ثقافة ومعرفةمجتمع

توقف عن مقارنة أطفالك بالآخرين، لا سلبًا ولا إيجابًا!

لماذا علينا أن نتوقف عن مقارنة أطفالنا بالآخرين؟

كيو بوست – 

لا يدرك كثيرٌ من الآباء والأمهات مخاطر مقارنة الأطفال الآخرين مع أطفالهم. وكثيرًا ما يسمع الأطفال بشكل عام عبارات مثل، فلان أفضل منك، فلان أذكى منك، أو أي شيء من هذا القبيل، لكن يبدو أن قلة قليلة من الآباء والأمهات يدركون المخاطر الحقيقية الكامنة وراء مثل تلك المقارنات.

اقرأ أيضًا: 9 مواقف يجب أن تقول فيها لطفلك “لا”

إن المقارنة بين الأطفال، التي تأتي عادة على شكل لوم للطفل، قد تكون سببًا لمشاكل صحية ونفسية، خصوصًا أنه يشعر بأنه أقل منزلة من الآخرين، وأن الأطفال ممن هم في سنه أو مستواه هم أفضل منه، نتيجة المقارنة التي استحضرها الوالدان.

في العادة، يشعر ويرغب الوالدان بأن يكون طفلهما أذكى وأفضل من كل الأطفال الآخرين، لكن حرصهما الدائم على تحقيق مثل هذا الهدف قد يدفعهما إلى ارتكاب بعض الأخطاء، التي سيكون لها آثارًا سلبية كبيرة على حياة الطفل، قد تمتد آثارها إلى سنوات طويلة، الأمر الذي سيمنعه من تحقيق الهدف الذي وضعه الوالدان، المتمثل بأن يكون أفضل من أقرانه.

بحسب متخصصين في مجالات التربية وعلم النفس، قد تكون هذه سببًا في تراجع مستوى الطفل النفسي، خصوصًا أن المقارنة قد تؤدي بشكل مباشر إلى اهتزاز ثقة الطفل بنفسه، وشعوره بعدم الراحة.

ونصحت المتخصصة في أدب الطفل الألمانية هايدماري بروشه بتجنب إجراء المقارنات بين الأطفال، مع محاولة التركيز على الإيجابيات.

اقرأ أيضًا: هل يفضل الوالدان طفلهم الأصغر حقًا؟ دراسات علمية تجيب

تقول بروشه إن من الضروري أن يوازن الوالدان في تقييم أوجه الضعف لدى طفلهم، والانتباه إلى إيجابيات هذا الضعف، فمثلًا قد يكون الطفل الخامل في المدرسة كثير الحركة ودائم الطاقة، ولا يعني هذا أنه أسوأ من أقرانه، بل على العكس، فقد يتفرد بصفات أخرى تميزه عن غيره.

إن محاولة الوالدين لتحفيز أبنائهم على النشاط قد لا تكون بالضرورة سببًا يدفع الأطفال إلى ذلك فعلًا، بل على العكس، فقد يؤدي ذلك إلى نتائج عكسية، تساهم في ازدياد سوء حالة الطفل النفسية والسلوكية، أو فقدانه للميزات التي كان يمتلكها سابقًا. فحين يشعر الطفل –نتيجة المقارنة- أنه أسوأ من غيره، يشعر بنوع من الدونية، وبأنه أقل من الآخرين.

الغريب أن خبراء التربية وعلم النفس يحذرون أيضًا من إجراء مقارنات في سبيل تمجيد الطفل أو شكره، لأن ذلك قد يكون له نتائج عكسية؛ منها شعوره بالتكبر والمبالغة في الاعتداد بنفسه، إضافة إلى احتمالية قيامه بانتقاد الآخرين بكثرة.

على الحالتين، سيكون للمقارنة تأثير سلبي، ونتائج ضارة؛ إذ ستؤدي إلى اكتسابه لصفات لا يملكها، مثل الشعور بالدونية أو التكبر أو غيرها من الآثار الضارة.

اقرأ أيضًا: هل يكذب عليك طفلك؟ هذا أمرٌ جيدٌ

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة