شؤون عربية
تونس: الرايات السوداء لـ”حزب التحرير” و”داعش” ترفرف في شارع بورقيبة!
بنظر مراقبين، حزب التحرير يُعتبر الجناح السياسي لتنظيم داعش

كيو بوست –
تعود الذكرى الثامنة للثورة التونسية بمظاهر غريبة عن الشارع التونسي، لعل أبرزها كان رفع أعلام “حزب التحرير” في شارع عبد العزيز بورقيبة أهم شوارع العاصمة، تحديدًا أمام مبنى وزارة الداخلية.
دعت المظاهرة التي قادها عناصر من “حزب التحرير” إلى عودة الخلافة، وسط الشعارات المرفوعة والرايات البيضاء والسوداء للحزب، فيما هتف الأنصار: “الخلافة على الأبواب”!
يحدث ذلك في الوقت الذي حُسمت فيه مدنية الدولة في الدستور التونسي.
اقرأ أيضًا: هكذا استغلت جماعات الإسلام السياسي منابر المساجد
وأثارت الصور والرايات المرفوعة استياء التونسيين وقلقهم على مستقبل البلاد، لأن المظاهرة التي أعتُبرت “مستفزة” جرت أمام وزارة الداخلية، بينما كانت الشعارات المرفوعة تحض على نشر الكراهية والإقصاء والمصطلحات العدائية تجاه العموم مثل “عملاء” و”خدم للاستعمار”.
14جانفي2019 داعش موش في سوريا أو العراقداعش في قلب تونس
Posted by TOUT SAUF ENNAHDHA on Monday, 14 January 2019
الرعب الذي أثارته رايات حزب التحرير، عاد بأغلب المعبرين عنه إلى مشاهداتهم للرايات المرفوعة، مع رايات “داعش”، في سوريا وليبيا والعراق، باعتبار أن هذه التنظيمات من إفرازات “الربيع العربي” الذي تحتفل تونس اليوم بالسنة الثامنة لتفجيره من على أرضها في 14 يناير/كانون الثاني 2011.
وبحسب متابعين، فإن حزب التحرير صعد على أكتاف التونسيين وتضحياتهم في الثورة، إذ حصل على ترخيص في 17 يوليو/تموز 2012، بعد أن كان ممنوعًا من العمل داخل تونس، وكانت نشاطاته محظورة في عهد النظام السابق. وبعكس الأحزاب العلمانية واليسارية التي يكفرها حزب التحرير، لم يُشهد للحزب أي معارضة قوية للنظام أو مطالب اجتماعية واقتصادية وسياسية تهم المواطن التونسي، حتى بعدما أخذ التصريح بتأسيسه في عهد حكومة حمادي الجبالي الإخوانية، في إطار دعم النهضة للاتجاهات الدينية في البلاد.
تقارب فكري مع داعش والقاعدة
لا تختلف رؤى حزب التحرير كثيرًا عن اعتقادات تنظيم داعش الإرهابي، بسبب اعتقادات الطرفين عن “الخلافة” و”الحاكمية”، إضافة إلى تكفير عموم المسلمين ومن لا يؤمن برؤيتهم السياسية المتعلقة بالخلافة.
ومع اختلاف بالأسلوب، يتشابه حزب التحرير مع داعش في رؤيته لإقامة الحدود وفرضها تحت مسمى تطبيق الشريعة، كما يعتقدون بوجوب فرض الخلافة، إلّا أن داعش سلك الطرق الإرهابية المباشرة، بينما سلك حزب التحرير منهج الدعوة في الإرهاب، وما يسمى بالإرهاب الفكري، الناجم عن تكفير عموم المسلمين وباقي التيارات العلمانية أو الليبرالية او اليسارية المختلفة عن الحزب، وضرورة الاستعجال بتطبيق الشريعة وإقامة الحدود! وهو الذي دعى بعض الدعاة إلى وصفهم بـ”الجناح السياسي لتنظيم داعش”، إذ لا يعترف كلا الجناحين (داعش والتحرير) بالدولة الوطنية.
اقرأ أيضًا: علاقة الإسلام السياسي بالديمقراطية: تنافر في مصر، ومحاولات بائسة في تونس
وبسبب عدم إيمانه بالدولة الوطنية، يقوم مبدأ حزب التحرير على تقويض أسس الدولة الحديثة، إذ لا يعترف أعضاؤه بالعَلم الوطني ولا يرفعونه، إنما يرفعون رايات شبيهة بداعش والقاعدة. كما أن الحزب يُطلق اسم “الولايات” على البلدان التي فيها فروع له، بدلًا من مسمى دولة أو وطن، وهو أمر مشترك مع داعش التي تنتهج الرمزية ذاتها في التسميات، ساعية لشطب مفهوم الدولة والوطن من أذهان أفراد المجتمع.
يضاف إلى تلك الأسباب ما يعتقده كل من حزب التحرير وداعش والقاعدة بوجوب رفض مدنية الدولة وعلمانيتها التي حسمها الدستور التونسي، إذ يؤمن الحزب بما يسمى “البيعة” بدلًا من الانتخابات الديمقراطية، والدولة الدينية بديلًا عن الدولة المدنية التي يعتبرها الحزب “كافرة”!
ويأتي ذلك على الرغم من أن الحزب يخوض الانتخابات البرلمانية والبلدية، وهو ما جعل خصومهم يصفونهم بالانتهازية، إذ إن غاية الوصول للسلطة بالنسبة إليهم، تبرر لهم خوض الانتخابات برغم عدم إيمانهم بها.
وقد تظاهر أعضاء الحزب في مايو/أيار 2013، رافضين لمسودة الدستور التونسي، بسبب اشتماله على مواد “حوار الحضارات”. وعارض الناطق باسم الحزب في تونس، رضا بلحاج، المواد الضامنة للاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها تونس، واصفًا تلك المواد بأنها “ألغام”! وأعلن رفضه للقوانين المدنية التي يحتويها الدستور، واصفًا إياها بأنها “وضعيّة” وعلمانية وتتناقض مع الشريعة!
أما مشروعهم السياسي الوحيد، فينحصر بالوصول للسلطة من أجل فرض آرائهم المتشددة، وإقصاء الآخر؛ إذ يعتبر الحزب أن هموم المواطن التونسي تنحصر بتطبيق الشريعة ومبايعة الخليفة، مع إهمالهم لأي من المطالب الديمقراطية والاقتصادية، حتى إنهم يعتبرون ما يعانيه المواطن التونسي من مشاكل اجتماعية واقتصادية مردّه إلى عدم مبايعة خليفة، دون أي قراءة معمقة بالتاريخ والواقع. وتقتصر شعاراتهم على أن “الخلافة أولًا”، في الوقت الذي تُطالب فيه باقي أحزاب المعارضة بعدالة اجتماعية واقتصادية وحياة مدنية لجميع المواطنين.
يريدون أن بوصلوا رسالة أن داعش جاهزة وفي صراخهم هتفوا لراية العقاب والباقي سنعرفه قريبا
Posted by Bassel Torjeman on Monday, 14 January 2019
لطفي براهم وينك يا جنرال شوف حال البلاد بعدك وين وصلت . اشبيك متردد تقدم للصندوق و احنا اولاد تونس معاك يا وزير…
Posted by Abdelaziz Rebhi on Monday, 14 January 2019
اليوم في شارع بورقيبة حزب التحرير والسلفيين والدواعش يدعون لإقامة دولة الخلافة اين الحكومة آسفي وحزني على تونس
Posted by Hajj Ramzi on Monday, 14 January 2019
داعش تحتفل بالثورة في شارع الحبيب بورقيبة و أمام وزارة الداخلية.
Posted by Naceur Messai on Monday, 14 January 2019