الواجهة الرئيسيةترجماتثقافة ومعرفة
تقلبات القمر.. سوف تسبب زيادة الفيضانات الساحلية في العقد القادم وفقاً لدراسة لوكالة ناسا

كيوبوست- ترجمات
راشيل ترينت
على سكان المناطق الساحلية في الولايات المتحدة توخي الحذر؛ فالفيضانات الناتجة عن الارتفاع الكبير في منسوب المد قادمة بعد ما يزيد قليلاً على عقد من الزمن، وفقاً لوكالة ناسا.
وجدت دراسة جديدة، يقودها فريق علمي من جامعة هاواي، تابع لوكالة ناسا، المكلف بدراسة تغيرات منسوب سطح البحر، أن الزيادة السريعة ستبدأ في أواسط العقد القادم عندما تزيد دورة القمر من ارتفاع منسوب البحر، والتي تسببت فيها أصلاً التغيرات المناخية. وأشارت الدراسة إلى أن السواحل الشمالية البعيدة فقط سوف تتمتع بعشر سنوات إضافية؛ لأن التغيرات الجيولوجية بعيدة المدى تؤدي إلى ارتفاع منسوب الأراضي في هذه المناطق.
اقرأ أيضاً: لا ينبغي للتغيرات المناخية أن تؤجج الصراعات
وقالت الوكالة، في بيان صحفي، إن هذه الدراسة التي نُشرت في مجلة “نيتشر كلايمت تشينج”، هي الدراسة الأولى التي تأخذ بعين الاعتبار جميع الأسباب المعروفة المتعلقة بالمحيطات والمعطيات الفلكية التي تقف وراء الفيضانات.

عادة ما تحمل الفيضانات الناجمة عن ارتفاع منسوب المد كميات أقل من المياه بالمقارنة مع الفيضانات الناتجة عن العواصف والأعاصير؛ ولكن المؤلف الرئيسي للدراسة يحذر من أن ذلك لا يعني أنها أقل خطورة بشكل عام. قال فيليب تومبسون، الأستاذ المساعد في قسم علوم المحيطات في جامعة هاواي، في بيان صحفي: “إن التأثيرات والعوامل المتراكمة بمرور الزمن سيكون لها تأثير كبير. وإذا حدثت الفيضانات من 10 إلى 15 مرة في الشهر؛ فلن تتمكن الشركات من الاستمرار في العمل بينما مواقف السيارات فيها مغمورة بالمياه. وسيخسر الناس وظائفهم؛ لأنهم لن يتمكنوا من الوصول إلى أماكن عملهم، وستتسبب تسربات أنظمة الصرف الصحي في مخاطر على الصحة العامة”.
اقرأ أيضاً: التغير المناخي والأوبئة الجديدة.. هل نحن مستعدون؟
أبلغت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي عن أكثر من 600 فيضان ناتج عن ارتفاع منسوب المد في عام 2019. وتتوقع هذه الدراسة الجديدة أن تحدث هذه الفيضانات أحياناً في مجموعاتٍ تستمر لمدة أشهر في أواسط ثلاثينيات القرن الحالي، وذلك وفقاً لوضع القمر والأرض والشمس، وربما ستشهد بعض المدن فيضانات كل يوم أو يومَين. وترتبط أسباب هذه الفيضانات المتوقعة بدورة القمر التي تبلغ 18.6 عام.
والآن نحن في نصف الدورة الذي يزيد من شدة حركة المد والجزر. وحتى الآن لم يرتفع مستوى البحر على جميع السواحل الأمريكية تقريباً إلى درجة أن يصل المد إلى عتبة الفيضان؛ ولكن هذا الوضع لن يبقى على ما هو عليه في الجولة القادمة في منتصف العقد القادم.

والسبب وراء ذلك هو تزامن تقلبات مدار القمر مع ارتفاع منسوب البحار. تقلبات القمر ليست جديدة، وقد تم توثيقها للمرة الأولى عام 1728؛ ولكن تأثير هذه التقلبات على جاذبية القمر هي السبب الرئيسي للمد والجزر على سطح الأرض، أصبحت تثير مخاوف جديدة من حدوث فيضانات عندما تزامنت مع ارتفاع منسوب البحار.
وجاء في بيان وكالة ناسا أن “ارتفاع مستوى سطح البحر العالمي سوف يستمر على مدى السنوات العشر القادمة، وكلما ارتفع منسوب البحر الذي تضخمه دورة القمر حدثت قفزة كبيرة في أعداد الفيضانات في جميع سواحل الولايات المتحدة الأمريكية تقريباً وفي هاواي وغوام”.
المصدر: سي إن إن