ترجماتشؤون دولية

تلغراف البريطانية: إيران وظفت عناصر عصابات إجرامية لتنفيذ اغتيالات في أوروبا

فرق الاغتيالات الإيرانية تتوسع في أوروبا

ترجمة كيو بوست عن صحيفة تلغراف البريطانية 

اتهمت الحكومة الهولندية إيران بالتعامل مع عصابات إجرامية وفرق اغتيالات بهدف قتل اثنين من المعارضين الإيرانيين أثناء تواجدهم على الأراضي الهولندية، الأمر الذي دفع الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات واسعة على طهران.

وفرض الاتحاد الأوروبي، سابقًا، عقوبات ضد وزارة المخابرات الإيرانية ومسؤولين إيرانيين كرد على مخططات الاغتيال التي استهدفت معارضًا إيرانيًا في الدنمارك، ومحاولة تفجير تجمع كبير للمعارضة في فرنسا.

اقرأ أيضًا: تاريخ إيران الطويل من التجسس والاغتيالات في أوروبا

وكجزء من التعاون مع الاتحاد الأوروبي، كشفت هولندا لأول مرة بأنها تعتقد بأن إيران تقف خلف عمليات الاغتيال لاثنين من المواطنين الهولنديين من أصول إيرانية، الذين سقطا برصاص مجرمين هربوا عبر سيارة بي أم دبليو مسروقة.

نيسي ومعتمد: أسلوب الاغتيال نفسه

أحد القتيلين هو أحمد مولى نيسي (52 سنة) قتل أمام منزله في هاغيو في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، بعد أن ظهر مسلح أمام بيته وأطلق النار عليه، وغادر بسيارة بي أم دبليو مسروقة. وكان نيسي أحد قادة الحركة الأهوازية التي تسعى إلى استقلال دولة عربية جديدة في منطقة غربي إيران. تصنف طهران الحركة كإرهابية في البلاد.

أما الشخص الثاني فهو علي معتمد (56 سنة) الذي قتل في عملية إطلاق نار مشابهة خارج منزله في أمستردام في ديسمبر/كانون الأول 2015. يعتقد بأن معتمد هو اسم مستعار لشخص يدعى محمد رضا كولاني، الذي تتهمه السلطات الإيرانية بتفجير مبنى في طهران كان يضم اجتماعًا لمسؤولين كبار في الدولة، عام 1981، ما أدى إلى مقتل 72 شخصًا، من بينهم نائب آية الله الخميني.

اقرأ أيضًا: بعد إحباط هجوم باريس: مخاوف من تفجيرات إيرانية في أوروبا

واتهمت عائلتا القتيلين إيران بالتورط في اغتيالهما، لكن الحكومة الهولندية كانت ترفض أن تعلن فيما إذا كانت هناك أدلة على ذلك أم لا. وطردت السلطات الهولندية دبلوماسيين اثنين من البلاد العام الماضي، لكنها لم توضح فيما إذا كانت العملية مرتبطة بعمليات الاغتيال أو بأسباب أخرى.

وقالت حوارا نيسي، التي كانت أول من رأى والدها أحمد مقتولًا على باب المنزل: “كان ذلك جزءًا من حياتنا لن نتمكن من إغلاقه إلى الأبد… لقد كنا متأكدين بنسبة 99% بأن النظام الإيراني وراء العملية، لكن السلطات الهولندية رفضت الكشفت عن أية معلومات”، بحسب ما قالت لصحيفة تلغراف البريطانية.

 

مؤشرات قوية

قالت وزارة الخارجية الهولندية، في تصريح صحفي الثلاثاء، إن لديها “مؤشرات قوية على أن إيران متورطة في عمليتي الاغتيال”، وإنها احتفظت بالأدلة بشكل سري، من “أجل تسهيل الإجراءات المشتركة مع الاتحاد الأوروبي ضد إيران”.

وأضافت الوزارة: “الإجراءات العدائية من هذا النوع تقوض سيادة الدولة الهولندية، وهي إجراءات غير مقبولة”.

وتُتهم إيران بتوظيف عناصر من عصابات مسلحة محلية في هولندا، من أجل تنفيذ عمليات اغتيال، لإخفاء تورط النظام الإيراني في الجريمة. وتوقع محللون قيام حزب الله الإيراني بتسهيل عمليات التواصل مع عناصر العصابات الهولندية، بسبب علاقاته التي اكتسبها بفعل تهريبه للمخدرات.

اقرأ أيضًا: أزمة إيران تكشف الوجه الحقيقي لأجهزتها المخابراتية في دعم العمليات الإرهابية

وقال الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات بيهنام بين تاليبلو: “استخدمت طهران العلاقات الدبلوماسية، والأشخاص الساخطين، والمجموعات الإرهابية، وحتى الشبكات الإجرامية، من أجل الدخول في عالم الإرهاب والاغتيالات في الخارج، والاحتفاظ بدرجة معقولة من إنكار ممارساتها”.

 

تاريخ طويل من الاغتيالات

لم يعترف وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، بعمليات الاغتيال، لكنه هاجم الاتحاد الأوروبي، متهمًا دولًا بعينها “بإيواء الإرهابيين”، من بينها هولندا، ما يشير إلى احتمالية أن يكون قد قصد عمليتي الاغتيال تلك.

ولدى إيران تاريخ طويل من العمل مع المجموعات الإجرامية من أجل تنفيذ الاغتيالات؛ فعلى سبيل المثال، تعتقد الولايات المتحدة أن إيران وظفت عناصر عصابة مخدرات مكسيكية من أجل اغتيال السفير السعودي في واشنطن.

وأشاد وزير الخارجية الدنماركي، أندريس سامويلسون، بفرض الاتحاد الأوروبي للعقوبات على إيران، قائلًا إنه “يوم هام للسياسة الخارجية في أوروبا… وافق الاتحاد الأوروبي للتو على عقوبات ضد المخابرات الإيرانية بسبب مؤامرات الاغتيال على الأراضي الأوروبية… هذه إشارة قوية بأننا لن نقبل مثل هذا السلوك في أوروبا”.

يذكر أن عقوبات أوروبا شملت جهاز المخابرات الإيراني، ونائب وزير الاستخبارات سعيد هاشمي مقدم، والجاسوس الإيراني المتهم بمحاولة تفجير مؤتمر منظمة “مجاهدي خلق” المعارضة في باريس أسد الله أسدي.

وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن بلاده تضاعف جهودها من أجل “ضغوط حقيقية على إيران” دبلوماسيًا وتجاريًا.

وكانت الحكومة الدنماركية قد أحبطت، العام الماضي، مؤامرة لاغتيال زعيم عربي إيراني في كوبنهاغن. وعلى خلفية الحادثة، جرى اعتقال مواطن نرويجي من أصل إيراني يُتهم بالضلوع في العملية. كما تمكنت أجهزة المخابرات الأوروبية من إحباط عملية تفجير مؤتمر في باريس، أقامته جماعة “مجاهدي خلق” المعارضة في المنفى. وقد شمل الحضور في المؤتمر محامي الرئيس الأمريكي الخاص ومسؤولين كبارًا من بينهم مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون.

وطردت ألبانيا السفير الإيراني ودبلوماسيًا آخر، العام الماضي، بتهمة التخطيط لهجمات ضد مجاهدي خلق. وقالت منظمة مجاهدي خلق إن عقوبات الاتحاد الأوروبي كانت “خطوة إيجابية، ولكنها غير كافية في مواجهة إرهاب الدولة الذي يرتكبه النظام”.

 

المصدر: تلغراف البريطانية 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة