الواجهة الرئيسيةشؤون دولية

توقعات بتأثير مستقبلي على “حزب الله” بعد حظر أنشطته في بريطانيا

خبراء يؤكدون التأثير طويل المدى للقرار بما يطول اقتصاديات الحزب مع أهمية صدور قرارات مماثلة من الدول الأوروبية بشأنه

كيوبوست

بعد أسابيع قليلة من إقرار البرلمان الألماني مذكرة تطالب الحكومة الألمانية بتصنيف “حزب الله” بشقَّيه السياسي والعسكري كمنظمة إرهابية، بدلًا من الشق العسكري فقط، صنَّفت الخزانة البريطانية الحزب بشقَّيه كمنظمة إرهابية؛ ما يعني أن الحزب سيتعرض إلى تجميد أصوله وَفقًا لقانون تجميد الأصول للمنظمات الإرهابية، والذي جرى إقراره قبل 10 سنوات.

وأكدت الحكومة البريطانية ضرورة أن يقوم أي أفراد أو مؤسسات مالية لها تعاملات مالية مع الحزب بضرورة الإبلاغ عنها، مع اعتبار عدم الامتثال إلى القرار التشريعي أو محاولة التحايل عليه جريمةً جنائية؛ وهو ما يعني وقف أي أنشطة للحزب داخل الأراضي البريطانية.

اقرأ أيضًا: شبكة تمويل “حزب الله” في أمريكا اللاتينية تحت النار

تأثر بالإدارة الأمريكية

الباحث السياسي اللبناني حكمت شحرور

من جهته، قال المحلل السياسي اللبناني حكمت شحرور: “إن المملكة المتحدة هي أكثر دولة تتماهى مع الإدارة الأمريكية في قراراتها؛ خصوصًا في ما يتعلق بالشرق الأوسط”، مشيرًا إلى أن لندن تعتبر “حزب الله” إحدى الأذرع الإيرانية الرئيسية المهمة في المنطقة؛ نظرًا لما يقوم به تجاه إسرائيل، ومن ثَمَّ وفي وسط الضغوط الأمريكية لممارسة أقصى أساليب الضغط على إيران جاء القرار البريطاني الأخير.

واستبعد شحرور، خلال تعليقه لـ”كيوبوست”، تأثير القرار على الوضع الداخلي في لبنان في ظل التزام الحزب في لبنان بالتوازنات الداخلية واعتماده على حلفاء آخرين في السلطة، لافتًا إلى أن القدرة المالية للحزب لن تتأثر بالقرار البريطاني الأخير؛ لوجود مصادر تمويل متعددة.

اقرأ أيضًا: سلاح “حزب الله”.. معضلة في الحراك اللبناني

تأثير على المدى الطويل

المحامي اللبناني إيلي محفوض

لكن المحامي اللبناني إيلي محفوض، يعترض على مسألة عدم تأثُّر الحزب بالقرار؛ خصوصًا أنها ليست المرة الأولى التي يُدرج فيها بشقَّيه السياسي والعسكري على لائحة المنظمات الإرهابية المحظورة، مؤكدًا أن القرار الألماني بهذا الشأن وما تبعه من قرار بريطاني يؤكدان أن هناك تحركات دولية لملاحقة الحزب، وستؤثر عليه بشكل سلبي وعلى أنشطته داخل وخارج لبنان في ظل وجود مأزق مالي داخلي في إيران التي تعتبر الممول الرئيسي للحزب ماليًّا.

وأشار محفوض إلى أن جميع اللبنانيين الرافضين لأنشطة الحزب غير المشروعة ينتظرون مزيدًا من هذه الإجراءات التي تجمِّد أنشطته خارج حدود الدولة اللبنانية؛ نظرًا لما تسببت فيه من إفساد العلاقات بين لبنان ودول العالم، خصوصًا الخليج وأوروبا، مؤكدًا أن تقييد أنشطة الحزب بشكل أكبر أوروبيًّا سيكون له انعكاسات على المدى الطويل.

وأوضح المحامي اللبناني أنه لا يتوقع أن يكون للقرار البريطاني تأثير سريع؛ لأن الحزب نجح في السنوات الماضية في تكوين شبكة ممتدة من العلاقات والمصالح خارج لبنان وفَّرت له قدرات هائلة يحتاج تقليصها إلى بعض الوقت، وهو ما يمكن ملاحظته من واقع الداخل اللبناني. ففي الوقت الذي توجد فيه مشكلة في توافر الدولار في الداخل اللبناني يقوم الحزب بسداد رواتب ومعاشات المتعاونين معه وأعضائه بالدولار.

اقرأ أيضًا: كيف تستخدم إيران “حزب الله” في بريطانيا؟

توافق أوروبي 

أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أحمد عبدالحكيم، قال في تعليق لـ”كيوبوست”: “إن الدول الأوروبية أصبحت الآن أقرب إلى اتخاذ قرارات مماثلة بشأن الحزب؛ لكن الإجماع الأوروبي يحتاج إلى بعض الوقت؛ حتى يتحقق في ظل الدور السلبي للحزب سواء في الداخل اللبناني أو خارجه”، مؤكدًا أن الأمر لم يرتبط بالموقف الأمريكي فقط المتخذ فعليًّا منذ نحو 3 عقود؛ ولكنه ارتبط بالمتغيرات في المنطقة وإصرار الحزب على الدخول في مواجهات مختلفة خارج حدود لبنان.

وأضاف عبدالحكيم أن الأزمة اللبنانية الحالية لم تلعب دورًا كبيرًا في ما يتعلق بالمواقف الأوروبية الأخيرة من “حزب الله”؛ ولكن نشاطات الحزب العدائية مع إسرائيل التي وقعت قبل عدة أشهر، بجانب استمرار سعي الحزب لتزويد أعضائه بأحدث الأسلحة، واستغلال الأنشطة السياسية للترويج للحزب ورؤيته، بجانب الحوادث الإرهابية التي تعرَّضت إليها أوروبا، ووجود تحركات أمريكية لتقييد الحزب.. كلها عوامل رئيسية أسهمت في هذه التوجهات، مشددًا على أن الحزب سيواجه أزمات على المدى المتوسط بسبب هذه القرارات حال استمرار تطبيقها.

اقرأ أيضًا: مترجم: هكذا تحول لبنان إلى “مقاطعة إيرانية” بقوة حزب الله

وتابع أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة بأن هذه القرارات قد يتبعها إجراءات من شأنها منع وزراء الحزب في الحكومة اللبنانية من دخول الدول الأوروبية، وهو أمر سيؤدي إلى إلحاق ضرر داخلي بالحزب ودوره في الداخل اللبناني والمناصب الوزارية، حتى لو أبدى الحزب عدم أهمية لهذه القرارات في الوقت الراهن ونفى تأثيرها على أنشطته.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة