شؤون خليجية
توسعة قاعدة “العديد” الأمريكية في الدوحة لتصبح أقوى من قطر نفسها!
حوالي 11 ألف جندي أمريكي في القاعدة!

كيو بوست –
بعد 4 أيام من نشر موقع “نورديك مونيتور” السويدي للبنود السرية بين قطر وتركيا، حول التعاون العسكري بين البلدين، وانتشار الجنود الأتراك في قاعدة تركية على الأراضي القطرية، الأمر الذي وصفه الموقع بالمجحف، وتُضحي قطر بموجبه بسيادتها لصالح الجنود الأتراك، أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، من الدوحة، موافقة قطر على توسيع قاعدة “العديد” على حسابها ومن أموال القطريين.
اقرأ أيضًا: شروط مجحفة وبنود غامضة: تفاصيل الاتفاق العسكري السري بين تركيا وقطر
وقال بومبيو إن قاعدة “العديد” الجوية على الأراضي القطرية “مفتاح الأمن الأمريكي في المنطقة”.
#صور| افتتاح الحوار الاستراتيجي القطري الأميركي بالدوحة#بوابة_العرب #قطر pic.twitter.com/dEK68cV8SJ
— أخبار قطر (@AlArabNewsPaper) January 13, 2019
وجاءت الاتفاقية لتوسيع القاعدة الأمريكية في إطار الجولة الثانية للحوار الإستراتيجي بين قطر والولايات المتحدة، الذي انطلق من واشنطن في يناير/كانون الثاني من العام الماضي، بمشاركة وزير الدفاع القطري خالد بن محمد العطية.
وجود عسكري أمريكي دائم في قطر
بما يشبه الشروط التي تضمنتها بنود الاتفاقية السرية بين قطر وتركيا، التي كان أبرزها أن الوجود العسكري التركي في قطر غير محدد بوقت معين، بعكس جميع الاتفاقيات بين الدول المستقلة ذات السيادة، أدرجت قطر بندًا مماثلًا في اتفاقيتها الجديدة مع الولايات المتحدة، التي تنص إضافة على أن توسيع “العديد” سيكون من رأسمال الدوحة وعلى حسابها. كما جاء أيضًا أن العرض القطري شمل ما أسماه البيان بـ”وجود أكثر استدامة للولايات المتحدة” على الأراضي القطرية، بحسب ما نشر في “البيان المشترك للحوار الإستراتيجي بين الولايات المتحدة وقطر”.
اقرأ أيضًا: 5 مليار دولار ستدفعها قطر لتوسعة قاعدة العديد الأمريكية
وتطبيقًا لطلب وزير الدفاع القطري خالد العطية في يناير/كانون الثاني الماضي أثناء عقده للحوار الإستراتيجي الأول في واشنطن، حين قال: “لدينا خطة كبيرة لتوسيع العديد لتكون قاعدة دائمة… نظراؤنا في وزارة الدفاع الأمريكية يترددون في استخدام كلمة الدائم، لكننا نعمل من جانبنا من أجل تحقيق ذلك”، عملت قطر خلال السنوات الماضية على توسيع شبكة الطرق المؤدية إلى العديد وتطويرها، من أجل أن تصبح أكثر احتمالًا للتوسعة المطلوبة.
وبحسب ما صرح العطية في واشنطن العام الفائت، فإن التوسعة ستكون من أجل استضافة القوات البحرية الأمريكية (المارينز) في العديد، بعدما كانت تستضيف القوات الجوية الأمريكية فقط.
ولاية أمريكية مستقلة!
كانت قاعدة “العديد” الأمريكية -التي تتمركز على بعد 30 كلم جنوبي العاصمة الدوحة- قبل التوسعة الأخيرة بمثابة ولاية أمريكية مستقلة داخل دولة قطر، إذ احتضنت (قبل قرار التوسعة) أكثر من 11 ألف جندي وضابط أمريكي، إضافة إلى أكبر أسطول للطائرات والقاذفات الأمريكية. والمفارقة أن عدد أفراد الجيش القطري يبلغ العدد ذاته (11 ألف عسكري قطري) بحسب موقع وكالة “سبوتنيك” الروسية، لتصبح العديد أكثر قوة من جيش قطر كله، بإمكاناتها العسكرية والاستخباراتية. وتمثل العديد أهم مركز للعمليات التي تنفذها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
اقرأ أيضًا: ما سبب دعم قطر لتركيا بـ15 مليار دولار رغم معاناة الدوحة اقتصاديًا؟
وتعمل هذه القاعدة رسميًا منذ العام 2002، واستخدمت لتكون نقطة انطلاق للعمليات العسكرية الأمريكية في المنطقة. وتعتبر العديد أكبر قاعدة عسكرية أمريكية خارج أراضيها، وتكفلت قطر بتكاليف إنشاء القاعدة منذ البداية. وبحسب ما صرّح العطية، فإن “80% من عمليات الإمداد الجوي الأمريكي، وتزويد الوقود في المنطقة تجري من خلال قاعدة العديد”.
وشاركت القاذفات الأمريكية الثقيلة في تنفيذ الكثير من المهام الجوية، التي قادتها واشنطن في الشرق الأوسط وأفغانستان، وتشير تقديرات إلى أن القاعدة كانت محطة انطلاق لنحو 40% من الغارات الجوية.
حمل تطبيق كيو بوست على هاتفك الآن، من هنا