الواجهة الرئيسيةثقافة ومعرفةشؤون عربية
توثيق تجاوزات الإخوان وعلاقاتهم مع الغرب في اصدار جديد
«الإخوان والغرب ـ مراحل عمالة التنظيم وانحرافات الجماعة» كتاب جديد للباحث في شؤون الجماعات الإسلامية صبرة القاسمي

كيوبوست

«الإخوان والغرب ـ مراحل عمالة التنظيم وانحرافات الجماعة»؛ كتاب جديد أصدره الباحث المصري صبرة القاسمي، قبل أسابيع قليلة، بعد رحلة بحثٍ استمرت سنوات، تنقل خلالها بين عدة دول إقليمية، توجد فيها قيادات جماعة الإخوان المسلمين وأعضاؤها، خلال الفترة الحالية، مستعرضاً تاريخ الإخوان من نشأة الجماعة حتى الآن، والتحولات التي مرت بها من أجل استمرار الدعم الخارجي لها، بالإضافة إلى النفوذ الكبيرة الذي تمارسه من خلال أعضائها على بعض الدول الأوروبية، والتحايل المستمر من أجل استمرار دعمها منذ التأسيس، وحتى الآن.
يقول صبرة القاسمي، في حديثٍ لـ”كيوبوست”، إن فكرة الكتاب بدأت قبل عدة سنوات، حرص خلالها على البحث والتقصي من أجل توثيقِ ما يقوم بكتابته كي لا يكون أحاديث مرسلة أو أحاديث يمكن التشكيك فيها، وانطلق من ادعاءات الإخوان المثل العليا، ومحاولة تصدر المشهد بهذه الطريقة، والتعامل باعتبارهم الجهة الوحيدة التي تدافع عن المسلمين، في الوطن العربي والعالم الإسلامي، ومن هنا بدأ البحث من الدول الإقليمية التي تحمل أجندات الجماعة، وتوجد فيها القيادات، مستفيداً من عدة أمورٍ أبرزها الانشقاقات الموجودة، والغضب لدى بعض المنتمين للجماعة، الرافضين للطريقة الحالية للإدارة، وآلية اتخاذ القرارات.
اقرأ أيضًا: من رسائل كلينتون.. كيف تحولت نظرة الأمريكيين للإخوان في مصر؟
توثيق الخلافات

يشير صبرة القاسمي إلى أن عملية التدقيق والفحص للتسريبات الصوتية التي حصل عليها، والوثائق، استغرقت بعض الوقت لفهمها، والتدقيق في تفاصيلها، خاصة وأن غالبيتها جاءت بعد أحداث فض اعتصام رابعة العدوية، وموجات الهروب إلى بعض الدول الاقليمية، بالإضافة إلى بعض الدول الأوروبية، لافتاً إلى أنه تلقى دعماً في البحث والمساعدة من الدكتور سعد الدين إبراهيم؛ الحقوقي المعروف وعراب الاتفاق الحديث بين الإخوان والغرب، قبل أن يطالب بتصنيفهم كجماعةٍ إرهابية، والذي كتب مقدمة الكتاب أيضاً.
يؤكد الكاتب المصري المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية أن لقاءاته التي أجراها مع أعضاء بالجماعة ينتمون لفئاتٍ اجتماعية مختلفة، وكذلك تدرج مختلف في الهيكل التنظيمي للجماعة، تكشف عن فجوة كبيرة وخلافات جذرية، بالإضافة إلى محاولة استغلال واجهات ليبرالية للحصول على الدعم المالي الغربي مثل أيمن نور، مع تجنيب الأعضاء أصحاب الفكر الجهادي التكفيري الظهور لتجنب التعرض للانتقادات من الدول الغربية التي تعتبر ممولاً رئيسياً للجماعة الآن.

يكشف صبرة القاسمي من خلال احتكاكٍ مباشر، واطلاع في الدول التي قام بزيارتها، من خلال فصول الكتاب، إنشاء الجماعة لمراكز بحثية للعمل في إطار يغلِّفه العلم، لكن في الحقيقة هذه المراكز لا تعمل سوى في إطارٍ استخباراتي من الدول التي تستضيفها على أراضيها، مشيراً إلى أن بعض الوفود من هذه المراكز البحثية مع شخصياتٍ إخوانية أخرى إلى إيران، وتم إجراء تبادل ثقافي وبحثي في العلوم العسكرية مع أعضاء من الحرس الثوري الإيراني.
يقول صابرة القاسمي إن المجتمعات الإخوانية خارج مصر في الدول الاقليمية التي تستضيفهم مجتمعات مغلقة أيضاً، وهناك عناصر بها مخالفة للجماعة وقراراتها، لكن بعضها لا يستطع الحديث علناً خوفاً من تداعيات الأمر.

تحالفات مستمرة
يؤكد الباحث المصري أن الوثائق والصور التي اطلع عليها، وحصل على بعضها، نشره في الكتاب، تؤكد وجود رغبة لدى الإخوان في الحصول على تمويل من الحرس الثوري الإيراني، وتزايد مجالات التعاون، في الوقت الذي لم تسِرْ فيه الأمور بالشكل الذي رغبت فيه الجماعة، بسبب تحفظات إيرانية على بعض الأمور، لاسيما فيما يتعلق بالدعم المالي المطلوب منها.

وأضاف أن الجماعة قامت بتغيير الدكتور سعد الدين إبراهيم، بعدما كان عرَّابها في التواصل مع الغرب، بالدكتور أيمن نور المرشح الرئاسي السابق في انتخابات 2005، باعتباره شخصية لديها تاريخ نضالي معروف أمام العالم، لكنه تحول مع الوقت إلى الشخص الذي تصل إليه الأموال من الخارج لا يتم إنفاقها إلا بمعرفة الإخوان وقيادات الجماعة، مما يجعله شريكاً في عملية المؤامرة التي تقوم بها الجماعة على الدولة المصرية.
يشرح صبرة القاسمي في كتابه كيف تحول أيمن نور، مع الوقت، لمتحدث باسم المعارضة المصرية في الخارج، وهي المعارضة التي تمثل الإخوان فقط، وتسعى لتحقيق أهدافها، مؤكداً أن الأمر لا يتجاوز سعي الجماعة للعودة للحكم ومحاولة تنشيط الخلايا النائمة، واستغلال أي تحركات ودس أعضائها لإحداث حالة من الفوضى والعنف في الشارع المصري، وهو الأمر الذي ينشط إعلامياً مع تلقي تمويلاتٍ من الخارج.
اقرأ أيضًا: مرشح أوباما لرئاسة مصر مدمن مخدرات.. ويعد لثورة جديدة!
يقول صبرة القاسمي في كتابه إن المستوى الاجتماعي للإخوان في الخارج ينقسم إلى شرائح مختلفة، تختلف معيشة وظروف كل فئة فيها، وفق قربها أو بعدها من مصادر التمويل، بداية من طبقة القيادات التي تقطن في أفضل الأماكن، وتحصل على المبالغ الأكبر من التمويل، مروراً بالطبقة المتوسطة، وصولاً إلى الطبقة الدنيا، ومنهم شباب مهمشون سافروا خلف مبادئ الجماعة، لكنهم فوجئوا بالعكس بعد استقرارهم بالخارج وتورطهم معها، فلفظوا الجماعة ولفظتهم، لكنهم يعيشون اليوم ظروفاً صعبة، مشيراً إلى وجود بعض الشباب الذين انحرفوا عن الثقافة العربية والإسلامية في الغرب، بعد خروجهم من الجماعة.