الواجهة الرئيسيةشؤون عربية
تونس ما بعد السبسي.. الزبيدي مستعد والغنوشي يبتز الشعب التونسي عاطفيًا

تونس-كيوبوست
باقتراب موعد الانتخابات الرئاسية السابق لأوانه، بدأت تداعيات وفاة رئيس الجمهورية تنكشف ونيَّات المرشحين تفصح عن بعض من غموضها، والتي فضحتها شركات استطلاع الرأي في تونس خلال الأشهر الماضية؛ إذ أكّدت تراجع الأحزاب التقليدية بما في ذلك حركة النهضة، والأحزاب الوسطية العلمانية والليبرالية؛ مثل حزب مشروع تونس والحزب الجمهوري. وتبقى مفاجآت الترشحات والتوافقات منتظرة في سباق محموم ومزدحم.
وكانت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات قد أعلنت رسميًّا، في وقت سابق، في اجتماع مع ممثلي الأحزاب السياسية، أن موعد الانتخابات الرئاسية حُدِّد في 15 سبتمبر المقبل. ويتعين تقديم الطلبات بين 2 و9 أغسطس؛ ليتم الإعلان عن النتائج الأولية في 17 سبتمبر.
اقرأ أيضًا: تونس تودع رئيسها.. وتبدأ مبكرًا رحلة البحث عن خليفته
وفي حين أعربت الأحزاب السياسية عن دعمها لهذا الجدول الزمني، دعا حزب النهضة الإسلامي وحزب مشروع تونس الذي يضم منشقين من “نداء تونس”، إلى تأجيل الانتخابات الرئاسية؛ من أجل “السماح لجميع المرشحين بالحصول على نفس الفرص”، حسب تعبيرهم.
مناشدة عبد الكريم الزبيدي للترشُّح

وبمجرد انتهاء مراسم تشييع الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي، يوم السبت 27 يوليو 2019، انتشرت في تونس دعوات لوزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي، للترشُّح للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها. وجاءت هذه الدعوات من نشطاء بالمجتمع المدني ووجوه سياسية ونواب في البرلمان اعتبروا أن الزبيدي يمثِّل واحدًا من أكثر الوزراء الذين يحظون بإجماع واحترام شعبي؛ خصوصًا أن الرجل هو الوزير الوحيد الذي يرفض الحصول على راتب شهري مقابل تقلّده منصب وزير الدفاع.
والملاحظ أن الزبيدي كان من أقرب الشخصيات السياسية إلى الرئيس الراحل السبسي، وهو آخر من التقاه يوم 22 يوليو 2019، قبل ثلاثة أيام من وفاته، وكثيرًا ما كان السبسي يدعو الزبيدي؛ لاستشارته بشأن مسائل تهم الأمن القومي في تونس ومستقبل الدولة، فحاز بذلك صفة المستشار عند الأزمات.
اقرأ أيضًا: في الاستثمارات القطرية في تونس.. فتش عن حزب النهضة
ولم يخفِ الزبيدي، الثلاثاء الماضي، في حوار مع صحيفة “الشارع المغاربي” استعداده لدخول السباق الرئاسي، قائلًا: “إذا كان عندي ما أُضيف إلى البلاد”. ويبدو أن هذا التصريح يحمل في طياته موافقة مبدئية على دخول الانتخابات مع ضرورة توفُّر شروط قد يكون من بينها وجود تحالف سياسي وازن حوله، أو انسحاب شخصيات تنوي الترشُّح لفائدته؛ حتى يكون متأكدًا من المرور إلى الدور الثاني إن لم يحسم الأمر من البداية.
حركة النهضة تبتز الشعب التونسي عاطفيًا

أثارت تصريحات رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، بشأن إمكانية دعم وزير الدفاع الحالي عبد الكريم الزبيدي، في حال ترشَّح للانتخابات الرئاسية، كثيرًا من الجدل في الأوساط السياسية؛ حيث أشاد بالزبيدي قائلًا إنه رجل وطني وخدم البلاد ويعتبره صديقًا ومؤهلًا مثل غيره للترشُّح إلى الانتخابات الرئاسية، قائلًا: “إن الاختيار يبقى بيد الشعب التونسي”.
وأضاف الغنوشي أن الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي، لم يورِّث أموالًا أو عقارات حتى يتم التخاصم بشأنها، وأن إرثه الأساسي هو الديمقراطية ورفض الإقصاء والوحدة الوطنية والتنمية.
وتابع رئيس حركة النهضة خلال إيداع ترشحه للانتخابات التشريعية على رأس قائمة الحركة في دائرة تونس، بأن مَن يعتبر نفسه “باجيًا” ينبغي أن يكون ديمقراطيًّا وأن يعمل على الوحدة الوطنية ودون إقصاء.
اقرأ أيضًا: نادية شعبان ل”كيوبوست”: فوز الغنوشي سيجعله صاحب القرار في تونس
واعتبر مراقبون أن مثل هذه التصريحات لرئيس حركة النهضة في تونس فيها كثير من المناورات؛ فهي من جهة تراهن على تشتت القوائم وتدنِّي المشاركة للهيمنة على البرلمان القادم، ومن جهة ثانية فهي تحاول تبديد حالة الإجماع الوطني بعد رحيل السبسي؛ حتى لا تتحوَّل إلى موقف سياسي شعبي كالذي حدث في 2014 حين دعم الملايين من التونسيين الباجي قائد السبسي وحزبه نداء تونس؛ للفوز بالانتخابات.
يوسف الشاهد تحت الضغط

ويتعرض رئيس الوزراء يوسف الشاهد، الذي أسَّس في أبريل الماضي حزب “تحيا تونس” المنشق عن “نداء تونس”، إلى انتقادات بسبب طموحاته في الانتخابات الرئاسية.
ولم يمثل إعلان الشاهد عدم استعداده للترشُّح لانتخابات الرئاسة في الوقت الراهن مفاجأة عند البعض؛ بل أكد ما يعيشه حزبه من حالة تململ وأنه غير جاهز لخوض هذا الاستحقاق وأيضًا غياب قاعدة شعبية تسنده.
واعتبر مراقبون أن إحجام الشاهد عن الترشُّح لانتخابات الرئاسة مرده غياب ضمانات بالفوز؛ خصوصًا أن الحزب الذي لم يتجاوز عمره بضعة أشهر لم تستقر حاله، ويشهد منذ تأسيسه حالة غليان وصراع مناصب لا تنتهي، وشهد استقالات بالجملة على خلفية تلك الصراعات وانحراف الحزب عن المبادئ التي من أجلها بُعث، مشيرين إلى أن هذا المناخ المتوتر لا يضمن للشاهد موقعًا مريحًا، ولا يشجع على خوض مغامرة الانتخابات الرئاسية؛ خصوصًا أن هذه الانتخابات السابقة لأوانها ستكون الاختبار الأول لحزب الشاهد، لقياس وزنه على الساحة السياسية.