الواجهة الرئيسيةشؤون دولية
تمويلات قطرية مشبوهة للجامعات الأمريكية.. ومحاولات لاختراق اللوبي اليهودي

كيوبوست
كشف مقال نشره موقع “إسرائيل ناشيونال نيوز” عن تفاصيل تخص العلاقة بين التمويلات القطرية لعدد من الجامعات ومراكز الأبحاث الأمريكية، وقيادات يهودية أمريكية؛ من أجل تحسين صورة الدوحة وعدم انتقاد سياساتها. وعلى الرغم من دعم النظام القطري لجماعات إرهابية تهدد أمن إسرائيل وأمريكا أيضًا؛ فإن الدوحة حصلت على أكثر من إشادة من جانب قيادات يهودية أمريكية خلال العامَين الماضيَين، في تطور وصفه كاتب المقال ستيفن فلاتو، بالمثير للقلق.
وارتكز المقال على مشروع بحثي أجراه معهد دراسة السامية والسياسة العالمية بعنوان “اتبع المال”؛ وهو الذي كشف عن تمويلات بمليارات الدولارات قدمتها قطر إلى عدد من الجامعات ومراكز الأبحاث الأمريكية بصورة سرية، دون أن تفصح هذه الجامعات عن مصادر التمويل. ومن بين 4.9 مليار دولار تبرَّع بها النظام القطري، لم يتم الكشف إلا عن 1.9 مليار دولار فقط.
اقرأ أيضًا: قطريون يتساءلون: لماذا تهمل حكومتنا جامعة قطر وتغدق المليارات على الجامعات الأمريكية؟!
وحسب تقرير نشرته مجلة “فري بيكون” الأمريكية، موَّلت قطر عددًا من المدارس الحكومية الأمريكية، وبرامج تدريبية يصل عددها إلى 3000 برنامج تدريبي موجهة إلى الطلاب الأمريكيين، أملًا في الاستيلاء على القيادة الثقافية أو قيادة القوة الناعمة في العالم العربي والولايات المتحدة.
وكشف مركز الدراسات الأمنية الأمريكية، في تقرير نشره في فبراير 2019، عن تقديم قطر تمويلات بملايين الدولارات إلى ست جامعات أمريكية؛ هي: “كورنيل” و”تكساس” و”كارنيجي ميلون” و”فيرجينيا كومنولث” و”جورج تاون” و”نورث ويست”.
اقرأ أيضًا: قطر تدفع مقابل صمت العالم
التناقض القطري
الباحث الإنجليزي كايل أورتون، قال في تعليق لـ”كيوبوست”: “إن التناقض الذي يبدو على السياسة القطرية ليس جديدًا من حيث تقديم قطر تمويلات بمبالغ طائلة إلى الجامعات والمراكز البحثية الأمريكية في الوقت الذي تدعم فيه جماعات إرهابية ضد مصالح واشنطن”.
وأضاف أورتون: “قطر ترعى بالفعل عديدًا من المؤسسات التعليمية والثقافية والجامعات في الولايات المتحدة، ومن الوارد بالطبع أن هناك مخالفات إدارية وقانونية تخص الإفصاح عن مصادر التمويل؛ لكن تبقى النقطة الأبرز في مسار العلاقات الإسرائيلية- القطرية هي تمويل الدوحة لحركة حماس في غزة، وعدم الرضا الإسرائيلي عن ذلك، ووجود كثير من المتناقضات حيال ذلك”.

وكانت مجلة “ديلي كولر” الأمريكية، قد كشفت في تقرير نشرته في وقت سابق عن حجم التمويلات القطرية للجامعات الأمريكية؛ حيث تصدرت جامعة جورج تاون القائمة بحصولها على 333 مليون دولار، تليها جامعة نورث ويسترن بـ277 مليون دولار، ثم جامعة تكساس بـ225 مليون دولار، وفي المركز الرابع تأتي جامعة كارنيجي ميلون بـ71 مليون دولار، ثم جامعة كورنيل بـ47 مليون دولار، وفي المركز السادس جامعة فيرجينيا كومنولث بـ40 مليون دولار.
وأوضح التقرير أن هناك بعض الجامعات الأخرى التي تلقت تمويلات قطرية، غير أنها تأتي في مراتب متأخرة وبأموال أقل؛ ومنها: جامعة هارفارد وجامعة أريزونا وجامعة ميتشجان.
اقرأ أيضًا: تميم في زيارة الجوكر.. حفل عشاء فاخر واتهامات بتمويل الإرهاب عبر الجامعات الأمريكية
تطور مقلق
الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والأستاذ بمركز دراسات الشرق الأوسط، قال خلال تعليقه لـ”كيوبوست”: “إن التمويلات القطرية تمضي في مسار سياسي تعليمي؛ لأن مخططًا قطريًّا بدأ منذ سنوات بفتح مكاتب وفروع لجامعات أجنبية كبيرة في الدوحة، مثل تكساس وجورج تاون؛ ولكن الخطير في الموضوع هو أن هناك المزيد من الجامعات الجديدة التي دخلت قائمة التمويلات القطرية مؤخرًا في تطور مقلق للغاية”.

وأضاف فهمي: “هذا المشروع يستهدف تجنيد الأفراد المؤثرين من اليهود الأمريكيين في الولايات المتحدة والذين يدعمون الدوحة مقابل هذه التمويلات ويهدمون كل فرص انتقادها وإبراز مساوئ سياساتها إقليميًّا ودوليًّا، ودخول عدة جامعات جديدة على القائمة يعد تطورًا مهمًّا؛ خصوصًا أن هذه الحملة جاءت في وقت له دلالاته، حيث إننا على أعتاب الانتخابات الأمريكية التي يستخدم الجميع فيها كل الحيل، وهناك مجموعات اسمها (مجموعات أصدقاء قطر) هدفها تحسين الصورة الذهنية وفرض الاستراتيجية القطرية في الخارج، وهي تحاول الاستفادة من أجل توجيه السياسة الأمريكية والحملات الانتخابية باتجاه أهدافها ومخططاتها”.
وتابع أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: “اللوبي اليهودي في واشنطن قوي ومؤثر؛ ولذلك تحاول قطر توظيف كل جهدها ومالها لخدمة أغراضها، كي تصبح نافذةً أكثر في دوائر صنع القرار الأمريكي؛ وهو أمر غاية في الأهمية لو تحقق سيضمن للدوحة نفوذًا وتأثيرًا كبيرًا وحساسًا، لكني أتوقع أن تشهد الفترة المقبلة تراجع هذا النفوذ؛ لأن التحقيقات الأمريكية تتم بوتيرة سريعة وحاسمة، فضلًا عن وجود رغبة حقيقية لوقف تغلغل الدوحة في المفاصل الأمريكية المؤثرة؛ مثل الجامعات ومراكز الأبحاث التي تشكل الوعي العام وترسم خريطة التفكير لدى الطلاب والباحثين”.
شاهد: إنفوغراف.. حجم التمويلات القطرية للجامعات الأمريكية
وبلغت المخاوف من التمويل القطري للجامعات الأمريكية مرحلة متقدمة؛ ما دفع الباحثة فارشا كودوفايور، كبيرة محللي الأبحاث والمتخصصة في الشأن الخليجي بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات (FDD)، إلى أن تنشر مقالًا في موقع “فوكس نيوز”، قبل عدة أشهر ، طالبت فيه الإدارة الأمريكية بالتدخل السريع والجاد لوضع حد للمال القطري والتحقق من طبيعة الأبحاث العلمية التي تمولها قطر في الجامعات الأمريكية، فضلًا عن إجراء مراجعة دقيقة لكل ما أسهمت به مؤسسة قطر في مجال المناهج المدرسية الخاصة ببرامج تعليم اللغة العربية.