الواجهة الرئيسيةشؤون خليجية
تقرير رسمي حقوقي: 4000 شخص يتعرضون للعبودية الحديثة في قطر
العبودية في قطر تتفاقم

كيو بوست –
أظهر المؤشر العالمي للعبودية في 2018 أن حوالي 4 آلاف شخص (أو 1.50 لكل ألف شخص من سكان قطر) يعيشون في عبودية حديثة، مشيرًا إلى أن 37.72 لكل 100 شخص يتعرضون للعبودية، كما جاءت قطر التي يصل عدد سكانها إلى 2.4 مليون نسمة في صدارة قائمة الدول الأقل دعمًا لاستجابة الحكومة للحد من العبودية حسب المؤشر.
وتعرف العبودية الحديثة على أنها استخدام العنف أو الخداع أو التهديد للإيقاع بالبشر، وإجبارهم على العمل القسري والاستغلال الجنسي والخدمة المنزلية القسرية. ويقدم مؤشر العبودية العالمي لعام 2018 تصنيفًا لكل بلد على حدة لعدد الأشخاص في العبودية الحديثة، بالإضافة إلى تحليل للإجراءات التي تتخذها الحكومات للاستجابة، والعوامل التي تجعل الناس ضعفاء.
اقرأ أيضًا: هل سيتحول مونديال قطر 2022 إلى أستراليا؟
وحسب المؤشر الذي استهدف 167 دولة، جاءت كوريا الشمالية في قمة المؤشر، تليها أنظمة قمعية أخرى، إذ ظهر أن حوالي 2.6 مليون شخص (واحد من بين كل 10 أشخاص) في كوريا الشمالية، يعيش في عبودية، ويجبر معظمهم على العمل من أجل الدولة.
المؤشر العالمي للعبودية أشار في التقرير الذي أصدرته مؤسسة ووك فري، إلى أن الرجال والنساء والأطفال لا يزالون -في جميع أنحاء العالم- ضحايا العبودية الحديثة، وذلك عبر شرائهم وبيعهم في الأسواق العامة، إذ يتم إجبار النساء على الزواج ضد إرادتهن، وتوفير العمالة تحت ستار “الزواج”، بالإضافة إلى إجبارهن على العمل داخل المصانع السرية، أو المنازل، كخادمات على وعد براتب يتم إلغاؤه في كثير من الأحيان، كما يواجه الرجال والأطفال العبودية عبر عملهم في مواقع البناء، أو المتاجر، أو المزارع، أو على قوارب الصيد تحت تهديد العنف.
أوضاع العمال في قطر وما يواجهونه من اضطهادات وظروف عمل صعبة، كانت وما تزال حديث المؤسسات الحقوقية ووكالات الأنباء العالمية، إذ نشرت صحيفة “لوموند” الفرنسية، تقريرًا تحت عنوان “قلق حول مصير عمال مونديال 2022 في قطر”. ونقلت الصحيفة خلال التقرير شهادات العمال الذين رفضوا الكشف عن هويتهم خشية استهدافهم من قبل السلطات القطرية، موضحة أن آلاف العمال المهاجرين الذين ينحدرون من أصول آسيوية والذين يعملون في مواقع البناء، يجدون أنفسهم في ظروف أشبه بـ”الرق والعبودية”، منوهة بأن “ما يحدث في قطر يدق ناقوس الخطر حول انتهاك أبسط حقوق الإنسان”.
اقرأ أيضًا: تصريحات بلاتر الجديدة تسلط الضوء على “فساد” في حقوق “قطر 2022”
“لوموند” سردت الظروف المجحفة التي يعمل فيها العمال وتسببت في وفاة المئات، منها ارتفاع درجة الحرارة التي تتجاوز 50 درجة مئوية، وتسببت بشكل رئيس في ارتفاع حالات الوفيات خلال الفترة الماضية، إلى جانب نظام الكفالة بإخضاع العمال الأجانب، تحت إرادة أصحاب العمل في الدوحة، ويحظر عليهم التصرف في أي شيء أو تغيير وظائفهم، أو حتى مغادرة البلاد دون إذن الكفيل.
الصحيفة دعت منظمات المجتمع المدني إلى إغاثة هؤلاء العمال، وإجراء تحقيقات استقصائية حقيقية على أرض الواقع، والضغط على السلطات القطرية لإلغاء نظام الكفالة، إذ لفتت الصحيفة إلى ما أوردته صحيفة “الجارديان” البريطانية، في تحقيق استقصائي لها عام 2013 كاشفة عن تلك الكارثة المدوية، موضحة أن “اتحاد العمال الدولي أكد أن هناك أكثر من 4 آلاف عامل معرضون للخطر ومهددون بالموت في قطر آنذاك، حتى 2020 بانتهاء الأعمال المقررة للبناء”.
في المقابل، كانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية الأمريكية، كانت قد انتقدت في تقريرها الصادر نهاية الشهر الماضي الإطار القانوني المنظم لأوضاع العمالة المنزلية فى قطر، داعية الدوحة إلى مزيد من الإصلاحات المتعلقة بساعات العمل، وبيئة العمل الآمنة، ورسوم التوظيف، مع الاهتمام باحتياجاتهم، بناء على الخصائص المحددة لهذا العمل، من أجل حماية العمال المنزليين المهاجرين.
اقرأ أيضًا: “هيومن رايتس”: يجب على قطر الرد على سؤالين بسيطين