الواجهة الرئيسيةشؤون دوليةفيديو غراف

تقرير دولي: إيران تعبث بأمن العالم وتُعَرِّضه لحرب عالمية ثالثة

كيوبوست

يتخذ الصراع الأمريكي- الإيراني أبعادًا لم تضعها الدولتان في الحسبان؛ حيث لا يحتاج نشوب حرب عالمية ثالثة بينهما إلى أكثر مما يحدث الآن. ولعل الأذهان لا تزال تذكر كيف تسببت الرصاصة التي قتلت الأرشيدوق فرانز فرديناند، ولي عهد النمسا، في الحرب العالمية الأولى سنة 1914، وذلك في ظل الإصرار الإيراني على إنفاذ البرنامج النووي من جهة، والإصرار الأمريكي على فرض المزيد من العقوبات على طهران من جهة أخرى؛ مما يؤكد أننا في حاجة إلى وساطة طرف ثالث بإمكانه أن يضع حلًّا مناسبًا يرضى عنه الطرفان، ويجنِّب العالم ويلات حرب ثالثة قد تقضي على كل شيء.

 

فيديوغراف: الإرهاب البحري من القاعدة إلى الوكلاء الإيرانيين

 

وحسب تقرير نشرته مجموعة الأزمات الدولية، بعنوان “كي لا تتكرر في الشرق الأوسط شرارة 1914″، فإن الدبلوماسية العالمية عليها التدخل لوضع حد لما يحدث؛ خصوصًا في ظل استهداف إيران للولايات المتحدة ووكلائها الإقليميين، فضلًا عن إطلاق برنامجها النووي دون الأخذ في الاعتبار أن هذا التعنُّت والإصرار غير المبرر لتنفيذ سياستها النووية سيلحق الضرر بالعالم كله، وأن هذه النظرة الأنانية من جانبها ستجر الوبال على الجميع.

اقرأ أيضًا: ترجمات: العوامل التي قد تشعل الحرب بين إيران والولايات المتحدة

ولن تقتصر المعركة على الطرفَين الأمريكي والإيراني؛ إذ من المتوقع بقوة أن يدخل لاعبون آخرون على خط المواجهة؛ خصوصًا لو نفَّذت طهران تهديداتها بخرق الاتفاق النووي بسبب العقوبات الأمريكية المتزايدة، وهو ما قد يتسبب في توجيه ضربات عسكرية أمريكية وإسرائيلية إليها.

ترامب والمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي

عربيًّا، لن يكون اللاعبون العرب بمعزل عن الصراع؛ حيث سيجد العراق نفسه متورطًا في صراع لا ناقة له فيه ولا جمل، ومعروف أن العراق ظل لسنوات مسرحًا لصراعات وتضارب مصالح بين طهران وواشنطن، كما أن الصراع بين إيران وإسرائيل في سوريا لن يجعل دمشق تقف بعيدًا دون التورُّط في الصراع، وكذلك الحال في اليمن.

اقرأ أيضًا: التواطؤ القطري- الإيراني في دعم الإرهاب بالقرن الإفريقي

ويأتي ذلك التوتر في ظل تهديد الرئيس الإيراني حسن روحاني، بإغلاق مضيق هرمز، ومنع تصدير النفط الخليجي إلى العالم، وأيَّده في ذلك قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري، حين قال: “إن مضيق هرمز إما أن يكون للجميع وإما لا لأحد”.

 ومن البديهي أن تتجه أمريكا إلى فرض عقوبات تقوِّض سلطات إيران وتحرمها المزيد من الامتيازات؛ لأنها في حال إغلاق مضيق هرمز فإنها لن تؤثر بذلك على الوضع الاقتصادي للخليج فقط، بل ستعلن عداءها للعالم كله، وتؤثر عليه اقتصاديًّا، وتضع نفسها في وضع غير مأمون العواقب على الإطلاق.

وقام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في يوليو الماضي، بإرسال مبعوث دبلوماسي إلى طهران ونيويورك؛ لإقناع الطرفَين بالتهدئة ومحاولة التوصل إلى حلول وسط، ولكن الحلول لابد أن تتضمن وعودًا إيرانية بالالتزام بأمان العالم وسلامته وعدم تهديده وتعريضه للخطر؛ إذ إن برنامجها النووي وعبثها المستمر في مضيف هرمز لن ينتج عنهما سوى دمار وخراب.

اقرأ أيضًا: المواجهة الأمريكية- الإيرانية واللعب بالنار

ولن تنجح وساطة ما في أن تضع حلًّا ناجزًا للأزمة، بقدر ما يمكنها أن تجنِّب العالم حربًا عالمية هو في غنى عنها؛ إذ إن الأقرب للمنطق هو أن تتنازل إيران عن بعض ممارساتها، كأن تتوقف عن تعريض الملاحة في الخليج للخطر، وكذلك إطلاق سراح بعض الأشخاص ممن يحملون جنسية مزدوجة سجنتهم إيران استنادًا إلى اتهامات مشكوك في صحتها، وكذلك وضع حد للكلام والتهديد بإغلاق مضيق هرمز، وأن يتعامل النظام الإيراني بعقلانية أكثر، ويبتعد عن ممارسات ستضر الجميع. وفي المقابل يمكن وقتها أن تتراجع الولايات المتحدة عن العقوبات التي فرضتها على طهران، وكذلك أن تعفيها من العقوبات في ما يتعلق بصادرات النفط.

ويبقى العداء الإيراني للجانب الأمريكي مستمرًّا منذ بدايته بقوة عام 1979، ومنذ ما يقرب من 40 عامًا عندما قامت طهران باحتلال السفارة الأمريكية، وإغلاق السفارة الإسرائيلية في طهران، واحتجاز 52 موظفًا، وتوالى بعدها عديد من المواقف التي استَعْدَت فيها طهران الولايات المتحدة، ثم بدأت في ما بعد تطالب بوقف العقوبات الأمريكية التي هي في الحقيقة لم تكن سوى نتيجة طبيعية للمارسات الإيرانية العدائية.

اتبعنا على تويتر من هنا

 

 

 

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة