي يجنيها.

ولكن ما يميز التطبيق هو أن المؤثر لا يحتاج إلى ملايين المتابعين كي يبدأ بجني المال من خلاله. فالحسابات التي تحظى بما يتراوح بين 50,000 و150,000 متابع يصنفها التطبيق على أنها حسابات “مؤثر صغير”، ويمكن لهذه الحسابات أن تدر مالاً على أصحابها بمجرد أن يشاهد المقطع المنشور عليها أكثر من 100,000 مستخدم خلال ثلاثين يوماً.
كما يتميز تيك توك بأنه يوزع المحتوى على جميع المستخدمين، وليس فقط على متابعي حساب معين، الأمر الذي يسهل الانتشار على نطاق واسع.
اقرأ أيضاً: التشهير بالأطفال على تطبيق “تيك توك”
وتشير كاتبة المقال إلى وجود اتجاه جديد لجمع الأموال بين المستخدمين من الشباب العرب، من خلال طلب الدعم من متابعيهم لتحقيق مشاريعهم. ومثال ذلك المغنية السورية الشابة فايا يونان التي تمكنت من جمع تبرعات بقيمة 25,000 دولار من متابعيها على وسائل التواصل الاجتماعي لتسجيل أغنية لها.
لكن رامي عساف، الباحث في الاقتصاد الرقمي في كلية الدراسات الشرقية والإفريقية في لندن، يلفت إلى أن عدد الأشخاص الذين يكسبون المال من تيك توك قليل، وأن المبالغ التي يقولون إنهم يكسبونها مبالغ فيها في أغلب الحالات.
المصدر: بي بي سي